أكد ربيع ياسين المدير الفني لمنتخب الشباب بطل أفريقيا للكرة ان الفوز بكأس العالم المقرر اقامتها في تركيا الصيف القادم صعب.. ولكن تخطي الدور الأول ممكن. وقال ان المونديال القادم سيكون فرصة لإعادة اكتشاف نجوم الفريق من جديد.. مشيراً الي انه يعشق صناعة النجوم.. ويعشق أيضاً الفكر الهجومي في طرق اللعب التي اجهزها للمباريات المهمة. وكشف ربيع ياسين أسراره ل"المساء الرياضي" والتي استطاع ان يتوج بسببها بلقب القارة ويتأهل كأول منتخب أفريقي الي المونديال. * في البداية صف لي شعورك وانت تغادر القاهرة متجهاً الي الجزائر عبر المغرب وماذا دار في داخلك قبل انطلاق البطولة قبل ان نقول لك مبروك علي اللقب؟ ** كنت امتلك الهدوء والثقة وشعوري بتعاطف الجميع مع هذا الفريق المحترم وقلت قبل سفري لا تقلقوا علي المنتخب وقد ظهرت القدرات وفنيات وامكانات اللاعبين.. فالذي اتيح لنا قبل البطولة لم يكن شيئاً والبديل كان موجوداً وتعاهدنا جميعاً لاعبين وجهازاً فنياً ان نبذل أقصي ما نملك من جهد في سبيل اسعاد هذا الشعب والجماهير العاشقة لبلدها رغم ما تمر به مصر من ظروف صعبة علي جميع الأصعدة. إلا ان أولادي كانوا عند حسن الظن.. اشتغلنا واجتهدنا ووفقنا الله.. كان المفروض أكون قلقاً إلا انه كان لدي التفاؤل أكثر بنسبة كبيرة والثقة والهدوء حتي بعد الوصول للجزائر كان لدينا جميعاً الاصرار والتحدي لدرجة انني اجريت التدريب علي كشافات سيارة وكان علي العمل والتوفيق من عند الله ولم يكن أحد يتوقع ان نعود بكأس البطولة وليس التأهل للمونديال فقط والحمد لله جمعنا بين الاثنين وهذا اهداء من الجهاز الفني واللاعبين لشعب مصر كله. * هل راودك احساس بالفوز بالبطولة أم التأهل للمونديال فقط؟ ** أنا قلت ان لدي فريقاً جيداً وذهبنا لاثبات وجودنا وتحقيق أحسن نتائج.. لكن التوفيق من عند الله. فما أملكه هو الأداء والتغيير والتوظيف والتشكيل والادارة الجيدة وبفضل الله حققنا الانتصار تلو الآخر وصعدنا للمونديال ثم حصلنا علي البطولة وتلك مكافأة من المولي عز وجل لنا جميعاً لأننا أخلصنا.. لقد عملت في ظروف صعبة وكنت أعمل حتي منتصف الليل من هذا اللعب لذاك المسألة لم تكن ملعباً فقط و90 دقيقة هو زمن المباراة.. أربع سنوات ونصف من العمل الجاد فالموضوع ملعب وسبورة وفيديو ومشاكل اجتماعية.. أمر صعب الحمد لله ان اجتزت تلك العقبات. * ما هي أصعب مراحل البطولة؟ ** البطولة كلها صعبة وتحديداً أول مباراة غانا وكنا في يوليو الماضي كنا هناك وانهزمنا 3/صفر مع الرأفة ودياً.. فريق كبير ومدرب مغرور طلع بتصريح لا تسألونا علي كأس الأمم بل علي كأس العالم.. كانت مهمتي زرع الثقة في نفوس اللاعبين وبقدرتهم وبأنهم الأفضل والأجدر ونحن سننافس وقد كان.. بعد غانا كان لقاء الجزائر وهو صعب هو الآخر بين الجمهور والأرض إلا أننا تغلبنا لعباً ونتيجة ولقاء نيجيريا كان صعباً أيضاً بعدما فازوا علينا ودياً 3/صفر بالقاهرة وغانا في النهائي مكرر وهذه الفرق أصحاب تكنيك عال وفنيات ولياقة بدنية وتكتيك ولقد قابلنا ذلك كله بنفس السلاح وإلا لما كنت لعبت في النهائي 120 دقيقة وحصلت علي اللقب وأنا صامد حتي ضربات الجزاء لم يراودني شك بالخسارة بعد ضياع أول ضربة وللأسباب الفنية والمنطقية وصلنا لما أردنا. وأذكر في لقاء نيجيريا ان فاجأت الفريق بالضغط عند منطقة ال18 رغم قوتة وكانت المرة الأولي التي لعبت فيها بطريقة 4/2/3/1 وكنت العب حتي النهاية بطريقة 3/4/3 وضربات الجزاء أمام غانا كنت علي ثقة ان الله لن يخذلنا وقد كان ولما ضاعت الضربة الأولي قلت لهم أبشروا حتي انني ليلة المباراة طلبت كتابة لافتة مكتوب عليها اهداء لنبينا الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم ونهديدها للشهداء جميعاً. لقد عملت في صمت وكان شعاري الصمت.. وأبعدت الفريق عن الأضواء حتي يتمكن من التركيز وقد كان. * والصعوبات الفنية التي لقيتها؟ ** أنا كنت علي رأس منتخب سابق وتركت المهمة ثم توليت هذا المنتخب ورغم كل الظروف التي مرت إلا انني تمسكت بالأمل وبالله وقد مررت بمشاكل في الاتحاد والأندية والملاعب والإقامة بالفنادق حتي طردنا في أحد الأيام إلا أنني كنت أتدرب حتي علي الأسفلت ومصروف الجيب والمكافآت من يتصور ان يحصل اللاعب علي 20 جنيهاً في الشهر.. قلت للاعبين سأتحدي تلك الظروف بل والدنيا كلها ومع ذلك لم أشتك لأحد لأنني اعتبرها ظروف خارجة عن ارادة الجميع فالوطن في محنة لقد اعتمدت علي الله ثم علي علاقاتي.. ففي فترة لم يكن هناك اتحاد ثم جاءت الانتخابات ولم يكن هناك نشاط وجمهور والحياة متوقفة تماماً لم يمنعني أحداً مرة الكهرباء قطعت أثناء التدريب في 6 أكتوبر تدربت علي كشاف إنارة واحد ولم أتوقف الأمر كان صعباً والبطولة صعبة حتي التصفيات كانت في رمضان الماضي وصالح جمعة تمسك به هاني رمزي ورامي ربيعة كان مصاباً. * هل واجهت مشاكل مع المديرين الفنيين بالأندية؟ ** لا بصراحة أنا أشكر كل مدربي الأندية ومديري القطاعات علي تعاونهم والحمد لله لم أعتمد علي لاعب معين عامين ألعب بدون ربيعة وكهربا وصالح جمعة وأحمد حسن كوكا لم تتوقف الحياة بدونهم أثناء التحضير حتي بعد سفر كوكا.. فالبديل كان موجوداً.. ومكافأتي لهؤلاء اللاعبين ان التحقوا بالفرق الأولي بأنديتهم ومن ثم سيكون اللاعب جاهز للمنتخب. لعبت ب21 لاعباً البطولة بينهم 6-7-8 من الفرق الأولي هل نتوقف.. جهزت باقي القائمة وعندما انضم ربيعة وكهربا وجمعة وكوكا بجاهزيتهم لقد تفاهمت مع أندية الأهلي والزمالك والإسماعيلي وإنبي والمنصورة. * من هم أبرز العناصر التي قدمتها للكرة المصرية؟ ** كل الفريق ال21.. محمود حمد أصبح أساسيا في الاسماعيلي ويبقي مسعد عوض وهكذا جميع اللاعبين لابد ان تأتي لهم الفرصة حتي يصبحوا نجوماً أنا قدمت للكرة المصرية جيل محترم أنا عاشق صناعة النجوم.. أنا لا أميل للدفاع ولا اعتمد علي المرتدات.. فكري هجومي من أول مباراة غانا. لقد جلست مع اللاعبين وسمعت كل منهم يعبر عما في داخله قبل المباراة الأخيرة وقلت لهم إما نكون أو لا نكون بعدها شاهدنا منتخب غانا مرة أخري وتوكلنا علي الله. * كيف تنظر لفرق مجموعتنا في المونديال؟ ** نحن وقعنا في مجموعة تضم آسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية والعراق وانجلترا وشيلي وكلها فرق قوية.. وأنا لم أقل انني سأحصل علي كأس العالم ولكن طموحي كبير ان العب بأمل الفوز علي شيلي ثم العراق ثم انجلترا.. وهناك برنامج اعددته لتقديمه لاتحاد الكرة اليوم يتضمن معسكرات اعداد و11 مباراة ودية خلال شهرين من الآن من بينها منتخبات تمثل تلك المدارس من المستوي الأول والثاني والثالث. وحتي ننافس علي كأس العالم لدينا عدة نواقص لابد ان نستكملها ليتحقق ذلك الهدف ادارياً وفنياً واحترافياً وكذا المدير الفني لابد ان نعمل صح في المنظومة الكروية من توفير الامكانيات والاحتكاكات والتخطيط.. نحن ملوك أفريقيا عن طريق أندية الأهلي والزمالك والاسماعيلي وإنبي في البطولات.. وكأس العالم غير أفريقيا.. وعموماً اتمني ان أحقق أفضل النتائج. * هل تتمني ان تعود بالكأس؟ ** يا سلام.. أتمني من الله.