شهد شارع قصر العيني صباح أمس حادثا مثيرا عندما توقف أحد الأشخاص أمام مبني البرلمان وفجأة أشعل النيران في نفسه أمام المارة. إلا أن سائق تاكسي شجاعا توقف أمامه وسارع بإطفاء النيران بجسد الرجل ونقله إلي مستشفي المنيرة العام .وتبين إصابته بحروق%15 ومن المنتظر خروجه من المستشفي خلال الساعات المقبلة. كشفت التحقيقات عن أن اسمه عبده عبدالمنعم حمادة 45 سنة وهو صاحب مطعم صغير بمدينة القنطرة غرب محافظة الإسماعيلية وبسؤاله لماذا أقدم علي الانتحار بهذه الطريقة فأكد أنه فعل ذلك احتجاجا علي عدم صرف كوبونات الخبز الخاصة بمطعمه من المحافظة مما جعله يصاب بأزمة مالية ونفسية جعلته يحضر من محافظة الإسماعيلية إلي شارع قصر العيني وإشعال النيران في نفسه للفت الانتباه إلي مشكلته. وقد حصلت الأهرام علي مستندات تؤكد أن المواطن الذي حاول الانتحار بإشعال النيران في نفسه مريض نفسي. وباشرت نيابة السيدة زينب بإشراف المستشار ممدوح وحيد المحامي العام الأول لنيابات جنوبالقاهرة تحقيقاتها في واقعة قيام صاحب مطعم بإشعال النيران في نفسه أمام مبني البرلمان بشارع قصر العيني,حيث كشفت التحقيقات التي باشرها أحمد الأبرق رئيس نيابة السيدة زينب عن أنه يدعي عبده عبدالمنعم حمادة 45 سنة ويمتلك مطعما للفول والطعمية بالقنطرة شرق ويقيم بقرية الحرش التابعة لمدينة الإسماعيلية مع والديه وزوجته وأبنائه الأربعة وتبين أنه كان يحصل علي نصيبه وأسرته من الخبز المدعم يوميا من الإدارة المحلية التابعة لمدينة القنطرة, وكان نصيب كل فرد في العائلة خمسة أرغفة من الخبز المدعم في اليوم, وعندما ذهب منذ عشرة أيام لتسلم نصيبه وأسرته من الخبز المدعم فوجيء بمسئولي الوحدة المحلية في مدينة القنطرة غرب يبلغونه بأن نصيبه من الخبز المدعم سوف يحصل عليه من الإدارة المحلية التابعة لقريته الحرش وعندما توجه للإدارة المحلية التابعة لقريته فوجيء بالمسئولين يرفضون تسليم الخبز له وأكدوا أن اسمه مدون في كشوف الإدارة المحلية بالمركز فتوجه للمرة الرابعة إلي الوحدة المحلية بالمركز وثار المسئولون والموظفون في وجهه, وأكدوا أن نصيبه من رغيف العيش المدعم عليه أن يتسلمه من الوحدة المحلية بقريته وعاش رحلة عذاب عمرها عشرة أيام بين الإدارة المحلية بالمركز والإدارة المحلية بقريته دون أن يحصل علي رغيف عيش واحد يكفي حتي لسد جوع طفله الصغير, وتقدم بشكوي إلي رئيس الوحدة المحلية بالمركز وأخري لرئيس الوحدة المحلية بالقرية ولم يلتفت أحدا إلي شكواه وعندما اشتد الجوع به وبأسرته وعجز عن توفير رغيف العيش لهم فاستقل أمس القطار القادم إلي القاهرة ووصل ليلا وأقام داخل فندق بمنطقة الأزهر. وفي الصباح الباكر استيقظ واشتري جركن فارغا وتوجه إلي محطة وقود بمنطقة وسط المدينة وملأ الجركن بالبنزين ثم توجه إلي مبني مجلس الشعب بشارع قصر العيني, وأمام البوابة الرئيسية للمجلس سكب