سادت حالة من الهدوء التام فى كافة الشوارع المحيطة بوزارة الداخلية والمؤدية إلى ميدان التحرير, والتى كانت قد شهدت مصادمات عنيفة منذ ليل الخميس الماضى فى شوارع يوسف الجندى ومحمد محمود والفلكى ونوبار والقصر العينى . وقد استمرت الاشتباكات على كوبرى قصر النيل من مدخل ميدان التحرير من أمام جامعة الدول العربية حيث القت قوات الامن العديد من قنابل الغاز المسيل للدموع وبادلت المتظاهرين القاء الحجارة , كانت نتيجتها وقوع العديد من الاصابات اغلبها بالاختناقات من شدة آثار الغاز المسيل للدموع الذى يتم القاؤه بكثافة شديدة . وقامت فرق المتطوعين من المتظاهرين فى المستشفيات الميدانية فى ميدان التحرير بعلاج أغلب المصابين التى لم تستدع حالتهم التوجه إلى المستشفيات . ونقلت سيارات الاسعاف التى بلغ عددها 16 سيارة مكان تواجدها من أمام مسجد عمر مكرم إلى قلب ميدان التحرير , بسبب انتشار الغاز المسيل للدموع بكثافة ارجاء الميدان وبصورة كبيرة بمحيط مسجد عمر مكرم وميدان سيمون بوليفار حيث كان التمركز السابق لسيارات الاسعاف . واخترق الميدان صوت اطلاق رصاص حى لم يتم معرفة مصدره وإن أثار الذعر وسط المتظاهرين حيث قامت المنصة المتواجدة فى الميدان بتحذير المتظاهرين , وطلب متطوعين لحماية البوابات المنتشرة حول كافة مداخل الميدان منعا لدخول مندسين إلى الميدان , وبخاصة بعد تردد شائعات حول وجود نوايا لاخلاء ميدان التحرير بالقوة . وانتشرت فى الميدان الحلقات النقاشية للمتظاهرين حول أستمرار الاعتصام والتظاهر وسبل فض الاعتصام , وكيفية تحقيق مطالب الثورة والثوار , كما تناولوا البيان الخاص بجبهة الانقاذ الوطنى بالتحليل وبخاصة المطالب التى وردت فى البيان . وتداول المعتصمون فى الميدان النقاش حول اجتماع مجلس الدفاع الوطنى برئاسة رئيس الجمهورية وما خرج عنه من بيان أعتبروه مخيبا للآمال ولم يكن به أى جديد . وشددوا على أستمرار الاعتصام لحين تحقيق مطالبهم والتى تتمثل فى إلغاء الدستور الحالى , وإقالة حكومة هشام قنديل, وتشكيل حكومة إنقاذ وطنى تحقق مطالب الثورة والثوار , مع التأكيد على السير فى اتجاه تحقيق العدالة الاجتماعية التى هى أحد أهم مطالب ثورة 25 يناير .