خالد يوسف: ما يدور الآن فى مصر صراعا ثقافيا وليس سياسيا، وقوى الظلام أشقائنا فى الوطن لذا وجب الحوار صبرى فواز: من يقرأ حادثة الفندق الشهير وكيف وقف الثوار إلى جوار رجال الشرطة لمواجهة البلطجية يعرف أن مصر لن تهزم ربما كانت مصادفة، أن يلتقى جمهور المعرض بنجوم فيلم كف القمر فى هذه الظروف التى تمر بها البلاد.. فتيمة الفيلم هى الوحدة بين الأخوة أو تجمعهم فى كف واحد.. وما أحوجنا هذه الأيام إلى الوحدة لتجاوز الأزمة السياسية الراهنة. وكان "مخيم الفنون" قد نظم ضمن فعاليات المعرض أمس لقاء، مع نجوم فيلم "كف القمر" شارك فيه المخرج خالد يوسف والفنان صبرى فواز وأداره محيى عبد الحى المشرف العام على النشاط الفنى بالمعرض الذى أوضح أن مع الظروف العصيبة التى تمر بها البلاد لم تمنع المخرج خالد يوسف والفنان صبرى فواز من الحضور لملاقاة جمهور معرض الكتاب، الذى ينتظر هذه المناسبة ليلتقى بالنجوم والفنانين الين يحبهم وأشار عبد الحى لضيفة قائلا: هو فنان أصيل قدم الكثير من الأعمال المهمة فى السينما المصرية, عرف ممثلا وكاتب للسيناريو ومساعدا فى الإخراج مع الرائع يوسف شاهين.. هو خالد المخرج الكبير يوسف.. وتابع محيى أن الندوة بها فنان أصيل آخر عرفة منذ أكثر من عشرين عاما ممثلا ومخرجا مسرحيا متميزا وكاتب لديه العديد من الكتابات فى الجرائد والصحف المصرية والعربية وهو الفنان صبرى فواز. واعتذر محيى عن عدم حضور المؤلف ناصر عبد الرحمن نظرا للظرف الراهنة ودعا الحضور لفتح حوار حميمى عن فيلم كف القمر مشيرا إلى أن خالد يوسف سيتحدث عن كيفية تناوله لما بين السطور فى الفيلم والرسالة التى تركها فى كف القمر والتى لم تصل إلى بعض المشاهدين. بدأ خالد حديثه قائلا: هى مصادفة أن نناقش اليوم فيلم كف القمر خاصة وأنه يعبر عن الظروف الراهنة التى نمر بها.. فتيمة الفيلم الدرامية الوحدة بكل معانيها سواء التجمع أو الشعور بالانفراد والعزلة.. وتدور القصة حول تجمع الأخوة فى كف واحد إلا أن استبداد أحدهم بالرأى ورغبته فى أن يطيعه الآخرون أدى إلى الفرقة وهدم البيت وسرقته كما جرت الأحداث. ثم دعا خالد يوسف إلى إعلاء قيمة الحوار مشددا على أنه الحل الوحيد لما نحن فيه الآن ومؤكدا أن الحوار هو السلاح الأخير للمقاومة الثقافية.. وقال: أعترف أننى أخطأت طوال العامين الماضيين عندما ظننت أن ما يدور فى مصر صراعا سياسيا لكننى اكتشف أننا بصدد صراعا ثقافيا شرسا فلابد من حوار، وأكد أن الحوار هو الطريق الصحيح الذى يجب أن نسلكه حتى لا تتمكن بعض قوى الرجعية من أن تحكم مستقبل أولادنا. وتابع يوسف: الصراع بين قوى التنوير والقوى الأخرى سيظل موجودا لأن هؤلاء رغم اختلافنا معهم أشقائنا فى الوطن باقين ولن يهاجروا فلابد أن نتحاور معهم وسيحسم الحوار إذا استطاعت القوى التنويرية أن تطحن الأفكار التى تنتمى إلى الماضى . وأوضح خالد أن الثقافة هى العنوان الكبير الذى يمكن إدراج السياسة تحتها وليس العكس لأن الثقافة أعم وأشمل وأوقع والتحاور هنا لمناقشة هل الأفكار الموجودة صالحة لصنع مستقبل أفضل لأولادنا؟ أم لا. أما الفنان صبرى فواز فقال وجود معرض القاهرة الدولى للكتاب فى هذه الظروف البالغة الدقة، وحضور الجمهور والمشاركين فى الندوات يعنى أن المصريون لديهم رغبة فى مقاومة الظلام.. وقال: أن مصر أكبر وأعظم من أن تسجن داخل إطار فكرى ضيق. وعن المعركة الثقافية أضاف فواز: مفهوم الثقافة غائب عن كثير من المصريين فالثقافة ليست كما يعتقد البعض كلاما وتنظيرا وتقعيرا.. الثقافة ليست ما يقدمه المقعرين من علم أو كلام غير مفهوم ولكن الثقافة هى نمط الحياة والعادات والتقاليد والطقوس وطريقة الأكل