لاقت دعوة الدكتور محمد البرادعي الخاصة بتشكيل لجنة للمصالحة الوطنية قبولا واسعا بين الأوساط السياسية باعتبارها طوق نجاة من الأزمة الطاحنة التي نعيشها الآن. كان د. البرادعي مؤسس حزب الدستور ومنسق جبهة الانقاذ الوطني قد طالب بإنشاء لجنة للمصالحة علي غرار ما حدث في جنوب أفريقيا تستمع إلي الجميع بلا استثناء وذلك خلال الحوار الذي أجراه لشبكة سي إن إن الأمريكية. طالب خبراء السياسة جميع القوي المتصارعة سواء من الحزب الحاكم أو المعارضة الابتعاد عن السجال الذي لا طائل من ورائه والالتقاء في منتصف الطريق وتغليب المصلحة العامة للشعب المصري مؤكدين أن أي مبادرة للم الشمل يجب أن يلتف حولها الجميع. أكد الخبراء أن اللجنة المقترحة يجب أن تتمتع بالنزاهة والحياد لكي يرضي عنها جميع الأطراف ولكي يكون تأثيرها الأدبي بديلا عن وضعها القانوني غير الموجود أصلا. رشح الخبراء بعض الأسماء التي تصلح لعضوية اللجنة لما تتمتع هذه الأسماء من الحياد والنزاهة والشفافية والمكانة الأدبية ومن هذه الأسماء د. سليم العوا ود. فهمي هويدي ود. عبد الجليل مصطفي والشيخ محمد حسان وجمال أسعد وأيمن نور. أشاد الناشط السياسي جورج إسحاق عضو جبهة الانقاذ بمبادرة الدكتور محمد البرادعي مطالبا الجميع بالالتفاف حولها ومؤكداً أنه إذا لم تكن هناك شراكة وطنية حقيقية لن تنصلح الأمور علي الاطلاق. أضاف إننا في جبهة الانقاذ نطالب بمناخ ديمقراطي حقيقي ومستنكراً في نفس الوقت الأجواء غير الديمقراطية التي حدثت خلال انتخابات البرلمان أو انتخابات الرئاسة. استنكر "إسحاق" السجال السخيف الذي يحدث ضد المعارضة والتي وصف فيها البعض جبهة الانقاذ بأنها جبهة للخراب لأن هذا لن يأتي بنتائج في صالح الديمقراطية. وعن الأشخاص الذين يجب أن تضمهم لجنة المصالحة التي دعا إليها د. البرادعي قال إسحاق اننا في الاجتماع القادم لجبهة الانقاذ سنقوم بترشيح 4 أو 5 أسماء من بين أعضاء الجبهة تضم من القامات والأسماء التي لديها من النزاهة والحيادية ما تقدمه لمصر.. مؤكداً إننا في جبهة الانقاذ نعمل لصالح مصر وليس لدينا مصالح شخصية. يقول د. ناجح إبراهيم القيادي بالجماعة الإسلامية إن أي مبادرة للم وجمع الشمل لكل الأطراف المتصارعة والمتشابكة يجب أن تلقي الدعم من الجميع لأن الصراع المتواجد الآن يهدد سلامة الوطن. أضاف أنه علي الجميع الآن دعم مبادرة الدكتور البرادعي نظراً للظروف الصعبة التي تمر بها البلاد ومؤكداً علي أسماء كثيرة يتفق عليها الجميع تتميز بالحيادية والنزاهة تصلح أن تكون متواجدة في هذه اللجنة منها: الدكتور سليم العوا والدكتور فهمي هويدي ود. أحمد كمال أبو المجد ود. حسن نافعة ود. أيمن نور ود. السيد البدوي ود. عماد عبد الغفور والمهندس أبو العلا ماضي ومصطفي عبد الجليل. يؤكد د. حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن أي مبادرة للم الشمل يجب أن نلتف حولها في ظل هذه الظروف التي تمر بها البلاد منوهاً إلي أن المسألة في يد الحزب الحاكم هل هو مستعد لهذا الحوار بلا وضع شروط. أضاف أن المطلوب الآن من الجميع هو اظهار حسن النية سواء من الحزب الحاكم أو من المعارضة وتقديم بعض التنازلات حتي يلتقي الجميع في منتصف الطريق لصالح هذا الشعب العظيم. أشار د. نافعة إلي أن هناك أسماء وطنية كثيرة تتمتع بحس وطني عال ولا أحب ذكر أسماء الآن ولكن عبد الجليل مصطفي وحمدي قنديل ود. كمال الهلباوي ود. محمد حبيب يجب أن تكون هذه الأسماء ضمن اللجنة المقترحة. يقول منتصر الزيات محامي الجماعات الإسلامية أنا بطبعي "توافقي" ولهذا فأنا أويد أي مبادرة للتصالح ولم الشمل .. منوهاً إلي أن مبادرة د. البرادعي دعوة طيبة للتوافق والتصالح بشرط إخلاص النوايا من الجميع. أضاف الزيات أنه علينا استغلال هذه الدعوة لنبذ الخلاف وعدم إضاعة الفرصة وإضاعة الوقت لأننا نمر بأوقات صعبة علي الشعب المصري. رشح الزيات الشيخ محمد حسان وجمال أسعد المفكر القبطي ود. أيمن نور زعيم حزب الغد ود. عبد الجليل مصطفي القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير وعضو جبهة الانقاذ للانضمام اللجنة المصالحة لأنهم يتمتعون بقدر كبير من الحياد والنزاهة والوطنية. المهندس عمرو زكي القيادي بحزب الحرية والعدالة والنائب السابق بمجلس الشعب يري أن الدكتور البرادعي يغالط نفسه حيث يقبل أن يقف مع فلول النظام السابق يوم أحداث المقطم أو مظاهرات الاتحادية وبجوارهم البلطجية والقتلة. أضاف أنه من العجيب بعد كل هذا أن يخرج علينا د. البرادعي بوجهه السياسي ويتحدث عن مبادرة للم الشمل مؤكدا: أليس من الأجدر أن يوقف د.البرادعي ويتبرأ ويبلغ عن هؤلاء المجرمين الذين يقفون في مظاهراته واعتصاماته وبالتالي يكون مواطناً مصرياً صالحاً جديراً بالحب والاحترام ونتأكد من مصداقيته مؤكدا أنه إذا حدث ذلك سنكون أول من يستمع إلي مبادراته.