المعارضة تقاطع الانتخابات البرلمانية القادمة أم لا تقاطع؟! سؤال يتردد الآن بقوة.. ويواكبه سؤال آخر: هل في حالة عدم المقاطعة سوف تتحد بفصائلها المختلفة تحت راية واحدة في مواجهة حزب الحرية والعدالة؟! أم ستظل مشتتة تنطبق عليهم الآية الكريمة: "تحسبهم جميعا وقلوبهم شتي". "حزب النور" لا يعتبر معارضا.. بل هو حزب متعاطف مع حزب الحرية والعدالة.. وكذلك بقية الأحزاب التي تنضوي تحت مسمي الجماعة الإسلامية.. وعندما تنشر بعض الصحف أن "حزب النور" يهدد بمقاطعة الانتخابات إذا لم يتم تشكيل حكومة إنقاذ وطني.. فإن هذا التهديد في رأيي سيظل في إطاره الكلامي.. لكن عند الجد يكون له موقف آخر.. ومهما قيل عن تقارب "النور" مع جبهة الإنقاذ واتفاقهما علي ضرورة تشكيل حكومة جديدة فإنه في الوقت المناسب لن يتخلي عن مقاعده التي حصل عليها في مجلس الشعب السابق الذي تم حله. وسوف يخوض الانتخابات للحصول عليها في مجلس النواب القادم.. وعندها سيكون لكل مقام مقال هل يتوافق مع نواب حزب الحرية والعدالة في المواقف السياسية ويكونان كتلة برلمانية متحدة.. أم يستقل ويكون له طريقه الخاص؟ نأتي لجبهة الإنقاذ التي لم تحدد موقفها حتي كتابة هذه السطور من خوض الانتخابات أم مقاطعتها؟! لكن الخلاف بينها أقصد بين قياداتها وقع ونشب قبل وبعد تحديد موعد الانتخابات حيث لم يتفقوا علي كلمة واحدة. ومع هذا الخلاف الذي أصبح مادة خصبة للصحف وأجهزة الإعلام لا يبدو في الأفق أنها سوف تتفق علي رأي موحد. فالسيد عمرو موسي والدكتور السيد البدوي اللذان هما ضمن قيادات جبهة الإنقاذ قررا كما قالت صحيفة الجمهورية خوض الانتخابات.. بينما قيل إن الجبهة ستعلن رأيها النهائي اليوم. كذلك أعلن كل من الحزب المصري الديمقراطي وحزب المؤتمر خروجهما عن صف جبهة الإنقاذ وقررا خوض المعركة الانتخابية. الخلاصة أن المعارضة بكل أطيافها لم تتفق حتي الآن علي ما إذا كانت ستقاطع الانتخابات أم لا؟ هذا الموقف المتذبذب لا يمكن أن يؤدي إلي تحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات القادمة.. فإذا كان هناك أنصار بين أبناء الشعب للمعارضة فإن هذه الخلافات سوف تكون المسمار الذي يدق في نعشها وسوف ينصرف عنهم أبناء الشعب. وفي حالة الاتفاق بين قوي المعارضة علي خوض الانتخابات.. فالسؤال هو: هل يستطيعون الاتفاق فيما بينهم علي نسب التمثيل في القوائم الانتخابية والمقاعد المخصصة للأفراد أم لا؟ ثم بعد ذلك نتساءل: هل للمعارضة وجود فعلي في الشارع المصري وهل لها كوادرها التي تستطيع أن تتحرك في هذا الشارع لكسب تأييد الناخبين لمرشحيها؟! النتيجة التي ستنتهي إليها الانتخابات القادمة ستكون الأكثرية فيها لحزب الحرية والعدالة.. ثم يليها ممثلو حزب النور.. ثم بعض المقاعد للمستقلين.. وسيعود مجلس الشعب الذي تم حله إلي ما كان عليه.