"الحوتية" منطقة عشوائية تقدر مساحتها بخمسة أفدنة وهي غارقة في الفقر والظروف القاسية رغم وقوعها في قلب حي العجوزة أرقي أحياء الجيزة. الأمر الذي جعلها مطمعا لرجال أعمال النظام السابق الذين أرادوا الاستيلاء عليها لإقامة مشروعات استثمارية علي أرضها لكن أحداث الثورة أوقفت هذه المشروعات. أكد الأهالي أنهم يعيشون في منازل غير آمنة وغرف ضيقة وآيلة للسقوط. وحمامات مشتركة تهدر الخصوصية والآدمية ولا يوجد في المنطقة سوي مخبز واحد ومدرسة واحدة بينما تنعدم خدمات النظافة والصحة والصرف الصحي. "المساء" رصدت متاعب الأهالي علي الطبيعة وواجهت بها المسئولين عن حي العجوزة في التحقيق التالي:يقول أحمد عبدالحميد "صاحب محل وأحد السكان": أعيش بمنطقة الحوتية المشهورة باسم "الحيتية" منذ 50 عاما وهي عبارة عن بيوت قديمة جدا مبنية منذ 300 عام ورغم انها تقع في قلب حي العجوزة أرقي أحياء الجيزة فإن المنازل لا تزال عشوائية حيث أراد رجال أعمال النظام السابق وعلي رأسهم جمال مبارك الاستيلاء علي المنطقة وهدم جميع منازلها وبناء عقارات لتسكين الأهالي مثلما حدث في تطوير العجوزة القديمة التي جري تطويرها أيام النظام السابق.. لكن المشروع توقف وظلت المنطقة عشوائية يعيش أهلها تحت خط الفقر محاصرين بالمرض والظروف الصعبة التي لا ترضي أحدا. أضاف: مساحة المنطقة 5 أفدنة وجميعها ملك للأهالي الرافضين لمغادرة المنطقة ويتمسكون بالعيش فيها لأنها مسقط رأسهم مهما حدث أي تطوير. أما أشرف محمد "كهربائي" فيري أن أسوأ مكان في الحيتية هو حارة ثابت التي تقع وسط المنطقة فأغلب منازلها مهددة بالسقوط وبها شروخ وبروز خطيرة حيث تحاط المنطقة بأربعة شوارع رئيسية هي شارع الجامع والفلوجة وداير الناحية وعبده مراد ويوجد فيها أربع حارات رئيسية هي: ثابت ومندور وصالح وإبراهيم في كل حارة 10 أزقة والجميع يعيش في فقر وخوف من وقوع منازلهم فوق رءوسهم في أي لحظة وكل منزل به دورة مياه واحدة مشتركة بين 8 أو 9 غرف وقد أنشأ محافظ الجيزة مخبزا في مدخل المنطقة يعمل ليل نهار لخدمة الأهالي. توضح أم طارق "صاحبة محل" ان القمامة تحاصر المنطقة ويتم جمعها بالجهود الذاتية ووضعها في سيارة تلقيها في مدافن بعيدة في ظل غياب عمال النظافة. أكدت انها تعيش مع أبنائها في غرفة واحدة 16 مترا مربعا وتعول زوجها المريض وتطالب المحافظة بالبدء في تطوير المكان دون نقلهم لأي منطقة بعيدة عن مصدر رزقهم. يشير محمد ماهر "حداد" إلي أنهم يعيشون في مكان غير آدمي ويجدون صعوبة كبيرة في المعيشة فالغرف ضيقة لا تصلح والأهالي يعانون الفقر. يشكو أمين عطا "أحد السكان" انه يعيش مأساة حيث ينام فوق سطح الغرفة في عز البرد لان المنزل مهدد بالإزالة بحجة التطوير وبناء مشروعات سياحية واستثمارية وانهم لا يثقون في وعود الحكومة فالمنطقة مطمع للعديد من رجال الأعمال لموقعها المتميز. يروي محمد صابر "أحد السكان" مأساته قائلا: هناك ما هو أصعب من المنازل الآيلة للسقوط فنحن نعيش في عشة خشب مساحتها متر ونصف المتر في متر ولا يستطيعون أن يضعوا فيها سريرا أو حتي مرتبة للنوم وأعاني أمراضا عديدة ولا يعولني أحد. يؤكد ناصر دياب "عامل" ان المنطقة يعيش فيها نحو 25 ألف نسمة دون أي خدمات أو رعاية صحية ولا توجد مستشفي يخدم الأهالي بأجر رمزي والمدرسة الوحيدة الموجودة بالمكان محاصرة بالقمامة من جميع الجهات. فالمعيشة أصبحت مُرة والحالة يرثي لها. * "المساء" نقلت هموم أهالي الحوتية إلي المسئوين بحي العجوزة فقال اللواء أسامة السرجاني رئيس الحي ان المنطقة من أقدم المناطق العشوائية علي مستوي الحي ويتعدي عمرها 400 عام وحتي الآن لم تصل إليها خطة للبدء في تطويرها لصعوبة توافر الإمكانيات المادية حيث تجري عمليات التطوير لأي منطقة عشوائية علي مراحل بحسب الميزانية المقررة بالمحافظة والتي تأتي عن طريق صندوق العشوائيات والذي يتولي تطوير منطقة عشوائية علي مستوي محافظة القاهرة أو الجيزة كل عام لكن نظرا لظروف الثورة وحالة الركود الذي أصاب الاقتصاد المصري فلم يتم وضع خطة لتطوير الحوتية حتي الآن رغم انها مليئة بالمناطق ذات الخطورة علي حياة السكان. أضاف السرجاني: يقوم حي العجوزة بتطوير ميت عقبة منذ فترة بتوسيع 9 شوارع ضيقة وتبليطها بأرضيات "إنترلوك" ورفع كفاءة شبكات الصرف الصحي والمياه وإنارة الشوارع.