رغم الأجواء الساخنة حرص المئات علي حضور اللقاء الذي نظمه مخيم الفنون في معرض الكتاب مع المخرج خالد يوسف وتحول إلي نقاش سياسي حول ما يجري الآن في الشارع المصري. قال المخرج خالد يوسف: بداية لابد من إعلاء قيمة الحوار لأنه الحل الوحيد لما نحن فيه الآن. وهو السلاح الأخير للمقاومة الثقافية. وأعترف بأنني أخطأت طوال العامين الماضيين عندما ظننت أن ما يدور في مصر صراع سياسي. لكن الحقيقة أن ما نراه الآن هو صراع ثقافي شرس. والحوار هو الطريق الصحيح حتي لا تتمكن بعض قوي الرجعية من التحكم في مصير أولادنا. أضاف: سيظل الصراع بين قوي التنوير والقوي الأخري موجوداً لأنه رغم اختلافنا مع هذه القوي إلا أنهم أشقاؤنا في الوطن. ولن يهاجروا وسوف يتم حسن الحوار إذا استطاعت القوي التنويرية أن تطحن الأفكار المنتمية للماضي. أضاف خالد يوسف: ثورة 25 يناير كانت حياة جديدة للأمة المصرية برغم كل ما يحدث الان. وكل الثورات في العالم تمر بأحداث سيئة وإخفاقات لكنها تنجح في النهاية في فرض الواقع الجديد. وما تمر به مصر بسيط بالنسبة لما مرت به الثورات في مناطق عديدة دول العالم. فالنموذج المصري المتحضر أبهر كل الدنيا. وتعليقاً عن استمرار العنف في الشارع قال: نحن دائماً نميل للتسامح وقبول الاخر. ولا يوجد لدينا علي مدار التاريخ ما يسمي حروب أهلية وفتن والعند وجهل المطالب المشروعة والانفراد بالحكم يؤدي لثورة الشباب أصحاب الفضل الأول في الثورة. وما يحدث الآن من إراقة الدماء كلنا محاسبون عليه ومشاركون في المسئولية بدرجة وأخري. لكن المسئول الأول ومن سيسأل أمام الله والتاريخ هو من يحكمون. ما يحدث الآن عبارة عن عملية لتغيير الجينات المصرية المتسامحة. فالجيل الصاعد ينفتح علي العنف والدم ومشاهد لم يتعودها الشعب المصري. ولو تغيرت السماحة والطيبة التي حمت مصر علي مدي تاريخها فنحن أمام مستقبل سييء. وعن تساؤل بضرورة ومنح من يحكم الفرصة لتنفيذ مشروعه قال المخرج خالد يوسف لسنا أمام مشروع النهضة كما يزعم الإخوان المسلمون لكنه مشروع التمكين الذي تمارسه الجماعة بمحاصرة الإعلام. والمجلس القومي لحقوق الإنسان والقضاء وكل مفاصل الدولة والإخوان المسلمون يختصرون كلمة الديمقراطية في صندوق الانتخابات فقط. ويتجاهلون الآليات الكثيرة الأخري مشيراً إلي أن ثورة يناير غيرت من التركيبة المصرية التي صبرت 30 سنة علي الظلم. ولم يعد لديها الآن القدرة علي الصبر. بدليل أنه بعد مرور 6 شهور منذ تولي مرسي خرج الشعب ليطالبه بالرحيل. وأخيراً عن الحالة الفنية قال: الفن هو الذي استقرأ الأحداث وأكد من خلال الأفلام السينمائية أن الثورة قادمة. وهو الذي يكشف أوجاع المصريين من الظلم والقهر. ولا يوجد تقدمة ونهضة بدون فن. ومازلت مصراً علي تقديم رواية "سره الباتع" في فيلم سينمائي.