هناك العديد من القضايا والحوادث المثيرة مازالت أجهزة الأمن تبحث عن المتهم فيها.. ورغم مرور وقت كبير علي وقوع الجريمة.. إلا أن الكل يتساءل: من الجاني؟!!! قضية العدد.. من الجرائم التي انتشرت بصورة كبيرة خلال الأشهر الأخيرة.. والتي نراها بشكل متكرر خلال أحداث الفوضي التي تفرض سيطرتها علي البلاد خلال الأحداث التي تشهدها العديد من المحافظات من مظاهرات واعتصامات كالتي نعيشها هذه الأيام والتي تتكرر كل عام منذ احداث يناير .2011 إذا كانت مثل هذه الجريمة المتكررة ناتجة عن الفوضي إلا انها عادة تكون لها دوافع اخري سواء كان الانتقام أو الثأر أو خلافه.. لكن "الجاني" فيها يستغل احداث الفوضي والغياب الأمني ويرتكب جريمته.. ويفر بها دون شهود أو ملاحقة أمنية في ظل الفوضي واختلاط الحابل بالنابل.. وعدم وجود رجل شرطة أو أمن يلاحق "الجاني" سريعاً. "المجني عليهما" في هذه الجريمة شخصين كانا يستقلان سيارتهما قادمين من مدينة العريش بشمال سيناء إلي حي الشيخ زويد.. وفوجئا بمجموعة من الملتحين يعترضون طريقهما ويمطرونهما بوابل من النيران أودي بحياتهما علي الفور بينما فر الجناة هاربين. إذا كان المجني عليهما معروفا الشخصية واهليتهما ومحل اقامتهما إلا أن دوافع الجريمة وهوية الجاني يكنفهما الغموض الشديد والذي تسعي الأجهزة الأمنية بالمحافظة تكثيف جهودها للكشف عن اسرار هذه الجريمة المثيرة. تبدأ فصول الكشف عن أحداث الجريمة ببلاغ إلي الأجهزة الأمنية بشمال سيناء بالعثور علي شخصين مصابين بطلقات نارية داخل سيارة علي طريق العريش الشيخ زويد فانتقل رجال الأمن إلي مسرح الجريمة حيث عثر علي جثة الأول مصابة ب 37 طلقة نارية والاخر مصابا ب 40 طلقة نارية وكلاهما من سلاح آلي.. وأكد أحد الشهود أن مجموعة من الملثمين قاموا باطلاق النار عليهما أثناء سيرهما بسيارتهما وفروا هاربين دون امكانية التقاط رقم سيارتهم أو تحديد أوصافهم. كشفت المعاينة الأولية ان اوراق ومستندات المجني عليهما بحوزة كل منهما ولم يتم سرقة السيارة أو متعلاقاتهما مما أشار إلي ان الجريمة ليست بدافع السرقة.. وان الانتقام هو الدافع وراء هذه الجريمة بدليل هذا الكم الهائل من الطلقات النارية التي اطلقها الجناة. كما قامت النيابة بمعاينة مسرح الجريمة ومناظرة الجثتين وامرت بنقلهما إلي مشرحة النيابة لبيان ما بهما من اصابات والسلاح المستخدم في الحادث.. وبيان ما إذا كانت هناك اصابات أخري غير ظاهرة والسلاح المستخدم في احداثها.. كما أمرت بالتحفظ علي السيارة لبيان صلاحيتها واوراق ملكيتها والتلفيات التي لحقت بها. ايضا طلبت الاستماع لاقوال الشهود.. والتحري عن دوافع الجريمة وملابساتها وظروف ارتكابها وفحص علاقات وخلافات "المجني عليهما" وسرعة ضبط "الجناة" واحضارهم امام النيابة للتحقيق.. وايضا ضبط السلاح المستخدم في الحادث. راحت أجهزة الأمن تفحص ملابسات الجريمة.. بفحص كاميرات المراقبة علي الطريق لبيان السيارات المارة ساعة الحادث وخط سير سيارة "المجني عليهما" وفحص إن كان "الجناة" كانوا يستقلون سيارة قاموا بملاحقة المجني عليهما أم كانوا علي الطريق وحاولوا ايقافهما وعندما رفضا اطلقوا عليهما النار.. لبيان إذا كانت هذه الجريمة متعمدة أم كانت مجرد حادث سرقة بالاكراه. كما راح رجال الأمن يفحصون علاقات المجني عليهما وخلافاتهما والتحري إن كانت لهما خلافات مادية أو خصومات ثأرية.. وأيضا فحص سجلهما الجنائي لبيان إذا ما كانوا مسجلين أي نشاطات اجرامية أو تهريب افراد أو بضائع عبر الحدود من عدمه. علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري بذل فيها رجال الأمن بشمال سيناء جهوداً مضنية وحثيثة فحصوا فيها كافة الاحتمالات وتحروا عن كافة المعلومات التي تجمعت بين ايديهم.. إلا أن أي منهما لم يقدم أي خيوطا تقودهم لكشف غموض الجريمة أو حل ألغازها.. ليستمر الغموض الكثيف ضاربا باسراره حولهما.. وتبقي دوافعهما طي الكتمان بعيدة المنال.. وليبقي أيضا "الجاني" مجهولاً.. حتي الان!!!