العاملات بأحد المصانع يقمن بفرز التمر وتجفيفه استعدادا لتصديره في هذا التوقيت من كل عام يزدهر موسم رواج البلح في محافظة الوادي الجديد التي تعتبر اولي محافظات مصر انتاجا وتصديرا للبلح عالي الجودة والمواصفات المتميزة علي المستوي المحلي والدولي ويعد البلح السيوي في واحات الوادي الجديد هو المورد الاقتصادي الأساسي لحياة سكان الواحات بمختلف طوائفهم ومستوياتهم الاجتماعية وأصبح البلح يمثل القوة الاقتصادية وتم فتح منافذ بيع له محليا وعالميا.. وتعتبر منطقة الوادي الجديد من أغني مناطق العالم إنتاجاً للبلح، لذا يبقي شهر مضان فرحة للمصريين عامة ولأهل الوادي الجديد فرحتين لأنه موسم جني البلح بما يصاحبه من كرنفالات واحتفالات علي المستوي التنفيذي والشعبي. ومحافظة الوادي الجديد من المحافظات الواعدة بصعيد مصر حيث تتمتع بموارد زراعية عديدة ومن أهمها محصول البلح ويعد من أهم محاصيل التصدير التي تحقق عائدا مجزيا للمنتج . ويعتبر البلح مصدر الدخل الرئيسي لما يزيد علي 90٪ من أبناء الوادي الجديد. و يحتل مركز الصدارة بشكل متميز بين منتجات الوادي حيث يوجد بالمحافظة حوالي مليون و 006 الف نخلة تقريباً و بهذه الموارد توجد أمام المستثمرين مجالات عديدة للاستفادة منها و تنميتها اقتصاديا حيث إنه يعد من التراث الزراعي وهو حاضر و مستقبل المحافظة . فلاح الوادي الجديد يعتبر النخلة هي كل حياته يعاملها طوال العام كأنها حبيبته أو ابنته التي يرعاها وتبادله الوفاء وما أجمل أن تري الفلاح الواحاتي وهو يتسلق النخلة في منتهي السعادة ليجني محصول البلح هذه اللحظات الرائعة جاءت هذا العام مع قدوم شهر رمضان ليزداد الجو الروحاني نقاء وصفاء.. يقول مصطفي محمد إن بركة رمضان حلت علي كل شيء ومنها موسم جني البلح هذا العام حيث ارتفع سعر كيلو البلح الصعيدي الذي تشتهر بانتاجه المحافظة من 3جنيهات العام الماضي إلي 5 جنيهات هذا العام وهو ما زاد من سعادتنا بشهر رمضان.. يضيف حسين علي اننا نتوجه لحقول النخيل بعد أداء صلاة الفجر وقراءة القرآن وما أجمل أن نتنسم هواء الصباح الذي يختلط برائحة البلح الطازج ويبدأ كل منا في تسلق أشجار النخيل لنجمع البلح ونردد أهازيج الفرح بالبلح ويقول من فرحتي بلحظات الجني أقوم بتقبيل سباطة البلح قبل قطعها ثم ألقيها لأبنائي وشقيقي الذين ينتظرون أسفل النخلة بالمفارش لالتقاط البلح وفرزه ثم توريده لمصنع الجمعية الزراعية . يقول احمد عبد الله من باريس مع قدوم شهر رمضان من كل عام يزدهر موسم رواج البلح في محافظه الوادي الجديد التي تعتبر اولي محافظات مصر إنتاجا وتصديرا للبلح عالي الجودة والمواصفات المتميزة علي المستوي المحلي والدولي. وأضاف لقد ضاعفنا من جهودنا في جني البلح هذا العام لان الطلب عليه زاد كثيرا عن العام الماضي بسبب تزامن الموسم مع قدوم شهر رمضان وهو ما أضفي جوا من السعادة بين الفلاحين لذلك فاننا نقوم بالتجمع بعد صلاة التراويح وسط أحد الحقول وعلي أنوار "الكلوبات" نحيي الليالي بالمدح في رسول الله والأغاني الفلكلورية التي ترتبط بجني البلح. مصطفي صالح موظف يقول عندما تأتي الساعة الثانية ظهرا وهو ميعاد الانصراف من العمل الحكومي اتوجه مسرعا إلي "الغيط" حيث ينتظرني أبنائي بأدوات جني البلح ويظل العمل متواصلا حتي الخامسة عصرا وقبل ميعاد الافطار بساعة. ولم يخذلني النخيل مرة واحدة في انتاج وفير أرضي عنه وبفضل التطور الذي طرأ علي السياسة التسويقية للبلح فقد ارتفع السعر هذا العام الأمر الذي يعني اننا سنشهد العديد من حفلات العرس في عيد هذا العام. أما أسماء خلف الله فتؤكد أن محصول البلح يمثل كل شيء لسكان الواحات وهو السبب في استكمال التعليم لأبناء الوادي وهو الذي يسهم في نفقات الزواج وإقامة المنازل وأي ظروف تؤثر عليه بالسلب ستكون مؤثرة علي جميع الأهالي بينما يؤكد محمود غريب ضرورة وضع الضوابط اللازمة لحماية محصول البلح من أي آثار سلبية لأنه يمثل العمود الفقري لسكان الوادي. أكد أحمد مختار محافظ الوادي الجديد ان البلح تم تسويقه في مختلف الاسواق العالمية وأصبحت هناك حجوزات من كبري الشركات للحصول علي بلح الوادي وهذا كان هدفا نسعي إليه للوصول بهذا المحصول للعالمية لتحقيق أكبر دخل لمواطن الوادي. وقال إن محصول البلح خلال العالم الماضي بلغ أكثر من05 ألف طن تم تصدير نحو01 آلاف طن للاسواق الاوربية والعربية وشرق آسيا وكان سعر الكيلو في السوق المحلية في بداية المحصول053 قرشا واليوم في نهاية المحصول5 جنيهات وهو ما عاد علي المزارع والمحافظة ككل بالنفع.. واضاف انه تم الاتفاق بين محافظة الوادي الجديد وعدد من الدول العربية في مقدمتها سوريا لتصدير عسل بلح الواحات وطبقا للأسعار التي يحددها آخر مزاد علني للمنتج مشيرا إلي ان إنتاج مصنع عسل البلح 2 طن يوميا وطاقته في الموسم 006 طن وان المصنع بدأ مرحلة التجريب التشغيلي الفعلي ومن المنتظر أن يبدأ العمل مع موسم البلح الحالي. وطالب المحافظ المنتجين بعدم التسرع في جني المحصول وأن يكون لدي المزارعين أماكن مناسبة لتخزين البلح حتي لا يقوم الجميع بجني المحصول في توقيت واحد وبعدم التسرع في جني المحصول بسبب قدوم شهر رمضان مبكرا .