البنزين علي رأسه وجسده وأشعل النيران في نفسه وتمكن المارة وقوات الشرطة من إخماد النيران بواسطة البودرة المستخدمة في أجهزة الإطفاء وتم نقله إلي مستشفي المنيرة العام للعلاج. وانتقل فريق من وكلاء النيابة برئاسة أحمد الأبرق رئيس نيابة السيدة زينب إلي المستشفي لسؤال المصاب, حيث تبين أن لديه حروقا بنسبة%15 ولكنها حروق طفيفة وبسيطة واعترف بأنه حاول الانتحار بعد الرحلة الشاقة التي عاشها لمدة عشرة أيام للحصول علي رغيف العيش لأبنائه. واستمعت النيابة إلي اثنين من موظفي الأمن بوزارة الصحة وكانا يقفان أمام باب الوزارة وشاهدا المصاب يشعل النيران في نفسه, وأكدا أنه لم يتفوه بكلمة واحدة وفي لمح البصر سكب البنزين علي نفسه وبواسطة ولاعة أشعل في نفسه النيران وأنهما أسرعا لإنقاذه وإطفائه, وأكدا أنه استسلم لقوات الشرطة والمارة لإطفائه ولم يقاوم أحدا. وأمر المستشار ممدوح وحيد المحامي العام الأول لنيابات جنوبالقاهرة بتكليف مباحث الإسماعيلية بعمل التحريات حول الواقعة وتحديد الأشخاص الذين دفعوا المجني عليه للانتحار بسبب تقاعسهم في تسليم الخبز المدعم له. انتقلت الأهرام إلي المطعم الذي يمتلكه عبده عبدالمنعم حماده في القنطرة غرب الذي حاول الانتحار أمس أمام مجلس الشعب حيث يقع مطعم النور الذي يمتلكه بطريق الاسماعيلية بورسعيد وهو مطعم متواضع يقدم الوجبات للمسافرين علي الطريق ويعتمد بصفة خاصة في عمله علي سائقي النقل الثقيل, الوجوم والذهول يبدو علي وجه جيران المطعم من أصحاب الورش وأفراد أسرته الذين أكدوا أنهم لم يعلموا بنيته التوجه إلي مجلس الشعب والاقدام علي هذا التصرف الغريب وأنهم سمعوا الخبر فقط من وسائل الإعلام. وأكد أقارب عبده أنه من مواليد1960 بمحافظة الدقهلية وحصل علي ترخيص مطعم ويقيم في منزل خلف المطعم وأن لديه4 أولاد هم متولي(19 سنة) ومني(15 سنة) والسيد(10 سنوات) وأمنية(9 سنوات). أما زوجته صديقة عثمان فتقول إنها تزوجته منذ20 عاما ولها منه4 أولاد ولدان وبنتان ونعيش في منزل بالايجار, كما أنني أعاني من مرض البهاق الذي يستلزم تكاليف علاج طائلة, وأضافت أنه كان يعاني من ظروف نفسية ولا تدري ماذا حدث له إلا من وسائل الإعلام ولا نعلم عنه أي شيء منذ خروجه من المنزل. نظيف يتابع حالة عبده كتب شريف جاب الله: تلقي الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء, عددا من التقارير من وزارة الصحة, ومحافظ الإسماعيلية, حول حالة المواطن عبده عبدالمنعم الذي أشعل النار في نفسه أمام مجلس الشعب أمس. أكدت تقارير المتابعة الواردة من المحافظة أن المواطن كان يطلب طلبا غير قانوني وهو الحصول علي حصة من الخبز المدعم للمطعم الخاص به الذي يبيع فيه الفول والطعمية, وهو مطلب يخالف توجهات وزارة التضامن بقصر الخبز المدعم علي الأفراد فقط. وصرح الدكتور مجدي راضي, المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء, بأن