فاجعة كبيرة ألمت بمحافظة الأقصر السياحية ومصيبة كبري عصفت بما تبقي من سياحة بالمحافظة السياحية الأقصر. استيقظ أهالي محافظة الأقصر صباح أمس علي خبر انفجار بالون سياحي بمنطقة حاجر الضبعية بمدينة القرنة غرب الأقصر. مما أسفر عن مصرع 19 سائحاً من مختلف الجنسيات بينهم شابة مصرية. بينما نجا قائد البالون وسائح انجليزي الجنسية من الموت المحقق. فيما أنقذت العناية الإلهية عشرات المنازل ومئات الأسر بالقرب من موقع الانفجار من الحرائق والنيران بعد سقوط اسطوانات الغاز وانفجارها في الأراضي الزراعية والمسقي الزراعي المجاور لمهبط البالون. وكتب الله لأهالي المنطقة النجاة من موت محقق في واقعة مؤسفة هي الأولي من نوعها التي ينتج عنها حالات وفاة. "المساء" انتقلت إلي موقع الحدث عقب انفجار البالون. والتقت "أشرف محمود" عامل البالون الذي قال: عقب انتهاء رحلة البالون وهبوط "الباسكيت" في السابعة صباحاً قمنا بمحاولة شد الحبال لتثبيت البالون علي الأرض وأثناء محاولة وقف البالون أفلت "الدروب لاين" وهو عبارة عن حبل مربوط بالبالون يلقيه الكابتن في حالة شدة الرياح أو محاولة الهبوط في مكان معين ويستقبل "الدروب لاين" طاقم عمل مكون من حوالي 15 فرداً يسمي "الكرو" تكون مهمتهم سحب الحبل "الدروب لاين" الذي يتجاوز طوله حوالي 50 متراً ويقوم ال 15 فرداً بتثبيت البالون علي الأرض حتي يتم إنزال جميع الركاب. وعن سبب انفجار البالون.. قال: إنه أثناء سحب الحبل "الدروب لاين" دار البالون في اتجاه معاكس. مما أدي إلي تلامس الحبل بخرطوم الغاز الموصل بالتنكات المحملة بالغاز. وساعد ذلك علي انقطاع خرطوم الغاز من التنك أو الاسطوانة نتيجة شدة السحب. علي الفوز انتشر الغاز داخل البالون فارتفع إلي مسافة مئات الأمتار. وأثناء تحليقه في الهواء انفجرت إحدي اسطوانات الغاز من ضمن 4 اسطوانات داخل البالون وأمسكت النيران ب"الأنفلو" وهي قطعة القماش المصنوعة من البلاستيك والتي هي القطعة الكبيرة التي تغطي البالون وتتجاوز مساحتها أكثر من 100 متر إذا تم فردها. أضاف: ساعدت الرياح وانتشار كميات الغاز داخل البالون علي انتشار النيران بسرعة كبيرة وبدأت الاسطوانات تنفجر الواحدة تلو الأخري حتي تفحم "الباسكيت" الذي يقل السائحين تماماً وسقط علي الأرض. كما تم إلقاء بقية الاسطوانات الأخري من البالون. ذكر شهود اللعيان من أهالي منطقة حاجر الضبعية التي سقط بها البالون أنهم استيقظوا علي أصوات الانفجارات فأصابهم الهلع والذعر وهرولوا بسرعة ليشاهدوا ما الذي يحدث وفزعوا من هول ما رأوه. ومن شدة المنظر حيث ذكر الأهالي أنهم رأوا الجثث المتفحمة تتطاير في الهواء وتتساقط كالأمطار من مئات الأمطار لتسقط علي الأرض الواحدة تلو الأخري. دون قدرتهم علي فعل أي شيء تجاههم وبعض الجثث ظلت متمسكة بالبالون و"الباسكيت" الذي يحملهم حتي سقط علي الأرض وهم بداخله متفحمين تماماً لا يبدو لهم أي معالم. قال علي محمود أحد شهود العيان: إنه رأي اثنين من السياح يقفزان من البالون فور اندلاع النيران. وكذلك قائد البالون الذي قفز بعد أن اصيب بحروق. وروي أن أحد السياح الناجين من الموت حرقاً أخذ يهذي بكلمات بلغة أجنبية لم يفهمها. وكان يصرخ ويقول "my wife my wife". فأتي بابنه الذي ترجم له الكلمات وقال له إنه يبحث عن زوجته. بينما كان السائح الآخر الذي قفز من البالون ينزف بالدماء وأمسك بهاتفه المحمول وبدأ كأنه يقوم بالكتابة أو يبعث منه رسالة أو ما شابه ذلك. وقام الأهالي بمحاولة مساعدتهم وتهدئتهم وأتوا لهم بمياه إلي أن حملوهم في سيارة الاسعاف المتواجدة بالموقع وذهبوا بهم إلي المستشفي الدولي لمحاولة علاجهم. أكد أحد الأهالي المقيمين بالمنطقة أن عناية الله أنقذت قرية حاجر الضبعية التي سقط بها البالون من كارثة مروعة. حيث ان