أبلغ من العمر 23 سنة حاصلة علي موهل عال واعمل بإحدي الشركات .. بدأت مشكلتي منذ اربعة اعوام عندما تعرفت علي شاب يكبرني ب 5 سنوات. سأختصر حكايتي معه في كلمة واحدة هي احببته ولن تتخيل مهما شرحت لك درجة الحب التي وصلنا إليها.. حب شريف جمع بيننا بعلم اهلي فانا لا اخفي عليهم شيئا. عندما بدأ يزورنا في المنزل وبدأ الكلام عن الارتباط رفض والدي هذا الشاب لكنني صممت علي رأيي وتمسكت به فكان ابتعادي عنه وكأنه ابتعاد عن الهواء الذي اتنفسه. رضخ والدي ووافق علي الارتباط وكانت الأمور تشير إلي زواج لم يسبقنا إليه أحد .. لكن حدث مالم يتوقعه بشر .. اتصل بي ذات يوم ليخبرني بأنه ضاق به الحال وقرر السفر إلي دولة أوروبية ليبني نفسه ويحسن أوضاعه. ضاق صدري بكلماته وحاولت ان اثنيه عن رغبته لكنه كان قد اتخذ قراره وصمم علي موقفه.. سافر وبقيت أنا وحيدة لا اعلم مصيري معه وفي البداية كان يتواصل معي قليلا ثم بدا يختفي إلي ان جاءتني رسالة الاعتذار عن الاستمرار . وأيضا باختصار اقول لك انني عشت ¢ايام سودة¢ وحاصرتني الاحزان من كل جانب خاصة بعد ان علمت انه تزوج من فتاة ألمانية.. تخبطت وتأكدت انني سأعيش في حزن أبدي لن ينتهي ووسط هذه الحالة اقترب مني شاب علي خلق .. لم اقتنع به ابدا لكنني جاريته لأحاول الخروج من الكآبة. بصراحة هو شاب طيب القلب لكنه لم يصل إلي قلبي الذي كان يتنقل بين القارات متتبعا لأخبار حبيبه.. اما الشاب الثاني فظروفه المادية كانت سيئة جدا ولم يتكلم معي عن زواج أو ارتباط .. ولكننا استمررنا معا ولا أدري لماذا لكنني بدأت ألاحظ عليه اهتمامه بفتاة أخري.. اجتمعنا جميعا في احد الكورسات التعليمية ثم اكتشفت ان بينهما شيئاً من الحب فقررت قطع صلتي به. تمسك بي.. حاول الدفاع عن نفسه.. طلب فرصة ..لكنني رفضت كل محاولاته وانهيت مرحلة من حياتي .. ثم حدثت المعجزة التي لم اتوقعها.. فوجئت بالشاب الاول ينتظرني أمام عملي ليخبرني بأنه انفصل عن زوجته وانه ارتكب أكبر خطأ في حياته يوم تركني.. بكيت كثيرا وانا اسمع كلماته.. فرحت وحزنت.. ثم اخبرني انه يريد ان يتزوجني ثم نسافر معا.. من وقتها وان لا أستطيع اتخاذ قرار علما بأنه نجح في اقناع أهلي بالموافقة علي الزواج لكن كيف أنسي خيانته وكيف أنسي أيامي الحزينة ودموعي التي انهمرت.. اريده.. واخاف منه ولم لا وهو تخلي عني بكل سهولة ويمكن ان يفعلها ثانية.. موعد سفره اقترب وأريدك ان تساعدني في اتخاذ القرار.. وشكرا. الحائرة .. ب - م القاهرة أتفهم وجهة نظرك وأعي تماما موقفك وحالة الصراع النفسي التي تعيشينها فالأحداث المتناقضة التي مررت بها تربك اذكي العقول وتحطم اقوي القلوب فمن قمة الفرح والحب الي قمة الحزن في يوم وليلة. ورغم حيرتك الواضحة من كلامك الا انني ألمس منك رغبة في العفو عما سلف والبدء من جديد اي الموافقة علي الزواج.. فأنت حزنت وبكيت وحاولت الدخول في قصة حب جديدة لكنك ابدا لم تكرهي حبيب العمر كله. لم تكرهيه وإلا ما استجبت له ولكنت رفضت مجرد حتي الكلام معه لا التفكير في هذا الكلام.. هو حب انطبع بداخلك واكاد اجزم ان الشيء نفسه حدث لهذا الشاب فما طلق زوجته الأجنبية إلا من أجلك فهو لم ينسك رغم فارق البلاد والمسافات بل وحتي الزواج - ومن اجنبية - لم ينجح في ان يكون سببا ليخرج حبه لك من قلبه. ثم ان مجرد قبول أهلك له بعد ما فعله بك يؤكد انهم يرون فيه الزوج القادر علي اسعادك والحفاظ عليك.. وبكل صراحة لا اخفي انني ايضا متحمس لهذا الزواج واري انه سيكون زواجا ناجحا بإذن الله.. فقط عليك ان تسامحي بقلبك الكبير وان تتوقفي عن اللوم علي ماض ذهب ورحل بعيدا.. اما المستقبل فبابه مفتوح امامكما علي مصراعيه ويناديك بقوة فلبي نداء العقل والقلب لتواصلا مشوارا تأخر قليلا لكنه متاح الآن بقوة.. ان الحب الذي صمد امام كل الصعاب بل وعبر القارات لجدير بأن يستمر ويتوج بنهاية تليق به الا وهي زواجكما الذي أتوقع واتمني ان يكون موفقا وسعيدا بإذن الله.. والله معكما وتمنياتي لكما بالتوفيق.