الصراخ والعويل اليومي من قبل بعض المسئولين بسبب الزيادة الكبيرة في استهلاك الكهرباء لا يتوقف وبعضهم يتوسل إلي المواطنين طالباً خفض الاستهلاك والبعض يطالب بتشغيل التكييف نصف ساعة في اليوم وغيرها من الحيل والأفكار والتي فشل بعضها مثل غلق المحلات التجارية في التاسعة أو العاشرة مساء ودار حولها جدل واسع انتهي بتأجيل المشروع لأن موسم الشتاء كان قد حل والمحلات تغلق أبوابها مبكراً لعدم وجود زبائن ومن المؤكد ان هذا الأمر سيطل علينا برأسه مرة ثانية وهذا ليس بيت القصيد. أعتقد أن أحد أهم أسباب انقطاع الكهرباء من كثرة الأحمال علي الشبكات والمحولات هو زيادة الاستهلاك وهذه حقيقة يجب ان نعترف بها ولكن هناك أسباب أخري يعلمها الجميع وفي مقدمتها عدم تقديم الوقود الكافي لمحطات توليد الكهرباء من قبل وزارة البترول اما النقص الشديد في السولار أو عدم قيام وزارة الكهرباء بسداد ما عليها من مديونيات والأمران لا علاقة للمواطن بهما. أما ما يخص المواطن في هذا الأمر فهو عملية القرصنة والسرقة عيني عينك الموجودة في جميع شوارع وميادين مصر من قبل الباعة الجائلين الذين يقومون بتوصيل الأسلاك مباشرة من أعمدة الإنارة إلي "الفرش" الذي يعرضون عليه بضاعتهم ويضيئون عشرات اللمبات ولا يتعرض لهم أحد سواء من شركات الكهرباء أو شرطة الكهرباء بعد ان تحول الباعة إلي ذئاب مفترسة يفتكون بمن يقترب من أماكن ممارسة أنشطتهم غير المشروعة وهم يملكون من الأسلحة والأدوات التي تمكنهم من الاعتداء علي كل من يحاول الحفاظ علي أموال الدولة. الأمر يزداد تعقيداً فقد لجأ أصحاب المخابز والورش إلي عمل توصيلات كهربائية دون المرور علي العدادات وبالتالي لا يسددون قيمة أكثر من 90% من الاستهلاك ولابد من حملات مكثفة من الفنيين بشركات الكهرباء ومعهم شرطة الكهرباء لضبط المخالفين وأن يقوم الفنيون بتأمين الأعمدة الموجودة في الشوارع بالطرق والأساليب التي تمنع لصوص الكهرباء من سرقة التيار ومن المؤكد انه في حالة اتخاذ هذه الإجراءات سوف ينخفض الاستهلاك وتصبح عمليات التقنين في محلها وليس فقط بمطالبة المواطنين بإيقاف تشغيل التكييفات أو غلق المحلات مبكراً أو زيادة الأسعار!!