استحق منتخب الشباب لقب الفريق »المسحول«.. وهو وصف استوردناه من عنف الشارع المصري في الصراع السياسي الدائر.. لأنه وقع فريسة للاهمال والتجاهل من اتحاد الكرة نفسه ومن الإعلام وأيضا من الجمهور الذي لا يعنيه إلا الأهلي والزمالك والمنتخب الأول.. وتكاد تري بالعافية خبرا عن هذا الفريق في الصحف والفضائيات التي تبحث عن ترويج نفسها بأخبار النجوم حتي لو كانت تافهة أو مختلفة.. واستيقظ الجميع في آخر ليل المنتخب وهو يهم بالرحيل أولا إلي المغرب للانخراط في معكسر متواضع قبل أن ينتقل إلي الجزائر للمشاركة في كأس الأمم الافريقية من 16 إلي 29 مارس الحالي. كانت العلاقة غريبة جدا بين اتحاد الكرة والمدير الفني للمنتخب الشيخ ربيع ياسين الذي توكل علي الله ورفض الاستسلام وفي نفس الوقت رفض الصمت. ووجه مباشرة الانتقادات الحادة إلي مسئولي الاتحاد بلا لف ولا دوران. تحدثت مع ربيع ياسين وسألته عن حقيقة المعاناة.. فقال بصريح العبارة: يكفي فقط أن تعرف الفارق في الإعداد بيننا وبين الفرق المنافسة.. نحن ذهبنا إلي المغرب في آخر محطة للإعداد بمعسكر لم يكن مدرجا في الأجندة بينما غانا والجزائر وبنين يعسكرون في نفس الوقت بإيطاليا والجزائر وفرنسا.. وقبل ان تلعب مباراة افريقية في المغرب كنا قد لعبنا 4 تجارب خارجية فقط من أصل 11 تجربة طلبتها اثنتان مع تونس واثنتان مع نيجريا.. كنت محددا وواضحا عندما طلبت 6 مباريات في شهر يناير و6 في شهر فبراير ولم يتم التنفيذ.. واضطررت إلي الاعتماد أكثر علي المباريات المحلية وهي ليست سيئة لكن ليس منطقيا ان يكون استعدادي محليا فقط وبنوعية مباريات لا تفي بالغرض.. ويواصل الشيخ ربيع طرح معاناته قائلا: منذ شهر رمضان الماضي بدأت الاستعداد للنهائيات عقب اجتياز التصفيات وتخطي انجولا.. وسعيت إلي تنظيم معسكر أوروبي ولم يساعدني أحد ولم يلتفتوا للفريق رغم أن الزميل هاني رمزي »شبع« مباريات »ولم أكن مستعدا أن أترك تدريب المنتخب وأتولي ارسال فاكسات والتفاوض علي مباريات«. ثم سألت ربيع هل أنت مقبل علي منافسات الأمم الافريقية وانت »مش مبسوط«.. ورد علي الفور: أنا »قرفان«.. يعني كيف ألعب مباراة انبي الودية ب13 لاعبا فقط أي بثلاثة لاعبين احتياط لان الباقي مصابون ورامي ربيعة مع المنتخب ومحمود شريف مع الإسماعيلي وكهربا مع انبي.. المفروض كانوا تركوني اتفرغ للجوانب الفنية فقط.. وكان من المفروض ايضا أن تجد المشاكل حلا سريعا.. أنا باشتغل إداري مش مدرب فقط.. ووصل بي الأمر أن ذهبت بنفسي إلي العامري فاروق وزير الرياضة لاحصل للمنتخب علي نصف مليون جنيه.. لم يذهب أحد من الاتحاد.. هذه ليست شغلتي. وبالطبع كان لابد أن اسأله عما لو اثر ذلك علي التجهيزات الفنية.. وقال: حاولت ألا يؤثر.. لقد كنت اتمني شيئا مكتملا ومثاليا أو علي الأقل مثل المنافسين.. كنت اتمني أن نلعب مع فرق افريقية مباريات كثيرة لانها تتطور بسرعة وتنويع الاحتكاك بالمدارس المختلفة شديد الاهمية.. ورغم كل ذلك لدي الفريق 11 لاعبا مع فرق الدوري الممتاز والأندية تتنافس علي ضمهم.. وأري هذا الجيل متميز ويلعب كرة جيدة، وهذا يعني اننا نجحنا رغم كل الظروف والعقبات والمصاعب.. ولو صاحب هذا النجاح برنامج اعداد خارجي جيد لكنا في طليعة المرشحين.. وفي نهاية الامر لم استسلم للواقع ولم اشعر في أي وقت بالخوف وقررت أن نقدم كل ما لدينا ونبذل كل الجهد ونترك الباقي لله سبحانه وتعالي لانني شديد الإيمان بأن كرة القدم لا تعترف إلا بالجهد والعرق.. وأخيراً سألت ربيع ياسين عن نظرته للفرق المنافسة في مجموعته وكيف يراها فنيا بعد مشاهدة مباريات لها.. وقال: منتخب غانا غني عن التعريف وهو شديد الطموح ليس في بطولة افريقيا فقط بل بطولة العالم وقد عبر مدربهم عن ذلك بأن قال للصحفيين: كلموني عن كأس العالم ولا تكلموني عن كأس افريقيا.. ويملك الفريق رأس حربة عالمي.. أما منتخب الجزائري فيضم عددا من المحترفين.. صحيح كانوا يعانون في فترة من الفتات لكنهم صنعوا فريقا جديدا واستدعوا فضل 4 محترفين.. ولا اقول ذلك من باب الخوف بل من باب التحدي فليس أمامنا سوي الابقاء علي فرصنا مهما كانت نتيجة البداية في البطولة.