المواطن يحصل علي حصتين من الخبز يوميا بمعدل40 رغيفا لأسرته وأسرة ابنه بمعدل20 رغيفا لكل أسرة يوميا. ويتابع الدكتور نظيف حالة المواطن حيث أكدت وزارة الصحة أن حالته مستقرة والحروق به سطحية. وقد تلقي الدكتور نظيف تقريرا من مستشفي المنيرة الذي وصل إليه المواطن بعد10 دقائق. كما تلقي متابعة عن تفاصيل إقامته بالقنطرة شرق بالإسماعيلية, والتي أكدت توجه المواطن إليها للحصول علي طلبه. سرور يكلف رئيس لجنة الشكاوي بالانتقال إلي المواطن وبحث مشكلته كلف الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب رئيس لجنة الاقتراحات والشكاوي بالمجلس بالذهاب إلي المواطن الذي حاول الانتحار حرقا والاستماع إلي شكواه مؤكدا أن ما قام به هذا المواطن من محاولة للأنتحار أمام أبواب المجلس إنما يعد تعبيرا عن تقديم تلك الشكوي للبرلمان. الصحة: الإصابة تؤكد عدم الجدية في الانتحار كتب حسام زايد: أكد الدكتور عبدالرحمن شاهين, المتحدث الرسمي لوزارة الصحة, أنه بعد مناظرة المصاب عبده كمال بشكل نهائي اتضح أن لديه حروقا متفرقة بالجسم لا تتعدي5% وعلميا لا يمكن أن تحدث بسبب سكب مادة حارقة علي الجسم وإلا كانت تسببت في حروق شديدة لكامل الجسم, ولكن المناظرة الشخصية بعد الكشف عليه أكدت أنه مصاب بحرق سطحي في الوجه وبعض الحروق السطحية في اليد اليسري وأخري في الساق وما بينهم في كامل جسمه سليم تماما لا يوجد به حروق, مما يؤكد أنها لم تكن محاولة جادة للانتحار, وحالته مستقرة لا تحتاج إلي البقاء بالمستشفي أكثر من24 ساعة, وهو ما أكده أيضا الدكتور خالد مكين مستشار وزير العدل حيث أشار خلال المؤتمر الصحفي الذي عرض خلاله فيلم فيديو للمريض بمستشفي المنيرة أثناء مناظرته واظهر أن الوجه بالكامل سليم باستثناء جزء سطحي في الجانب الأيمن به حروق, مشيرا إلي استحالة أن يكون المريض كان قد قرر الانتحار. الشريف: مواقف حاسمة ضد الجهات المتعنتة مع المواطنين كتب مصطفي شعبان و أحمد عامر أكد الدكتور حاتم الجبلي أن المواطن الذي أشعل النار في نفسه أمام وزارة الصحة صباح اليوم يعاني حروقا سطحية وتم إسعافه, وسوف يخرج من المستشفي خلال48 ساعة. وقال صفوت الشريف إن المواطن كانت لديه مشكلة مع أحد الجهات حول حصة من الدقيق ويجب علينا أن نضع المشكلة في حجمها. وأكد الدكتور مفيد شهاب أن هناك تحقيقات في المشكلة ويجب ألا نقفز علي التحقيقات بالاستنتاجات والتحليلات وعلينا أن نتفهم معرفة ملابسات المشكلة وإذا ما كان المواطن صاحب حق فسوف يأخذ حقه. وعقب الشريف أنه يجب علي الحكومة اتخاذ مواقف حاسمة تجاه الجهة التي تعنتت مع المواطن ولابد أن يأخذ المواطن حقه. جاء ذلك ردا علي طلب إيضاح تقدم به الدكتور محمد رجب زعيم الأغلبية حول واقعة اشعال شاب مصري النار في نفسه أمام باب3 لمجلس الشعب ووزارة الصحة احتجاجا علي تعنت إحدي الجهات معه.
