الفنان كامل مصطفي هو أحد رواد الحركة الفنية في الإسكندرية "1917 - 1982". ولمدينة الإسكندرية تأثير واضح علي لوحاته وأسلوبه في الرسم. ويجمع عشاق فن كامل مصطفي علي أن لوحاته عن البحر والصيادين وجو الإسكندرية هي أجمل أعماله كلها.. وعلينا أن نتذكر أن مدينة الإسكندرية كانت مختلفة تماما في فترة ما بين الحربين العالميتين "1918-1939" عنها الآن. وكانت الحركة الفنية في بدايتها محدودة وتعتمد علي محبي الفن من المتيسرين الذين يمثلون صفوة المجتمع المصري المثقف. ولذلك كان لابد لمن يسير في طريق الفن أن يكون ذا موهبة حقيقية. وكان محبو الفنون لاينفقون أموالهم علي أنصاف الموهوبين .. في هذه الفترة ظهرت موهبة كامل مصطفي الذي يعتبر من الجيل الثاني في الحركة الفنية المصرية. فقد درس وتعلم علي يدي الجيل الأول. ومحمود سعيد الفنان الرائد هو الذي وجه الشاب كامل مصطفي إلي طريق الفن. وعندما سافر كامل مصطفي إلي القاهرة لأول مرة عام 1936 ليلتحق بمدرسة الفنون الجميلة العليا كان يحمل رسالة من الفنان محمود سعيد إلي الفنان يوسف كامل. وكان وقتها استاذا لفن التصوير الزيتي بمدرسة الفنون الجميلة. وخلال دراسته بالقاهرة تولي الفنان السكندري "محمد ناجي" منصب مدير مدرسة الفنون الجميلة العليا وكان أول عميد مصري لها بعد تنحيه رئيسها الإيطالي كاميللو اينوشيني. وذلك في مرحلة تمصير الوظائف الفنية. وتتلمذ كامل مصطفي علي يدي الفنانين يوسف كامل وأحمد صبري. فتعلم من الأول الأسلوب التأثري ورسم المناظر الطبيعية وتعلم من الثاني الأسلوب الكلاسيكي ورسم الأشخاص وملامح الوجوه. وعين عقب تخرجه معيدا بمدرسة الفنون الجميلة عام 1941 ثم سافر في بعثة إلي إيطاليا عام 1946 حيث قضي أربع سنوات في أكاديمية الفنون الجميلة في روما . درس خلالها فن التصوير الزيتي بالإضافة إلي فن التصوير الزخرفي. كما حصل علي دبلوم ترميم اللوحات الزيتية. وعاد من روما 1950. وعين بعد عودته مدرسا لفن التصوير بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة حتي عام 1958 عندما انشئت كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية ليعمل أستاذا ورئيسا لقسم التصوير بها. وفي عام 1969 تولي منصب عميد الكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية بعد مؤسسها الفنان أحمد عثمان. وأستمر كامل مصطفي في هذا المنصب حتي تقاعد عام 1977. ليعمل أستاذا غير متفرغ بها حتي وفاته. وتمثل أعمال الفنان استمرارا للمدرسة التأثرية في فن التصوير الزيتي بعد أن اتخذت ثوبا مصريا. وعبرت عن موضوعات من صميم البيئة والحياة في الأسكندرية. وقد رسم العديد من اللوحات التي تسجل احداثا تاريخية وشارك بها في المتاحف الوطنية. مثل متحف بورسعيد ومتحف ابن لقمان بالمنصورة والمتحف البحري بالإسكندرية "وهو مغلق الآن" ومتحف مصطفي كامل بالقلعة. كما توجد مقتنيات من أعماله بمتحف الفن الحديث بالقاهرة ومتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية " متحف حسين صبحي" ولدي وزارة الخارجية وفي المجموعات الخاصة بمصر والخارج. ولقد استطاع كامل مصطفي أن يربي أجيالا من الفنانين لقنها مبادئ الاستقلال الفني والشخصية المتفردة. ولم يغرض عليها أسلوبه الفني. إنما كان "رحمه الله" يتذوق كل المدارس الفنية القديمة والحديثة.. وتلقي أعماله رواجا شديدا وتقديرا متزايدا من أصحاب المجموعات الخاصة ومحبي الفنون في مصر وخارجها.