أشهر عائلة فنية في مصر هي عائلة الفنان الرائد يوسف كامل "ولد عام 1891 وتوفي عام 1971" وقد اتبع الأسلوب التأثيري في رسومه "البعض يطلق علي هذا الأسلوب علي سبيل الخطأ الشائع اسم الانطباعية أو التأثيرية" من أهم إنجازات هذا الفنان التي كان لها تأثير إيجابي علي الحركة الفنية حتي اليوم قيامه بتنفيذ البعثة التبادلية مع زميله الفنان "راغب عياد" عندما أرسل كل منهما زميله للدراسة في روما علي نفقة الآخر لمدة عام دراسي حتي يستكملا معارفهما الفنية.. وكان من نتيجة هذه البعثة التبادلية أن أقر البرلمان المصري الأول عام 1924 ميزانية للبعثات الفنية علي نفقة الدولة. فسافر كل فناني الجيل الأول الذين تعلموا في مدرسة الفنون الجميلة المصرية للدراسة مدداً تتراوح بين أربع وخمس سنوات في روما وباريس. هذا الفنان الرائد "يوسف كامل" أنجب ثلاث بنات وولداً واحداً وهو صلاح يوسف كامل. الذي أشرف علي إقامة مبني الأكاديمية المصرية للفنون الجميلة في روما.. أما البنات الثلاث فقد زوجهن لثلاثة فنانين أصبحوا مشاهير هم: المثال "جمال السجيني" "1917 1977" الذي كان ملء الأسماع والأذهان عقب الحرب العالمية الثانية. وتزوجت الثانية من الفنان "حسني البناني" "1912 1989" الذي كان مخلصاً للمذهب التأثيري في الرسم. وعرف بأسلوبه الخاص المتميز بالألوان المضيئة حتي رحيله. ويواصل ابنه سامح حسني البناني سيرة والده كرسام وأستاذ في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة. وكانت الثالثة من نصيب الفنان "كامل مصطفي" "1917 1989" صاحب أكثر اللوحات الفنية بهجة وإشراقاً في تاريخ الرسم المصري الحديث. يطلق البعض علي الجيل الثاني من الفنانين المصريين وهم الذين ولدوا في الفترة من بداية القرن العشرين وحتي نهاية الحرب العالميمة الأولي "1918" هذا الجيل الثاني يسميه البعض جيل الوسط أو الجيل "الوسيط". والمقصود بهذه التسمية أنه يحتل منطقة الوسط بين الجيل الأول الرائد من ناحية والجيل الثالث المعروف بأنه "جيل التمرد والثورة" من ناحية أخري. وهو الجيل الذي ارتفع صوته خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها. لكن هذه التسمية تهدف إلي إلغائه كجيل له ملامح مستقلة ومتميزة. انها تسمية تحاول تهميش دور أبناء هذا الجيل. لتجعل من ناقلي الاتجاهات الفنية الحديثة في الغرب جيلاً مماثلاً في ثقله لجيل الرواد. فهي تسمية مهمتها تشتيت الجيل الثاني وجعله أفراداً حائرين يتوسطون بين الجيل الأول الرائد والجيل الثالث المتمرد.. علماً بأن الجيل الثالث لم يشارك كل فنانينه الموهوبين في التمرد والثورة علي أساتذتهم. وحققوا التطور والإضافة بهدوء وبغير انقلابات تماماً كما فعل أفراد الجيل الثاني ومن نجومه الفنان كامل مصطفي.. ويذكر دورهم في تطويرهم لأساليب الجيل الرائد وإعطائها طابعاً مصرياً يسجل ملامح الوطن ومعارك البطولة والتحرير ويؤدي دوره الاجتماعي في عصره دون التعالي علي فهم وتذوق الجماهير. الفنان كامل مصطفي ولد بالإسكندرية يوم 26 مايو عام ..1917 فهو ينتمي إلي الجيل الذي تتلمذ علي يدي الجيل الأول إلي جانب الفنانين الأوروبيين.. وكان فناناً صاحب موهبة فياضة جعلت إبداعه الفني ملء الأسماع والأذهان.. هذا الجيل الثاني من الفنانين المصريين الذي جاء بعد جيل الرواد يضم في مجال العمارة الفنانان حسن فتحي ورمسيس ويصا واصف.. وفي مجال فن النحت يشمل الفنانين عبدالقادر رزق أحمد عثمان منصور فرج مصطفي نجيب مصطفي متولي عبدالبديع عبدالحي محمود مرسي. وفي مجال الرسم بالألوان يضم: نجيب أسعد زينب عبده الحسين فوزي شفيق رزق عزت مصطفي مرجريت نخله عبدالسلام الشريف صدقي الجباخنجي صلاح طاهر حسني البناني نحميا سعد حسين بيكار سعد الخادم فاطمة رفعت "علي سبيل المثال لا الحصر". لقد ظهرت المدرسة التأثيرية في فرنسا خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر. لكنها في لوحات كامل مصطفي اتخذت ثوباً مصرياً. فهو لم يلتزم بالقواعد التي وضعها الأوروبيون بهذا المذهب وكان تحرر الفنان الرائد يوسف كامل رب هذه الأسرة الفنية قدوة لكل المصريين الذين اتبعوا هذا المذهب.. فهو الذي قال عن نفسه: "لقد ولدت بنزعة تأثيرية وسأظل كذلك". ورغم هذا لم يتبع ما أعلنه التأثيريون الفرنسيون من قواعد لأسلوبهم.. وأهم هذه القواعد التي لم يتمسك بها التأثيريون المصريون هي هجرة اللونين الأسود والبني وعدم استخدامهما في رسم اللوحات الفنية عند التأثيريين الفرنسيين. مع الاقتصار علي ألوان الطيف التي تتكون جميعها من الأصفر والأزرق والأحمر بدرجاتها مع امتزاجها. لقد اصطنع الرسامون المصريون التأثيريون أسلوبهم الخاص. وبالنسبة لكامل مصطفي فقد درس علي يدي أستاذ الكلاسيكية الصارم الفنان أحمد صبري "1889 1955" وفي نفس الوقت درس علي يدي الفنان يوسف كامل الذي صاهره. واتباع أسلوبه التأثيري.. فكان إنتاجه الفني يجمع بين رصانة الكلاسيكية عند أحمد صبري خاصة في لوحاته لصور الشخصية والوجوه مع بهجة التأثيرية وفرحتها عند يوسف كامل.. فأصبحت الأشكال أكثر رسوخاً وصلابة في لوحته لمناظر الطبيعية وصلابة في لوحاته للمناظر الطبيعية عنها في أعمال مشاهير هذا المذهب من الأوروبيين.