طالب شيخ الأزهر د. أحمد الطيب إيران بإعطاء الحقوق الكاملة لأهل السنة الإيرانيين، وإصدار فتاوى من المراجع الشيعية تجرم سب الصحابة، وعدم التدخل في شئون دولة البحرين . قال الطيب، خلال لقاءه علي أكبر صالحي، وزير الخارجية الإيراني: "لقد وصلتني وتصلني دائمًا تقارير وأخبار متواترة بل أقول استغاثات من قطاع كبير من إخواننا من أهل السنة والجماعة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كلها تؤكد فقدانهم لبعض الحقوق الأساسية لهم كمواطنين إيرانيين لهم الحق في ممارسة ثقافتهم وتقاليدهم الخاصة وفقهم الخاص، طبقا للحقوق المقررة للأقليات في الشريعة الإسلامية وفي سائر القوانين الدولية". كما لفت إلى قضية التدخل الإيراني في المنطقة العربية وأوضح قائلا :"إننى على ثقة أن تقاليد حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول هو القاعدة التي يجب أن تسود علاقاتنا جميعا وبخاصة في منطقة الخليج الحساسة التي يتخذها البعض تكأة للتدخل في الشئون الدول الإسلامية، وإثارة الفتن فيما بينها، ونحن في غنى عن هذه المشكلات كلها، لنفرغ لمشكلاتنا الحقيقية". وطلب شيخ الأزهر من وزير خارجية إيران أن ينقل إلى القادة الإيرانيين رفض الأزهر التام للتدخل في شؤون مملكة البحرين الشقيقة. وأعرب الطيب عن دعمه على الصعيد السياسي التضامن بين مصر وإيران في مواجهة الغطرسة الصهيونية، ودعم الشعب الفلسطيني في قضيته الإنسانية العادلة. وأضاف قائلاً: إن الأزهر الشريف - عبر تاريخه منذ أكثر من ألف سنة - كان ولا يزال هو المعبِّر عن ضمير الأمة العربية والإسلامية، يألم لآلامها ويفرح لفرحها وانتصارها، وفي ظل هذه المتغيرات التي عرفتها المنطقة كان للأزهر دور بارز في ترشيد الثورات العربية، فأصدر وثائقَه الشهيرة عن مستقبل مصر، ودعم إرادة الشعوب العربية في حراكها السلمي من أجل الكرامة والحرية، كما لم يَفُتْه وضع وثيقة منظومة الحريات الأساسية التي ينبغي أن تسود في المجتمع العربي والإسلامي حتى يتمكن من الخروج من حالة التخلف والجمود بكل أشكاله وأنواعه. وعن مشكلة اختراق المجتمعات السنية من جانب بعض الناشطين الشيعة، قال د. الطيب : إن هذا يُهدِّد وحدة النسيج الوطني والثقافي والاجتماعي في المجتمعات السُّنِّيَّة، والأزهر يرفض هذا رفضًا قاطعًا، ونحن لا نرى تصدير المذهبيات من مجتمع إلى مجتمع آخر، وأحرى بنا التفاهم من أجل النهوض الحضاري للأمة الإسلامية، بدلا من تبديد الجهود في هذه الأنشطة العَبَثِيَّة التي تضر الأمة ولا تنفعها. وقد طلب شيخ الأزهر ضرورة أن تصدر فتاوى من المرجعيات الكبرى في قُم وشيراز وغيرها بتحريم صريح حاسم لسب أم المؤمنين السيدة عائشة والخلفاء الثلاثة والصحابة والإمام البخاري رضي الله عنهم؛ لما لهذا التجاوز من آثار بالغة السوء على وحدة المسلمين ومسيرة التفاهم بين السنة والشيعة – وقد تكررت هذه المطالب من رموز وعلماء الشيعة في زيارتهم للمشيخة على مدى العامين السابقين دون أن تتلقى المشيخة ما يفيد الاستجابة لهذه المطالبات.