المكان أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس.. الزمان.. الساعة الخامسة صباحا.. لايقل عن حوالي 1500 مجند وضابط شرطة ومئات من الحواجز الحديدية أمام البوابة رقم "8" يفصلون بين جانبين بحوالي 200 متر تقريبا تحسبا للفصل بين أنصار مبارك.. وأهالي الشهداء. في السابعة صباحا بدأت أتوبيسات تحمل أنصار "مبارك" خاصة جماعة "آسفين ياريس" وبعض أفراد أولتراس الأهلي لايتعدي عددهم 20 فردا ووصل عددهم الي حوالي 200 شخص يحملون لافتات التأييد لمبارك ولم تهدأ هتافاتهم المؤيدة لمبارك والمنددة بحكم المرشد كما قالوا حتي بعد انتهاء الجلسة بساعة. في المقابل وصل عدد أهالي الشهداء حوالي 80 فردا تواجدوا يمين الباب ويحملون صور الشهداء مطالبين بالاعدام لمبارك ورجاله وتفصل بين الطرفين عشرات من الحواجز الحديدية وحوالي 700 مجند وضابط من قوات الامن المركزي والقوات الخاصة. في التاسعة الا ربع صباحا فتح الباب رقم "8" امام المحامين أولا ثم الصحفيين الذين توافدوا بالعشرات من معظم الصحف المصرية والعربية ومندوبي وكالات الأنباء. تم نقل الحضور بواسطة اتوبيسات الشرطة بعد تفتيشهم وعبور بوابتين الكترونيتين للكشف عن اي اسلحة وتم منع دخول أي محمول او "لاب توب" بينما تم السماح للكاميرات الفوتوغرافية فقط بالدخول لقاعة المحاكمة. بينما كان "فريد الديب" وبعض كبار المحامين قد دخلوا منذ الثامنة والنصف صباحا لقاعة المحاكمة عن طريق الباب رقم "1" وهو الباب الرئيسي للاكاديمية. داخل قاعة المحاكمة انتشر عشرات من افراد الأمن مرتدين الزي المدني للفصل بين المدعين مدنيا ومحامي المتهمين. قبل بداية الجلسة بحوالي نصف ساعة حدثت مشادة كلامية بين احدي المحاميات المدافعات عن المتهمين وبين محام "ملتح" ووجهت للاخوان "السباب".. قالت انهم سيعودون للسجن قريبا. * جلس فريد الديب محامي مبارك ونجلاه كعادته في الصف الأمامي.. بجوار محامي وزير الداخلية السابق "العادلي" وعصام البطاوي ومحمد الجندي.. وهو يدخن السيجارة بينما حضر عشرات من محامي المدعين بالحق المدني. في الساعة العاشرة إلا 5 دقائق بدأ دخول المتهمين قفص الاتهام وكان اولهم اللواء عمر الفرماوي مدير أمن اكتوبر السابق وتلاه العادلي ثم حسن عبدالرحمن وعدلي فايد واسماعيل الشاعر ثم علاء مبارك امام سرير والده ومن خلفه الرئيس السابق مبارك الذي بدا عليه انه يتمتع بروح معنوية مرتفعة انعكست علي صحته. دخل الرئيس السابق قفص الاتهام مرتديا نظارة سوداء وبدا وكأنه جالس علي كرسي وليس علي "سرير". بمجرد دخول "مبارك" واستقراره قام ثلاثة من المحامين المدافعين عن المتهمين بالهتاف له بأعلي صوت.. وتحيته باليد.. وسرعان ما نبهه جمال لرد التحية ورفع يده لتحية انصاره. في الساعة العاشرة والربع تقريبا حرصت هيئة المحكمة برئاسة المستشار مصطفي حسن عبدالله وامانة سر احمد فهمي وايمن عبداللطيف وبمجرد دخولها قام المحاميان سمير الكردي ويحيي عثمان وقالا نحن مصابا ثورة.. وجئنا لرد المحكمة لانها كونت عقيدة ولو هانموت لن نفرط في حق الشهداء.. فطالبهم رئيس المحكمة بالهدوء أولا حتي يسمعوا ما ستقوله المحكمة.. ثم بدأ يتلو الآية الكريمة "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط".. إلي آخر الآية واعلن رئيس المحكمة تنحيه عن نظر القضية لاستشعاره الحرج.. فهتفوا الله أكبر.. الشعب يريد إعدام المخلوع فرد بعض محامي المتهمين.. بالسباب وقالوا خربتوا البلد. كادت تصل الهتافات وتبادل السباب الي اشتباكات بالأيدي إلا أن رجال الأمن سارعوا بالفصل بين الجانبين واستمر السباب المتبادل حوالي نصف ساعة حتي عاد الهدوء لقاعة المحاكمة وانصرف الطرفان.