والحوار. وتابع: ثقافتنا تعنى ملامحنا والقضية فى الأصل ليست قضية سياسية بل هجمة على ثقافتنا.. المسألة بصراحة ليست دين فكلنا مسلمون، ومصر صاحبة هوية إسلامية، وليست كما يراها البعض سياسية.. فما نمر به الآن سعى دءوب من فئة بعينها لتغيير الملامح المصرية. وقال: من يقرأ حادثة الفندق الشهير بوسط القاهرة وكيف وقف الثوار إلى جوار رجال الشرطة لمواجهة البلطجية الذين حاولوا سرقة الفندق، رغم أنهم – الثوار والشرطة – كانوا قبل دقائق فى صراع واشتباكات وكان يقع من الطرفين مصابين.. يعرف أن مصر لن تهزم.. أى بلد هذه وأى عظمة تلك فلابد أن نحافظ على ملامحنا لكى نظل مصريين. مداخلات وعن سؤال أحد الحضور حول قطع كف قمر فى سياق أحداث الفيلم أجاب خالد يوسف: قطع اليد يدل على فرقة الأخوات وهو ما يعنى موت أسرة فرمزت لذلك بقطع كف قمر أولا، ثم موتها ولأنى محكوم بملاحقة الأمل فظهر ضمن الأحداث قمر الصغيرة أى الأمل الجديد وأشار خالد يوسف إلى أن ثورة 25 يناير بمثابة الأمل أو حياة جديدة للأمة المصرية برغم كل ما يحدث الآن مشيرا إلى أن الثورات فى كل العام تمر بأحداث سيئة وإخفاقات لكنها تنجح فى النهاية فى فرض الواقع الجديد والمتابع يعرف أن ما تمر به مصر بسيط بالنسبة لما مرت به الثورات فى مناطق عديدة من دول العالم وربما ذلك بسبب ثقافتنا وحضارتنا وشخصيتنا المتفردة فما قدمته الثورة من نموذج مصرى متحضر أبهر كل العالم. وقال: شعب ثائر غاضب كان يدفن أولاده الشهداء ويصر على سلمية هو شعب عظيم سيبقى مسلمون ومسيحيون بينهم تراحم وتلاحم ومودة لا فرق.. ليبرالى إلى جوار الشيوعى الكل مصريين وهذا يعنى أننا قادرون على تجاوز أية صعاب. واستطرد خالد يوسف: مشاهد صلاة المسلمين التى كان يحميها سلاسل بشرية من المسحيين والقداس الذى كان يؤمنه المسلمون نموذج مصرى قمناه للعالم لكن الأهم أنه يقدم رسالة قوية للمتشككين فى نجاح ثورتنا. وأوضح خالد أن الشخصية المصرية عبر سبعة ألاف سنة تميل إلى السلم والتسامح وقبول الأخر ونحن دائما ننجح للسلام ولا يوجد لدينا على مدار تاريخنا بما يسمى الحروب الأهلية ولا الفتن طائفية كما يزعم البعض، والدليل أن حادث أو أثنين مما حدث بمصر بين مسلمين ومسيحيين كان كفيل بحرب أهلية طائفية لسنوات لو حدث ببلد آخر. وضرب خالد يوسف مثالا بما جرى فى لبنان عام 1974 عندما تم ضرب حافلة ركاب من قبل أحد الطوائف، فكانت هذه الحادثة كفيلة بخلق حرب أهلية استمرت لمدة خمسة عشر عاما لكن هذا لا يوجد هذا فى مصر لان طبيعة الشخصية المصرية ترفض أى دعوة للعنف وبالتالى الذى يحدث الآن هو استثناء مسئول عنه مسئولية كاملة من وصلوا إلى سدة الحكم.. فهم من يدفعون بصلفهم وعنادهم إلى العنف. ونفى خالد يوسف ما يلصق بالشباب المصرى دوما من أنه متهور، مشيرا إلى أن العند وتجاهل المطالب المشروعة والانفراد بالحكم هو ما يؤدى لثورة الشباب صاحب الفضل الأول فى الثورة ونجاحها فى إزاحة مبارك ورموز نظامه.. وقال إن ما يحدث الآن من إراقة للدماء كلنا محاسبين علية ومشاركين فى المسئولية بدرجة أو بأخرى إلا أن المسئول الأول ومن سيسأل أمام الله والتاريخ هو من يحكمون البلاد. وأشار خالد يوسف أن ما يحدث الآن عبارة عن عملية لتغير الجينات المصرية المتسامحة فالجيل الصاعد يتفتح وعي على العنف والدماء وعلى مشاهد لم يعتادها الشعب المصرى وحذر يوسف من الاقتراب من ملامح الشخصية المصرية المتأصلة ولو تغيرت السماحة التى بداخل الإنسان المصرى والجينات الطيبة التى حمت مصر عبر تاريخها وستحميها فمن المؤكد أننا بصدد مستقبل سيئ وهذا أخطر من أى حرب خاضتها مصر مع الكيان الصهيونى او خاضتها عبر تاريخها. وحول سؤال عن