* يسأل مهندس محمود فرغلي مدير شركة إيرهولز لبيع وصيانة الأجهزة الكهربائية والتكييفات: ما هي آفة الغرور في ضوء الشريعة الإسلامية وما هي عواقب الغرور في الدنيا والآخرة؟! ** يجيب الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: يبتلي الله سبحانه وتعالي الناس بالخير والشر من فقر ومرض وحروب وابتلاءات عديدة ومتنوعة. ووفرة أموال وكثرة أولاد وتبوؤ مناصب وتباهي بأحساب وأنساب وغير ذلك من متاع الدنيا الزائلة. وكذلك التمكين في الأرض بأي صورة من صور التمكين وظن أهلها أنهم قادرون عليها كل هذا وما يناظره ابتلاءات. قال الله تبارك وتعالي "ونبلونكم بالشر والخير فتنة" عن ابن عباس رضي الله عنهما قال في تفسيرها: أي نبتليكم بالشر والخير فتنة بالشدة والرخاء. والصحة والمرض. والغني والفقر. والحلال والحرام. والطاعة والمعصية. والهدي والضلال. قال الله تعالي: "وبلوناهم بالحسنات والسيأت لعلهم يرجعون". والغرور كما وضحه ائمة العلم: سكون النفس إلي ما يوافق الهوي ويميل إليه الطبع عن شبهة وخدعة من الشيطان. فمن اعتقد أنه علي خير إما في العاجل أو في الآجل عن شبهة فاسدة فهو مغرور. وأكثر الناس يظنون بأنفسهم الخير وهم مخطئون فيه. فأكثر الناس مغرورون وإن اختلفت اصناف غرورهم. والمغتر. غرته نفسه وهواه وشيطانه وأمله الخائب الكاذب حتي اتبع نفسه هواها وتمني علي الله الأماني. والغرور ثقة الإنسان بمن لا يوثق به. وسكونه إلي من لا يسكن إليه. ورجاؤه النفع ممن لا يأتي له بخير! وقد ذم الشرع المطهر الغرور بأنواعه. وحذر وأنذر من عواقبه الوخيمة. قال الله جل شأنه "يا أيها الناس ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور". " يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم". "ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا وغرتكم الحياة الدنيا فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون". "وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور". "ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتي جاء أمر الله وغركم بالله الغرور". إن المسلم الحصيف يتنبه إلي ما يطرأ عليه وله من ابتلاءات وفتن بالخير قبل الشر. ويتعامل مع ذلك بما دل عليه الشرع من الصبر في الشر والشكر في الخير. وعدم الغفلة وعدم الخداع. حكي القرآن الكريم عن سليمان بن داوود عليهما السلام في طرق التمكين له في الأرض ".. هذا من فضل ربي ليبلوني ااشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم". الغرور والاغترار آفة مهلكة تستوجب الحيطة والحذر ومعالجة ذلك باللجوء إلي الله تعالي ورد الأمور إليه. * يسأل حمادة الاسيوطي صاحب شركة للتسويق العقاري بالإسكندرية: ما هي مكانة مصر في الإسلام؟! ** يجيب الشيخ أحمد زكي أبوطالب من علماء وزارة الأوقاف: مصر لها فضل عظيم في الإسلام فقد ذكرها المولي عز وجل في القرآن في آيات عديدة. 1 "اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم" البقرة: أية .61 2 "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" يوسف: أية .99 3 "وقال الذي اشتراه من مصر لأمرأته أكرمي مثواه" يوسف: أية.22 4 "أليس لي ملك مصر وهذا الانهار تجري من تحتي" الزخرف: .52 5 "ان تبوءا لقومكما بمصر بيوتا" يونس: أية .87 وذكرها رسول الله في احاديث كثيرة قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيراً فإن لهم ذمة ورحما" رواه الطبراني وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جنداً كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض فقال لي أبو بكر الصديق ولم ذلك يا رسول الله فقال: لأنهم وأزواجهم في رباط إلي يوم الدين" رواه الحاكم حفظ الله مصر وأهلها وجعلها بلداً أمنا إلي يوم الدين.