انقسم الأطباء العاملون بمستشفيات حكومية حول اللائحة الموحدة الجديدة التي أقرها وزير الصحة د. حاتم الجبلي حيث اعتبرها البعض إيجابية نظراً لاستمرار المجانية مع الاستفادة من الفترة المهدرة بالمستشفيات وتحويلها إلي عيادات تستقبل المرضي مقابل أجر رمزي يسهم في تحسين الخدمة بالمستشفيات وتحسين دخول الأطباء لكن علي الجانب الآخر رفضها البعض وأبدوا ملاحظات عليها بأن اللائحة تحول المستشفيات الحكومية عن هدفها في خدمة الغلابة والفقراء والسعي وراء تحقيق الربح والمكاسب. * د. ياسين عبدالرحمن استشاري أطفال ووكيل مستشفي شبرا العام أوضح أن اللائحة الموحدة للمستشفيات إيجابية وتخدم المريض في المقام الأول والدليل علي ذلك أن اللائحة لم تلغ المجانية حيث إنها مازالت موجودة لساعات معينة وبالنسبة للطوارئ فهو جاهز لاستقبال المرضي مجانا علي مدار 24 ساعة بالإضافة إلي أن 40% من أسرة المستشفي تذهب للمجان فهل كان هذا ليس في صالح المريض؟!! أشار إلي أن الأطباء يتواجدون في المستشفيات الحكومية حتي الخامسة مساء حتي قبل إقرار اللائحة الجديدة فكان نظام العمل يسير للكشف المجاني حتي الثانية ظهرا ثم العلاج الاقتصادي للخامسة أما بالنسبة للائحة سيزيد عليها تواجد الاطباء باقي اليوم بجميع التخصصات وهذا النظام اختياري لمن يرغب من الاطباء العمل في الساعات الليلية مقابل أجر و هو يناسب من ليس لديهم عيادات خاصة أو لا يعملون في مستشفيات استثماري فيساعدهم في الاستفادة من وقتهم في إجراء الكشف علي المرضي بأجر رمزي ويزيد من دخلهم نوعا ما. * أما د. أمين صبحي زهران "مدير الاستقبال والطوارئ بمستشفي أم المصريين ورئيس قسم الجراحة" فقد رفض اللائحة التي أقرها وزير الصحة واعتبرها سلبية لأنها تبعد المستشفيات الحكومية عن هدفها وهو خدمة الفقراء والغلابة وتتجه إلي الربح والمكسب. أشار إلي أن اللائحة الجديدة يستفيد منها الأطباء حيث إنهم سوف يحصلون علي نسبة 40% من عائد العلاج بأجر ولا يمكن أن نتعامل مع الطبيب علي أنه تاجر ومن المؤسف زيادة دخل الاطباء علي حساب الغلابة. أكد أن المشكلة الحقيقية في الضغط الزائد علي المستشفيات الحكومية نتيجة اقبال مرضي من متوسطي وميسوري الحال علي الكشف المجاني فإذا كان المريض قادرا علي دفع قيمة تذكرة الكشف يجب أن يترك مكانه لغيره من الغلابة غير القادرين حتي يحصلوا علي الخدمة الطبية التي يستحقونها مجانا فالمحتاج فقط هو الأولي بالرعاية والخدمات المجانية. * د. محمد عامر "مدير وحدة الإخصاب بمستشفي الجلاء سابقا" يقول: إن اللائحة الجديدة هي في الحقيقة مطبقة منذ سنوات بجميع المستشفيات لكن الجديد الذي أحدث ثورة عارمة لدي البعض هو تصريح وزير الصحة د. حاتم الجبلي بشكل مباشر وصريح بما تتضمنه فكان الكشف مجانيا بالعيادات حتي الواحدة ظهرا وبعد ذلك بأجر فاعتقد البعض أن المجانية سوف تلغي وهذا غير صحيح. أوضح أن ما أضيف علي اللائحة توفير جميع التخصصات بالمستشفيات لساعات طويلة مقابل أجر وهي تصلح لفئة متوسطي الحال الذين يستطيعون العلاج مقابل أجر رمزي فتكون أفضل بالنسبة لهم من العيادات والمستشفيات الاستثمارية فمثلا إجراء عملية ولادة فيصرية ينفق المريض بالمستشفي العام حوالي 900 جنيه مقابل 4000 جنيه بالخاص فيكون المريض المستفيد. د. أحمد يوسف "رئيس قسم العناية المركزة بمستشفي أم المصريين" أشار إلي أن لديه بعض الملاحظات علي اللائحة الجديدة حيث يري ان المجانية يجب أن تظل طوال اليوم بالمستشفيات الحكومية ويجدها المريض في أي وقت لكن في نفس الوقت لابد من تخصيص سعة المستشفيات المهدرة للعلاج بأجر وبهذا يحدث توازن ومن خلال العائد من الكشف مقابل أجر يمكن أن يصرف منه علي المجانية ويتم تدعيمها.. أضاف أن الأطباء لديهم الحرية في الاختيار ما بين الاستمرار في إجراء الكشف علي المرضي بالمستشفيات مقابل أجر مما يحقق لهم عائداً مناسباً أو متابعة عياداتهم الخاصة وفي كل الاحوال اللائحة الموحدة تحتاج إلي إعادة نظر حتي تناسب جميع الاطراف وتحقق الخدمة الطبية الجيدة للمريض دون إهدار حق الفقراء في ايجاد خدمةعلاج مجاني.