رفض جبهة الإنقاذ للحوار قال يوسف أن الدكتور مرسى يتحاور منذ تسعة أشهر ومن قبل تولية الحكم وفى كل حوار يعد بوعود لا ينفذها، بداية من أنه سينشأ حكومة توافق وطنى مرروا بدستور توافقى إلى آخرة من وعود لا يلتزم بها.. وأكد يوسف أنه ليس بصدد الدفاع عن الجبهة ولكنه يسأل عن كيفية الحوار مع من لا يلتزم بالوعود. وأكد خالد أن الحوار يجب ان يكون بهدف الوصول لنتائج من شأنها الخروج من الأزمة السياسية الراهنة لكن للأسف تجرى الحوارات لتحسين الشكل الخارجى ليس أكثر.. ولو وجد حوار جاد سيسفر عن نتائج لمصلحة الوطن وهنا أى فرد يتخاذل أو يرفض الحوار يكون خائن ويكون مشارك فى الدم المصرى المراق. وحول تعليق عن ضرورة منح من يحكم فرصة لتنفيذ مشروعه فى النهوض بالبلاد أكد خالد يوسف أننا لسنا بصدد مشروع النهضة كما يزعم الأخوان المسلمون ولكننا بصدد مشروع التمكين الذى تمارسه الجماعة بمحاصرة الإعلام والمجلس القومى لحقوق الإنسان والقضاء وجميع مفاصل الدولة فى محاولة منهم لمنع أى أحد من الوصول للحكم. وأشار خالد يوسف إلى أنه كان مع وجود حكومة إخوانية، قبل أن تتعقد الأوضاع لهذه الدرجة، لكن هناك فرق بين حكومة يشكلها الحرية والعدالة وبين السيطرة على مؤسسات ومفاصل الدولة وأكد لو اكتفى الحزب الحاكم بالحكومة التى تنمى له والتفت للعمل والإنتاج والعمل على تحقيق مصلحة الشعب كان سيكسب ثقة الشعب وكان سينتخب لفترات متتالية. وعقب صبرى فواز أن الديمقراطية ليست الوصول للحكم عبر صناديق الاقتراع ولكن أيضا إدارة البلاد بشكل ديمقراطى، إنما استخدام الصناديق للوصول للحكم وفقط.. أمر غير مقبول ولن يصب فى صالح البلاد وأيده خالد يوسف بقوله: الإخوان المسلمون يختصرون كلمة الديمقراطية فى صندوق الانتخابات ويغفلون الآليات الكثيرة الأخرى لها. وهنا أشار خالد يوسف إلى الاستفتاء على الدستور مؤكدا أن ما شاب عملية التصويت والعملية برمتها من تجاوزات يعنى أننا أمام تزيف لإرادة الشعب والإصرار على عدم مد مدة التصويت الذى منع عدد كبير من الإدلاء بأصواتهم يعنى أن الاستفتاء لم يخرج معبرا عن الغالبية من الشعب بدليل النسبة التى أدلت بأصواتها وكانت بسيطة جدا. وحول سؤال عن دور مصر الغائب أكد خالد يوسف أن الحقيقة التاريخية تقول لا انتصار للعرب دون مصر وستعود مصر لا محالة لدورها مقدمة نموذجا تحتذى شقيقاتها من الدول العربية. وألمح خالد يوسف إلى أن ثورة يناير غيرت فى التركيبة المصرية التى صبرت ثلاثون عاما على الظلم ولم يعد لديها الآن القدرة على الصبر بدليل أن بعد مرور ستة أشهر من تولى د.مرسى خرج الشعب ليطالبه بالرحيل والضمانة الوحيدة الآن هى الشعب وكما قال جمال عبد الناصر "الشعب المعلم" هذا هو الشعب المصرى العظيم القادر على إلهام نخبته بمستقبلة. وعقب فواز: الأمر الآن فى مصر يحمل إشارتين الأولى من الواقع أن مصر لن تنجر للفوضى فعندما انطفأ النور لمدة ربع ساعة بنيويورك حدثت جرائم بشعة ونحن عشنا ونعيش دون شرطة فى كثير من الأحيان وتبقى مصر آمنة، الثانية كلام الله عز وجل عن "أدخلوها آمنين" وهذا دليل على أمن مصر على مر السنين. وعقب الندوة اختتم "مخيم الفنون" فعاليات اليوم بفقرة فنية مع الفنانة ريم كمال التى قدمت مجموعة من الأغنيات التى تفاعل معها الحضور. وكان "مخيم الفنون"قد بدأ نشاطه بفيلم تسجيليي عن "الرقص الشعبي فن وثقافة" بالتعاون مع المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية يستعرض الفيلم فن الرقص الشعبي وارتباطه بالثقافة المصرية. كما عرضت فرقة السواقي مسرحيتها "سيرة أبو زيد المصرى" أشعار وأداء محمد شحاتة غناء أحمد سعد تأليف على داود ربابة محسن مارادونا.