تأثرت الليلة الختامية لمولد سيدنا الحسين بالاضطرابات السياسية تشهدها البلاد ولم يكن الاقبال كبيراً حيث قل عدد محبي آل البيت والطرق الصوفية. وعكس السنوات الماضية ظهرت ساحة المسجد والشوارع المحيطة به غير مزدحمة بالرواد حيث لم يتعد عددهم 10 آلاف بعد أن كان يتجاوز في السنوات الماضية اكثر من 2 مليون. أوضح رواد الليلة الختامية أن انعدام الأمن والاضطراب السياسي وأزمة السولار والبنزين من أهم الاسباب التي حالت دون مشاركة الكثيرين في مولد سيدنا الحسين. تجولت "المساء" بين أروقة وساحات مسجد الحسين لترصد جوانب الاحتفال بالليلة الختامية حيث حرص البعض علي تناول المأكولات المختلفة وسماع "مواويل" الصوفية وغيرها.. وجد باعة الحمص والحلاوة رواجاً بعض الشيء مقارنة بباعة الإكسسوارات والسبح و "الطواقي" والملابس المزخرفة والأحذية ولعب الأطفال الذين اشتكوا وقف حالهم وقل عدد زبائنهم الذين يترددون عليهم كل عام من محافظات مصر المختلفة. قال سمير خليل "فكهاني" وإبراهيم زين وسعيد خليل "جزاران" نأتي كل عام من محافظة المنوفية للاحتفال بمولد الحسين لأننا من ذرية الحسن الصبتي أحد أحفاد سيدنا الحسين. رأوا أن الاحداث السياسية المؤلمة التي تمر بها مصر أثرت علي استمتاع المسلمين بالاحتفالات التي كانوا ينتظرونها من العام للعام حيث رفض الآلاف من محبي آل البيت المجيئ للقاهرة في ظل انقطاع الطرق يومياً بسبب أزمة السولار والبنزين. أحمد عطية "من شبرا" مولد سيدنا الحسين من الاحتفالات التي أحرص علي المشاركة فيها كل عام بالرغم من الاضطرابات والمناوشات التي تجري بالشارع المصري بين قوات الشرطة وأفراد الشعب. عبدالله عبدالله علي "من ميت غمر" جميعنا نحرص علي المشاركة في الاحتفال بمولد الحسين لما له من مكانه عظيمة في قلوبنا فهناك الالاف من محبي آلا البيت يقضون جميع ليالي المولد بساحات مسجد سيدنا الحسين وبجوار مقامه الشريف ترويحاً عن أنفسهم وتبركاً بآل البيت لأن هذه المناسبة لا تأتي إلا مرة واحدة كل عام. * حمدان عبدالرحيم ومحمد الشافعي.. من محافظة قنا "إن كثيراً من أهلهم وذويهم رفضوا الحضور إلي القاهرة للمشاركة في الاحتفال بمولد سيدنا الحسين نظراً لغلاء أجرة المواصلات التي تنقلهم من محافظتهم لأكثر من الضعفين. * محمد ثابت "بائع لعب أطفال" تجارة لعب الاطفال ليست مهنتي ولكن ظروف المعيشة والبطالة دفعتني إلي البحث عن لقمة عيش ووجدتها فرصة في مولد سيدنا الحسين ولم أتردد لحظة في شراء بعض لعب الأطفال والجلوس بها في ساحات المسجد لاكسب قوت يومي أنا وأولادي. * عامر محمد إبراهيم وأحمد أمين "صاحب محلات تحف إسلامية وسبح" وأحمد محمد "صاحب محل أشرطة" وتسجيلات إسلامية لا تصدق أن هذا هو مولد الحسين الذي اعتدنا عليه منذ عشرات السنين.. حيث توقفت حركة البيع والشراء تماماً مقارنة بالأعوام الماضية وخسرنا زبائننا الذين كانوا يترددون علينا من محافظات مصر المختلفة وكل هذا بسبب أعمال الفوضي والتخريب التي اجتاحت البلاد. * إبراهيم خليفة والشحات حسين وأحمد خليفة "بائعو حمص" كنا نأتي كل عام من مدينتي طنطا ودسوق لبيع الحمص والحلاوة في أيام الاحتفال بمولد سيدنا الحسين وكان الوضع قبل الثورة أحسن مما هو عليه الآن بكثير لأن الناس باختصار أصبحت "مفلسة". * قال عبدالله الحسيني "صاحب مقهي بالحسين" كنا ننتظر مولد سيدنا الحسين من العام إلي العام حتي نعوض الركود الذي يسيطر علي عملنا طول السنة ولكن هذا العام لم تفرق أيام المولد عن غيرها من سائر الأيام فالزبائن لم تحرص علي الاحتفال بالمولد نظراً لسوء الأحوال الاقتصادية واضطراب الأمن بالبلاد.