استقبل الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف. علي أكبر صالحي. وزير الخارجية الإيراني والوفد المرافق له. وجري خلال اللقاء استعراض تطورات الأوضاع في المنطقة بشكل خاص. وفي العالم الإسلامي بشكل عام. رحب شيخ الأزهر بوزير الخارجية. وأشاد بموضوعيته وصراحته. وشكره علي حديثه الودود وانفتاح قلبه علي الأزهر. مما فتح الباب أمام الإمام الأكبر لأن يفضي له ببعض الهموم في هذا الشأن. أكد الإمام الأكبر أننا علي الصعيد السياسي ندعم التضامن بين الدولتين في مواجهة الغطرسة الصهيونية. ودعم الشعب الفلسطيني في قضيته الإنسانية العادلة. وقال إن الأزهر الشريف عبر تاريخه منذ أكثر من ألف سنة كان ولا يزال هو المعبر عن ضمير الأمة العربية والإسلامية. يألم لآلامها ويفرح لفرحها وانتصارها. وفي ظل هذه المتغيرات التي عرفتها المنطقة كان للأزهر دور بارز في ترشيد الثورات العربية. فأصدر وثائقه الشهيرة عن مستقبل مصر. ودعم إرادة الشعوب العربية في حراكها السلمي من أجل الكرامة والحرية. ولم يفته وضع وثيقة منظومة الحريات الأساسية التي ينبغي أن تسود في المجتمع العربي والاسلامي حتي يتمكن من الخروج من حالة التخلف والجمود بكل أشكاله وأنواعه. قال الإمام الأكبر.. موجها حديثه للوزير الإيراني : اسمح لي أن أكون صريحا معك في طرح ما يشغلني بصفتي شيخا للأزهر. ومسئولا أمام الله والعباد عن المستضعفين من المسلمين في كل مكان من أرجاء المعمورة. لقد وصلتني ومازالت تقارير وأخبار متواترة بل استغاثات من قطاع كبير من إخواننا من أهل السنة والجماعة في الجمهورية الاسلامية الإيرانية. كلها تؤكد فقدانهم لبعض الحقوق الأساسية كمواطنين ايرانيين لهم الحق في ممارسة ثقافتهم وتقاليدهم الخاصة وفقههم الخاص. طبقا للحقوق المقررة للأقليات في الشريعة الاسلامية وفي سائر القوانين الدولية. أضاف الإمام الأكبر أن تقاليد حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول يجب أن تسود علاقاتنا جميعا خاصة في منطقة الخليج الحساسة التي يتخذها البعض تكأة للتدخل في شئون الدول الاسلامية.. وطلب من الوزير أن ينقل للقادة الإيرانيين رفض الأزهر التام للتدخل في شئون مملكة البحرين الشقيقة. وعن مشكلة اختراق المجتمعات السنية من جانب بعض الناشطين الشيعة. قال الإمام الأكبر إن هذا يهدد وحدة النسيج الوطني والثقافي والاجتماعي في المجتمعات السنية. والأزهر يرفض هذا رفضا قاطعا. ونحن لا نؤيد تصدير المذهبيات من مجتمع إلي آخر. وأحري بنا التفاهم من أجل النهوض الحضاري للأمة الإسلامية. بدلا من تبديد الجهود في هذه الأنشطة العبثية التي تضر الأمة ولا تنفعها. طلب شيخ الأزهر بإصدار فتاوي من المرجعيات الكبري في قم وشيراز وغيرها بتحريم صريح حاسم لسب أم المؤمنين السيدة عائشة والخلفاء الثلاثة والصحابة والإمام البخاري رضي الله عنهم. لما لهذا التجاوز من آثار بالغة السوء علي وحدة المسلمين ومسيرة التفاهم بين السنة والشيعة.. مشيرا الي أن هذه المطالب تكررت أثناء زيارة رموز وعلماء الشيعة لمشيخة الأزهر علي مدي العامين السابقين دون أن تتلقي المشيخة ما يفيد الاستجابة لهذه المطالبات حتي الآن.