تابعت بتركيز برنامج "مصر النهاردة" الذي عرضه التليفزيون المصري مساء أمس الأول الجمعة وقدمه الإعلامي اللامع خيري رمضان. البرنامج كان مهماً جداً حيث استضاف اثنين من شباب الفيس بوك الذين فجروا "ثورة اللوتس" بميدان التحرير قبل اختطافها واستغلالها في التحريض والتدمير والخراب الذي حل بمصر. *** الحوار كشف لنا كيف يفكر هؤلاء الشباب وكيف تواصلوا مع بعضهم عبر الفيس بوك بعد أن أغلقت في وجوههم عمداً أو جهلاً أو إهمالاً كل أبواب تحقيق الذات علي كافة المستويات وتأكدوا أنهم بهذا الشكل لن يجنوا شيئاً.. حيث لم يترك لهم الديناصورات والغيلان فرصة لكي "يعوموا".. فلا عمل. ولا شقة. ولا مستقبل. ولا حريات مفتوحة الأسقف كباقي ديموقراطيات العالم. ولا أي شيء يبعث علي الأمل في غد أفضل.. وبالتالي وجدوا في تواصلهم تعويضاً عن عزوف "الكبار" عنهم.. الكبار بقرابتهم أو بمناصبهم أو بأموالهم أو بحسبهم ونسبهم. هذا التواصل.. ذهب بهم إلي الانفجار في وجه المجتمع الظالم لأبنائه.. فاتفقوا علي الصراخ.. وأن يعلنوا "لا" مدوية يوم 25 يناير. *** لكن.. بعيداً عن الأسباب التي دفعت الشباب للخروج. وعن بنود الطلبات والرفض التي أعلنوها.. وعن الضيوف الأفاضل الذين شاركوا الشابين في برنامج "مصر النهاردة" وعن المداخلات الكثيرة من شرائح مجتمعية مختلفة.. استوقفني مشهد كان هو الأخير. سأل الزميل خيري رمضان أحد الشابين قائلاً: استطعتم أن تهزوا دولة مثل مصر ونجحتم في تغيير أمور كثيرة جداً كنا جميعاً نحلم بها.. فهل تستطيعون إجبار الموجودين في ميدان التحرير علي الانصراف؟ رد عليه الشاب بعفوية أو بذكاء: كل سنتيمتر في ميدان التحرير "دولة"!!! وعندما استوضح منه خيري معني كلامه.. راوغه.. ولم يرد بإجابة صريحة وقاطعة!! الكلام لا يحتاج توضيحاً ياصديقي.. هذا الشاب صادق جداً فيما قال.. بل إنه عبر عن "الحالة" بمنتهي البلاغة. نعم.. كل سنتيمتر في ميدان التحرير "دولة".. قفزت فوق ثورة الشباب وتريد بمصر سوءاً. علي أرض ميدان التحرير.. يوجد ناشطون من أمريكا وأوروبا وأفريقيا وآسيا. .. وعلي أرض ميدان التحرير.. ميليشيات وأجنحة عسكرية من إيران. وحزب الله. وحماس. والقاعدة. والإخوان. .. وعلي أرض ميدان التحرير.. جواسيس من أمريكا. وإسرائيل. وإنجلترا. وفرنسا. وباقي دول التحالف. .. وعلي أرض ميدان التحرير.. هاربون من السجون وجدوا أن الميدان هو الملجأ الآمن لهم. .. وعلي أرض ميدان التحرير.. دعاة سلام وحرية.. دخلوها آمنين ومساندين.. فحولهم الإخوان وحلفاؤهم إلي رهائن قد يفقدون حياتهم إذا حاولوا الخلاص والهروب. علي أرض ميدان التحرير.. أمم متحدة للخارجين علي القانون.. وللشرفاء أيضاً. نقول لكل الأجانب.. اخرجوا من أراضينا.. أنتم أشخاص غير مرغوب فيكم.. اذهبوا حيث ألقت. * * آخر الكلام.. * خطبة الجمعة التي ألقاها علي خامنئي مرشد "الإرهاب الإيراني" تكشف بجلاء قذارة نظام الملالي وأطماعه في العالم الإسلامي والعربي عامة ومصر خاصة.. وأحلامه بتحويل دولنا إلي قري شيعية في "أم القري" وولاية الفقيه.. عشم إبليس في الجنة. * الإخوان اليوم علي "المحك" وفي مفترق طرق.. إما أن يتعاملوا بذكاء ويقبلوا الحوار والاعتراف بهم لأول مرة حزباً سياسياً لا يخلط بين الدين والسياسة أو أن يتغابوا ويرفضوا الحوار ويفقدوا الاعتراف بهم إلي الأبد. * استقالة هيئة مكتب الحزب الوطني.. إجراء شفاف وخطوة جيدة علي الطريق تثبت حسن النوايا تجاه الإصلاحات السياسية.. حزبياً. وبرلمانياً. ودستورياً. وتشريعياً. الآن.. وبعد إعلان الرئيس حسني مبارك عدم ترشحه مرة أخري.. وتعيين نائب لرئيس الجمهورية تم طي آخر صفحة في ملف التوريث باستقالة جمال مبارك من هيئة مكتب الحزب.. وبالتالي لا يحق له نهائياً ترشيح نفسه في الانتخابات القادمة. هل سيقولون "توريث" مرة أخري؟!