الانفجار كان بالقرب من المنازل المحيطة بالزراعات وسقط البالون في منطقة زراعات القصب بعيداً عن مساكنهم ومنازلهم بعشرات الأمتار. وعلي الفور هرعوا لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه والتقاط ما تبقي من اشلاء الجثث والضحايا. فيما بدأت سيدات القرية بالصراخ والعويل حتي أسمعوا القري المجاورة. وأضافوا أنهم فور علمهم بالفاجعة سارعوا بالاتصال بالشرطة والإسعاف اللذين أتوا علي الفور. ولكن كانت إرادة الله فوق كل شيء. أضاف شهود العيان أن المنطقة لم يكن بها سيارات اسعاف ولا اطفاء وحتي يتمكنوا من إنقاذ السياح ونظراً للارتفاع الهائل للبالون الذي حلق بعيداً لمئات الأمتار سقط السياح جثثاً متفحمة. ومن ضمن ما شاهدوه سيدة تمسك بطفلها وجثتيهما متفحمتين تماماً.. كما روي الشهود أن مدة الانفجار واشتعال النيران تواصلت لمدة حوالي من عشر دقائق إلي خمس عشرة دقيقة. وأن المكان الذي سقط به البالون هو مكان مخصص للهبوط. وهي أرض زراعية عبارة عن مساحات كبيرة من زراعات القصب والقمح وبعض الجثث سقطت في زراعات القمح والبعض الآخر سقط فوق زراعات القصب. وتسبب ذلك في معاناة رجال الإنقاذ والاسعاف في البحث عن الجثث. حيث راحوا يبحثون في كل مكان داخل مساحة أكثر من أربعة أفدنة عن الجثث أملاً في العثور علي أحياء. إلا أنه لم ينج من الحادث سوي من قام بالقفز من البالون قبل ارتفاعه لمئات الأمتار في الهواء. وذكر الأهالي أنهم عثروا علي بقايا ملابس بسيطة ومحتويات خاصة بالسياح متفحمة تماماً. كما ذكروا أن قماش البالون لم يحترق بالكامل لأن أحباله تقطعت تماماً فور اندلاع النيران. وكان أول جزء يسقط من البالون هو القماش وظل الباسكت في الهواء إلي أن سقط في زراعات القمح بالقرب من "المسقي الترعة". أحد شهود العيان ويدعي علي أحمد عزالدين "بكالوريوس سياحية وفنادق" قال ل"المساء": إنه أول من رأي الواقعة علي بعد مئات الأمتار عند ذهابه إلي أرضه. وعلي الفور سارع بالاتصال بشرطة النجدة الذين ظلوا يغلقون الخط ويفتحونه مرات عديدة. ثم اتصل بالاسعاف وبأصدقائه لإبلاغ المراسلين ووسائل الإعلام. وأكد أنه فور وصوله إلي مكان الحادث لم يجد أي سيارة اسعاف أو مطافئ وشاهد أكثر من سبعة سياح يقفزون الواحد تلو الآخر من البالون منهم من كان يسقط وهو عبارة عن كتلة لهب ومنهم من سقط ومات من شدة الارتطام. وذكر أن أحد السياح خرج سليماً تماماً ولم تحدث له أي اصابات لدرجة أن النظارة التي كان يرتديها لم يحدث بها أي شرخ. وأن الباقين تجمعوا داخل كتلة واحدة واحترقوا تماماً لدرجة أن أحدهم تطايرت رأسه من انفجار اسطوانات الغاز نتيجة انفجار اسطوانة في الهواء وانفجار الأخري بعدها بعشر دقائق. أضاف أن البالون يفتقر لأبسط وسائل الحماية والأمان وأنه "ماشي بالبركة وستر ربنا" وأنه كخريج سياحة وفنادق يطالب بضرورة توفير بارشوتات لجميع السياح الذين لديهم هواية ركوب البالون الطائر لحمايتهم من أخطاره في حالة حدوث أي خلل أو أعطال للبالون. مشيرا إلي أن البالون كالطائرة لابد أن يتوافر بها بارشوتات ومنطاد طائر وكالعبّارات والمراكب التي يتوافر بها عوامات يتم إنقاذ الركاب بها. أشار إلي أن أقرب نقطة اسعاف موجودة علي الطريق السريع علي بعد مئات الأمتار. وأن الاسعاف والشرطة والجيش وصلوا بعد عشرين دقيقة من وقوع الحادث. وأن موقع الانفجار غير مخصص للهبوط. حيث ان البالون يهبط في أرض فضاء شرط أن تكون قريبة من السيارة التي تحمل أدوات ومعدات البالون. من جهة أخري ذكر موسي محمد مرشد سياحي أن البالون السياحي غير آمن ومعرض لأخطار عديدة نتيجة عدم فحصه قبل الطيران والأخطاء البشرية التي قد تقع علي عاتق العمال وقائد البالون. مطالباً بتشديد وسائل الرقابة والحماية والصيانة الدورية للبالون لمنع تكرار مثل تلك الحوادث.