واقعة محاولة صاحب مطعم بالقنطرة غرب الانتحار أمام مبني مجلس الشعب باشعال النار في جسده غريبة علي المجتمع المصري. خاصة في ظل وجود أكثر من وسيلة للتعبير وطرح المشاكل ولذلك كان الحادث صدمة حقيقية لمشاعرنا. "المساء" تناقش الواقعة مع كافة الأطراف ذات الصلة سواء من أقاربه وأسرته أو جيرانه وأصدقائه المقربين الذين أجمعوا علي أن "عبدة حمادة" شخصية منطوية. لا يعرف العنف. ويعيش في سلام مع الجميع. أكدوا أن هموم "عبدة" تراكمت كثيراً.. ثم انفجرت أمام البرلمان. حيث يعاني من ضغوط كثيرة تتمثل في نفقات أسرته التي يصارع من أجل توفيرها خاصة وانه يعيش تحت خط الفقر وأقام مطعما لتحسين دخله.. لكن لم يتمكن من الحصول علي الخبز المدعم. ورغم أن هذه المشكلة خضعت للأخذ والرد مع المسئولين بالحي.. لكنها كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. يكشف صديقه المقرب حميد مجاهد "45 سنة" صحفي بالأحرار النقاب عن معاناة "عبدة" عندما حضر لزيارته بمستشفي المنيرة العام للاطمئنان عليه.. أكد أنه كان عاملا بسيطا بالأجر. وجاهد كثيرا حتي امتلك "عبدة" مطعماً بمنطقة القنطرة وكانت مشكلته الكبيرة انه يعاني من اضطرابات نفسية قديمة بسبب انفصال والديه وتوليه مسئوليته العائلية منذ الصغر وأنه متزوج ولديه ثلاثة اولاد في مراحل التعليم المختلفة ولديه مشاكل كثيرة مع التموين بسبب منع حصة العيش المخصصة للمطعم الخاص به وان مطعمه يعمل علي سائقي النقل والاجرة لانه علي طريق القنطرة ببورسعيد. انتقلت "المساء" إلي مستشفي المنيرة العام والتقت بالدكتور محمد شوقي مدير المستشفي الذي أكد ان صاحب المطعم فور دخوله المستشفي تم عمل الاسعافات الاولية له وأنه يعاني من حروق بنسبة 15% في الوجه واليدين وبعض أجزاء جسده وسوف يتم خروجه خلال 48 ساعة بعد تماثله للشفاء. أكد اللواء عبدالجليل الفخراني محافظ الإسماعيلية أن أسرة المواطن "عبدة حمادة" ليس لها أي ذنب وسيتم منحها رعاية كاملة لتعيش في أمان واستقرار خاصة بعدما تبين انه العائل الوحيد للاسرة وانه يعاني من مرض نفسي ودخل مستشفي الامراض النفسية اكثر من 10 مرات علي فترات متباعدة. قال المهندس محمد فهمي البيك رئيس مدينة القنطرة غرب التي يسكن فيها "عبدة" انه قبل الحادث تقدم عبده بطلب لإدارة مشروع فصل انتاج الخبز عن التوزيع بتحويل بون الحصول علي 20 رغيفا يوميا من حصة المدينة الي حصة قرية البياضية وقدم صورة بطاقة ابنيه "متولي" و"السيد" بهدف الحصول علي حصة مضاعفة لاستخدامها في المطعم الخاص به وعندما قوبل طلبه بالرفض نظرا لأن الخبز يتم توزيعه للاسر فقط وليس لاشخاص وافراد.. إلا أنه تقدم يوم الخميس بشكوي ضد العاملين بمشروع الخبز لقسم شرطة القنطرة غرب وعاد مرة أخري وصرف "20" رغيفا لاسرته ولظروفه الخاصة تم صرف "20" رغيفا اضافية له باسم نجله "متولي" حيث ان اسرته مكونة من 6 اشخاص. قال شقيقه "سيد عبدالمنعم" "34 سنة" ان "عبدة" يعاني من مرض نفسي منذ فترة طويلة وقدم مستندات وشهادات طبية تؤكد ذلك. أضاف ان حالتهم الاجتماعية صعبة جدا وان المطعم الذي يديره شقيقه يتم الصرف منه علي العائلة بالكامل ومعظم زبائنه من قائدي السيارات النقل المتجهة والقادمة من بورسعيد للاسماعيلية والمحافظات المجاورة. أوضح أن شقيقه مؤدب وهاديء تماما ولم يرتكب أية أعمال عنف أو اعتداء علي الآخرين أو رواد المطعم. رفض نجله متولي "16" سنة الإدلاء بأية تفاصيل هو وشقيقته أمنية.. سوي أنهم لا يعرفون شيئا عن والدهم من يوم السبت سوي ما سمعوه في التليفزيون. قالت زوجته "صديقة عثمان" "41 سنة" ان زوجها تعب كثيرا في الفترة الاخيرة في الحصول علي حصة الخبز مرة يقولون له انك تابع لقرية البياضية.. ومرة أخري تابع لقرية الحرش والثالثة تابع للمدينة ورفضوا اعطاءه حصة الخبز اليومية "20" رغيفا وانه كان يطلب الخبز لاولاده واسرته وليس كما يدعون للمطعم. أضافت من أول شهر يناير لا نحصل علي حصته من الخبز المدعم الذي اعتدنا عليه بشكل طبيعي. واضافت ان زوجها خرج غاضبا من المسئولين بسبب الخبز ولا نعرف سوي ما سمعناه في التليفزيون وفوجئنا بأجهزة الامن تحاصر منزلنا.. ولا نعرف لماذا؟ وقال ابنه متولي انه ترك الدراسة منذ المرحلة الاعدادية ليساعد والده في المطعم الذي يستأجره علي طريق الاسماعيلية بورسعيد. ويبيع فيه السمك المشوي.. موضحا ان والده كان انطوائيا. ولا يبوح بأسراره لأحد. كانت قد توجهت اكثر من 20 قناة فضائية إلي منزل عبدة حمادة لإجراء حوارات مع اسرته. والمنزل لا تزيد مساحته عن 70 مترا مربعا. ومكون من غرفتين وصالة. والاثاث بسيط جدا. كان رجال الأمن بمبني مجلس الشعب قد رفضوا دخول المذكور للمبني بعد اصراره علي عدم الافصاح لهم بما يريد وعلي إثر ذلك انصرف ثم عاد بعد دقائق ومعه زجاجة بها بنزين وفاجأ الجميع باشعال النار في نفسه وعلي الفور سارع رجال الأمن باطفاء النيران ونقله الي مستشفي قصر العيني حيث أجريت له الاسعافات السريعة وحجزه للعلاج.