ساعات وتنطلق مباريات الدور الثاني لبطولة الدوري العام لكرة القدم والتي ستصبح فيها النقطة تساوي ثقلها ذهبا لأنها ببساطة لا مجال فيها للتعويض بعد ختام الدور الأول اليوم من عمر المسابقة. فالأندية التي باتت مهددة بشبح الهبوط وضعت في حساباتها البحث عن طوق النجاة وتعلق جماهيرها ومدربوها ولاعبوها آمالا كبيرة علي مباريات الدور الثاني والذي سوف يشهد ايضا صراعا غاية في الشراسة والقوة بين أندية القمة الباحثة عن الصعود لمنصة التتويج وحمل الدرع الغالية والتي انفق من أجلها الأندية كل غال ورخيص حتي شاهدنا الأهلي يتعاقد مع مانويل جوزيه ومعه رجالاته بمليون وربع المليون جنيه شهريا وهو رقم قياسي لم يحدث في تاريخ الكرة المصرية واشك ان يتكرر خلال السنوات القادمة ولعل تلك التضحية الكبيرة التي اقدم عليها مجلس ادارة الأهلي تعكس لنا ضراوة المنافسة التي ستكون عليها مباريات النصف الثاني من عمر المسابقة وبالتالي فإن اتحاد كرة القدم ولجانه خاصة لجنتي الحكام والمسابقات سوف يتحملون مسئولية في توفير المناخ المناسب والعدالة في الملعب وهذا يتطلب الدقة المتناهية في اختيار الحكام طبقا لظروف وطرفي كل مباراة واطالب سمير زاهر زعيم الجبلاية بأن يفتح الباب علي مصراعيه لمن يريد أن يحضر حكاما اجانب لمبارياته طالما انه سيدفع ولا داعي لترديد كل العبارات الجوفاء والشعارات الرنانة بأن حكامنا بخير وعلي مستوي متميز فتلك حقيقة نعترف ونقر بها ولكن "زمار الحي دائما لا يطرب" و"الشيخ البعيد سره باتع" كما ان استدعاء حكام أجانب في أي دولة لادارة مباريات بها ليس بدعة وليس صحيحا ان تلك الخطوة تؤثر علي ترشيح حكامنا المصريين في البطولات القارية والعالمية فتلك قضية أخري وأسبابها معروفة للجميع ولكنها ليست مجالا للحديث الآن.. أقول ذلك لأن الأندية انفقت وتنفق الملايين علي لاعبيها في عصر الاغتراف وليس الاحتراف الذي تعيشه الكرة المصرية وتبحث مجالس ادارة الاندية بالتالي عن توفير المناخ الهاديء من أجل التركيز والتفرغ للملعب من خلال استدعاء حكام أجانب لادارة بعض المباريات والتي تتسم بحساسية معينة ومثلما نستعين بمدربين أجانب ونعطيهم ملايين الجنيهات بصفتهم خبراء فلا مانع علي الاطلاق من الاستعانة بحكام أجانب لفض الاشتباك في أي مباراة يمكن تسبب أزمة جماهيرية.. وهنا انتقل في كلامي للجنة المسابقات واقولها للحاج عامر حسين لقد حان الوقت لتطبيق لائحة اقامة المباريات بدون جماهير لأنه من الواضح ان ظاهرة الشغب الجماهيري والتعصب الأعمي لم تفلح معها لائحة الغرامات المالية التي فرضتها كثيرا لجنة المسابقات علي الأندية بسبب شغب جماهيرها وقيامها بسب جماهير أو لاعبي المنافس أو التشاجر وصولا لتحطيم الكراسي بالاستادات ولذلك فإن الحل الأمثل والنموذجي لإيقاف تلك الظاهرة التي تسيء لملاعبنا يتمثل في اقامة المباريات بدون جماهير قبل أن تصل لكوارث في الملاعب في ظل المنافسة الضارية والعنيفة والشرسة والتي ستفرض نفسها علي واقع المسابقة فتلك العقوبة وحدها هي القادرة علي انقاذ الجزء الثاني من رحلته والذي يقدم أجمل بطولة في المسابقة من حيث الاثارة والمتعة والتشويق وتطور المستوي والايجابية في الأداء وتفوق الخطط الهجومية علي طرق الدفاعية وارتفاع معدلات التهديف بنسبة أسعدت عشاق الكرة المصرية بمختلف ميولهم وانتماءاتهم.