شهدت الفتره الماضيه ظاهرة هروب نجوم السينما إلي الفضائيات لتقديم برامج مختلفة: وتحول النجم إلي مقدم برامج البعض أرجع السبب لحالة الكساد الفتره الحالية بينما رأي البعض الآخر أنه من الواجب علي كل فنان تقديم أعمال ارشاديه للجمهور ويبقي السؤال: هل هناك مقومات معينة للفنان حتي يصلح لتقديم برنامج.. سألنا عدد من الفنانين: فماذا قالوا؟ في البدايه يقول: الفنان هشام سليم أن سبب دخوله المجال التقديم هو البحث عن عمل بعد غيابه عن السوق الفني لأكثر من عامين وبالتالي عندما وجد شركة إنتاج محترمة تقدر تاريخه الفني وشخصيته تعرض عليه تقديم برنامج "توك شو" وافق بدون تردد. لأنه لا يعلم سبباً عن غيابه الفني. كما انه ليس خائفاً من تجربة دخوله المجال لأنه بطبيعته شغوف بالقراءة والاطلاع بكل جديد كما انه مطلع جيد للأحداث الداخلية والخارجية. وتري الفنانة هالة صدقي انها في مرحلة اختيار فكرة جديدة لتقديمها في برنامج جديد بعد انتهاء تجربتها في برنامج "نواعم" حيث انها تري انه واجب علي كل فنان ان يقدم برامج إرشادية وفنية لأن كثيراً من الجمهور يتقبل النصائح من الفنانين أكثر من المذيع العادي.. أكدت الفنانة راندا البحيري انها بدأت في تجهيز برنامجها "ماما شو" منذ سنوات أي قبل كساد السوق الفني والاحداث السياسية التي عطلت مسار الفن بمصر. وانها تظهر بالبرنامج مثل راندا البحيري "الممثلة والأم" حيث لديها دقيقتان لعرض موقف كوميدي مرت به أثناء حملها بأداء تمثيلي معين. وانها ليست بالنهاية مذيعة ولم تستضف أحداً أو تحاوره كما يحدث بالبرامج التقليدية الأخري.. أوضح الفنان حسن الرداد أن الهدف من وراء برنامج "ديو المشاهير" هو من شجعه وجذبه للاشتراك فيه لأنه ليس برنامجا تجاريا بل يهدف للتبرع بالأموال للمنظمات الخيرية والإنسانية. كما ان هذه التجربة أفادته كثيراً في تقديمه للجمهور اللبناني الذي يهتم بالأعمال المعروضة علي الفضائيات فقط وبالتالي كانت فرصة جيدة لكي يتعرفوا أكثر علي شخصيته الحقيقية.. رأت الفنانة مي سليم أن اختلاف الفكرة التي اعتمدت عليها في برنامجها مع اختيها "sister soup" هي التي دفعتها للاشتراك فيه كما انه يجمعها معهن في عمل واحد بالإضافة إلي أن البرامج من نوعية البرامج الترفيهية التي تجذب الجمهور لمعرفة أسرار الحياة الفنية للفنانين وبعض المواقف المحرجة التي يقعون فيها. وكما إنها لا تري أي تعارض بين التمثيل والغناء والتقديم وانها تقوم بكل منهم علي حدة ولا مجال يؤثر علي الآخر. "البحث عن الفلوس" يري الناقد طارق الشناوي أن الممثل الذي يتجه لتقديم البرامج لابد ان يتوافر به مجموعة من المقومات وأهمها الموهبة لأنه إذا افتقدها سيكتشف الجمهور انه بكاش وانتشار هذه الظاهرة نتيجة لشحوح العمل الفني بالسوق وشعور الفنان بالبطاله وانهم غير مطلوبين بالأعمال. بالإضافة لأن أغلب نجومنا يبحثون عن الفلوس ويجرون وراءها..أضاف أن البرامج لها انواع عديدة ومختلفة عن بعضها ولا يمكن مقارنتها ببعض فمثلا برامج "استاند أب شو" ينصم لها برنامجي الفنان هاني رمزي وأحمد آدم. فالأول أجاد فيها بنجاح أما الثاني يقدمها بشكل خشن وبالنسبة لبرامج المسابقات فأجاد فيه الفنان حسن الرداد واروي جودة. واخفق فيها الفنان هاني شاكر وسميرة سعيدة بالرغم من انهم كانوا محكمين بالبرامج إلا أن المسافة بين التقديم والتحكيم ليست كبيرة لانهم في النهاية ليسوا ضيوفاً.. أرجعت الناقدة ماجدة موريس انتشار هذه الظاهرة لعدة أسباب أهمها إلي أن الأعمال الفنية علي كف عفريت نتيجة توقفها بسبب الظروف غير المستقرة بالبلاد وبالتالي استبدل الفنانون نشاطهم الفني بنشاط آخر للظهور علي الشاشة وعدم مفارقة جمهورهم حيث يمثل لهم عاملاً نفسياً إنسانياً وليس مادياً فقط. ولكن السؤال هنا: هل فعلا أي ممثل مهما كان مشهوراً يستطيع أن يكون مقدم برامج ناجحة لأن المقدم لا يعتمد فقط علي المقومات الشكلية ولكن لا بد ان يكون مثقفاً..أضاف: هناك فرق بين نوعيات البرامج. فهناك برامج من أجل الممثل وهذا النوع يعتبر من أنواع العمل الفني لأنه يعتمد علي شخصية الفنان وقدراته علي التمثيل والتلون والأداء ومن بينها برنامج "أحمد آدم" حيث يسمي برنامج الرجل الوحيد وهناك برامج اخري تعتمد علي شهرة الفنان إما بالاضافة لها أو بسحب نجوميته وهذا ما وقع فيه الفنان محمد هنيدي لان برنامجه" لحظة شك" لم يضف له شيئاً في تاريخه الفني.. أكد الناقد نادر عدلي أن ظروف البلد التي نمر بها لها تأثير في دخول الفنانين لعالم التقديم حيث يعوض الفنان غيابه في السوق الفني بتقديمه للبرامج وخاصة إذا كان غير مطلوباً فنياً كما ان الفضائيات التي انتشرت بالفترة الأخيرة استعانت ببعض الفنانين للتقديم استغلالاً لشهرتهم.