شهدت محافظة أسوان في الآونة الأخيرة انتشار مرض يصيب النخيلپويؤدي إلي موت اعداد كثيرة منه. وتعتبر قرية الأعقاب هي أكثر القري تضرراً بهذا المرض خاصة وأنها تعتبر من أكثر قري المحافظة انتاجاً للبلح ويبلغ فيها اعداد النخيل حوالي 50 ألف نخلة. يقول محسب ابراهيم رئيس مجلس إدارة الجمعية الزراعية بقرية الأعقاب ان المرض الذي يصيب النخيل حالياً يطلق عليه بين أوساط المزارعين اسم "اللفحة السوداء" ويصيب الجريد حتي ينشف ويجف تماماً ثم يمتد إلي رأس النخلة حتي تموت. وأضاف أن عددا من المهندسين المتخصصين من وزارة الزراعة بالقاهرة جاءوا إلي القرية وأوصوا بأن يتم قطع النخلة المصابة تماماً ثم حرقها بالنار وبعد ذلك يتم رش النخيل ببعض المبيدات من مديرية الزراعة وأوضح أن أهالي القرية لم يقتنعوا بهذا الحل خاصة أن نخيل أسوان ينمو بجوار بعضه البعض داخل ما يسمي بالبور ولا ينمو فرادي مثل النخيل في الوجه البحري. ويطالب المتخصصون بأن يبحثوا عن علاج بدلاً من قطع النخيل حتي لا يكبدوا الأهالي خسائر فادحة. وأضاف ثابت عبدالقادر عضو مجلس محلي محافظة أسوان ووكيل لجنة التموين وأحد أهالي قرية الأعقاب انه تقدم بطلب احاطة حول انتشار الأمراض التي تصيب النخيل في أسوان خاصة مرض اللفحة السوداء والتي أصابت الأنواع البلدية من النخيل في البداية تسمي القرقودي ثم انتشرت بعد ذلك بين أجود انواع النخيل بالقرية مثل البرتمودا والسكوتي والقنديلا. وأوضح أن المرض بدأ ينتشر بصورة ملحوظة بين النخيل ووصلت اعداد النخيل المصاب في قرية الأعقاب وحدها حوالي 100 نخلة كما أن أغلب المزارعين لا يقومون بمقاومة هذا المرض بصورة فعالة خاصة بسبب اشتراط مديرية الزراعة بأسوان لأن يقوم المزارع باحضار العمالة علي حسابه الخاص حتي يقوموا برش المبيدات. وقال ان معظم أهالي قري أسوان يعتمدون علي النخيل كمصدر أساسي للرزق ويعتبر المحصول الرئيسي لهم لدرجة أن الكثير من الأهالي يؤجل زفاف ابنائه أو بناء منزله أو السفر إلي الحج إلي ما بعد موسم حصاد البلح. مشيراً إلي أن النخيل يمثل قيمة اقتصادية كبيرة لأهالي أسوان حيث تؤتي النخلة الواحدة من بلح البرتمودا علي سبيل المثال جوالا من البلح سنوياً وتبلغ قيمته حوالي 700 جنيه علي الأقل بسعر الجملة. كما أن النخيل من الأشجار المعمرة التي يصل عمرها إلي 100 و200 سنة ويتوارثها الأجيال. وأغلب المواطنين لديهم اعداد كبيرة من النخيل تصل إلي 30 و40 نخلة للفرد الواحد. ومن جانبها أكدت المهندسة مفيدة الخولي مدير عام الزراعة بأسوان أن هذا المرض ظهر بصورة فردية في بعض مناطق مركز أسوان في بداية عام 2005 وقد تمت معاينة مناطق الاصابة بخور أو سبيرة والأعقاب وأبو الريس بحري "نجع الشديدة" وتبين أن المرض يسمي العفن الددبلودي وهو مرض يصيب قواعد أوراق النخيل ويمتد إلي داخل رأس النخلة مما يؤدي إلي موتها. وأوضحت أن الاصابة تنتشر من النخيل المصاب إلي السليم عن طريق استخدام أدوات تقليم ملوثة بالفطر نتيجة عدم تطهير هذه الأدوات وكذلك بسبب عدم تقليم النخيل وازالة الجريد المصاب واعدامه خارج المزرعة طبقاً للتعليمات الفنية. واضافت أن الاصابة بهذا المرض تكون في الفسائل بصورة أكبر من النخيل المثمر سواء كانت النخلة قديمة أو نخيل ناتج الأنسجة وهو موجود بصورة فردية بمراكز المحافظة.