لا تمر أنشودة لعازف ربابة فى قنا من دون تحية، ولو كانت قصيرة، لساكن قنا وحارسها، القطب الصوفى سيدى عبدالرحيم القنائى.. من أشهرها «عبدالرحيم يا قناوى يا ساكن قنا .. يا بوى يا بوى». وفيما يحتفل محبو القطب هذا المساء بليلته الكبيرة، توافد الآلاف على ساحته يبحثون عن البركة والتزود بطاقة روحية جديدة.
لا تخلو الليلة الكبيرة من الإنشاد الدينى والذكر ومن لعبة التحطيب الشهيرة، ومن «مرماح الخيل»، كما لا تخلو من الألعاب والحلوى.
حسين عمار قدم إلى محافظة سوهاج كعادته كل عام للاحتفال بمولد القناوى، والاستماع للإنشاد الدينى داخل الساحات التى تجاور الضريح ومشاهدة مهرجانات التحطيب وسباق الخيل. «بعد انتهاء الليلة الختامية أشترى الألعاب والفول السودانى والحلوى لأبنائى الذين ينتظرون عودتى».
خالد عبدالعليم، من محافظة قنا، يعترض على بعض المظاهر السلبية فى الاحتفال بالقطب الصوفى، ومن بينها تبرك السيدات بالضريح والدعاء عنده بالفرج وزوال الهموم، بالإضافة إلى كثرة الألعاب، مشيرا إلى أن الأصل فى الاحتفال بالمولد هو الاستماع للتواشيح والإنشاد الدينى، ومع هذا يؤكد عبدالعليم أنه برغم كثرة الألعاب الترفيهية يظل مولد القطب الصوفى من أهم ما يميز محافظة قنا، لذلك تحرص معظم الأسر على أصطحاب أولادهم للزيارة والاحتفال بالمولد.
ويرجع عدد من أئمة الأوقاف كثرة ساحات الخدمة المنتشرة حول ساحة المسجد إلا أن الكثيرين من أبناء قبيلة الأشراف، التى يتنمى إليها القناوى، يقدمون المأكولات والمشروبات للزائرين من مريدى القناوى ومحبيه كنوع من الحفاوة بجدهم.
القطب الصوفى عبدالرحيم القناوى مولود فى المغرب، كما يقول إمام مسجد القرافى المجاور لسيدى عبدالرحيم، عام 521 هجرية بقرية تراغى بالمغرب، وجاء نازحا إلى قنا وعمل بالتجارة، وكانت له رسالة واضحة هى تعليم الدين الإسلامى ونشره بين البسطاء وله الكثير من المؤلفات والكتب الدينية.
محافظة قنا وفرت سيارات الإسعاف وعيادة طبية مزودة بأدوية الطوارئ بمناطق الاحتفال تعمل 24 ساعة طوال اليوم، مع تكثيف الإجراءات الأمنية ونشر أفراد الشرطة وضباط المرور لتسيير حركة المرور والسيطرة على أى مشادات أو مشاجرات قد تحدث أثناء الاحتفالات.