ما هذا الذي يجري علي الساحة فجأة ومع بداية عام ..2011 انقلبت كل المقاييس عمت الفوضي والاضطرابات انحاء كثيرة من الوطن العربي.. هذا الكلام ليس من عندي ولكنه سجل تم تسجيله في كل الصحف.. وايضا علي شاشات المحطات التليفزيونية المصرية والعربية. الحقيقة ان الانسان لابد وان يصاب بحالة من الاكتئاب عندما يطالع الصحف.. وأعطي مثلا علي ذلك من صحف أمس الجمعة حيث الأخبار الرئيسية مظاهرات الغضب تجتاح المنيا.. البابا يكلف وفدا كنسيا لزيارة الضحايا.. غدا تحديد المتهم في تفجيرات الاسكندرية!! تجدد أحداث الشغب بطريق الأوتوستراد.. وزير التنمية الإدارية يعترف بأن الفساد وصل لمرحلة متقدمة.. وزير الأوقاف يقول لدينا متطرفون لكنهم لا يمثلون 1.5 مليار مسلم. وأخبار أخري تقول.. العلاج علي نفقة الدولة أكذوبة مستمرة والمرضي يصرخون من تأخير قرارات العلاج ورفض المستشفيات صرف أدوية الأمراض المزمنة.. حادث الشرقية يكشف مأساة جديدة الأطفال الضحايا ماتوا مقابل سبعة جنيهات. 8500 قتيل في 2010 و110 آلاف قتيل في 18 عاما وغيرها من الأخبار التي تغم النفس. أما علي النطاق العربي فقد كانت أخبار الأمس مشروع دولي لإقامة كونفيدرالية بين شمال وجنوب السودان محاولات لاحتواء التوتر في ابيي.. لبنان يدخل النفق المظلم اسرائيل تراقب وأمريكا تدعم الحريري وموسي يحذر من مخاطر الأزمة. ثورة الغلاء تمتد الي الغرب والسودان حظر التجول في تونس. اشتباكات في المغرب مظاهرات في الأردن وغيرها وكلها أخبار لا تشجع علي التفاؤل ولا تعطي أي أمل.. ولكنها كلها تشاؤم في تشاؤم. هذا جزء مما نشرته الصحف أمس.. والواقع ان الاسبوع الماضي اتسم بالصدمات والحوادث.. كل يوم تصاب بعض الأسر بكارثة من الكوارث لفقد أحد أفرادها نتيجة حادث من حوادث الطرق.. وأصبحت مصر تحتل رقم واحد في العالم في حوادث الطرق.. ففي آخر احصائية أصدرتها الجمعية العربية للطرق عن الحوادث التي حدثت في عام 2010 بلغ 125 ألف حادثة راح ضحيتها 8500 قتيل أي ان هناك قتيلا واحدا كل ساعة بينما بلغ عدد المصابين 35 ألف مصاب. ولا يمكن القول بأن السبب في هذه الحوادث جميعها هو الحكومة.. ولكنها في المقام الأول الاستهتار والسلوك السييء بين قادة السيارات وهم عادة لا يحترمون القانون ويتميزون بالتهور والفهلوة في القيادة.. وبطل هذه الحوادث في جميع الأحوال السيارات النقل.. التي بات أصحابها يهددون بالاضراب ما لم تلب وزارة المالية طلباتهم وليتها لا تجاب.. فبعضهم سبب الكوارث التي تمتليء بها أعمدة الصحف نتيجة عدم اتباع القانون وعدم الالتزام بالتعليمات وفوق هذا وذاك يقودون سياراتهم إما وهم مساطيل أو نائمون.. طبعا هذا الكلام لا ينطبق علي الجميع ولكن بالتأكيد علي بعضهم. ومن صدمات الاسبوع الماضي ما حدث في الشرقية من حوادث راح ضحيتها 36 مواطنا معظمهم في عمر الزهور.. لم يتمتعوا بطفولتهم واضطروا تحت إلحاح الحاجة الي العمل وأيضا ما حدث في سمالوط عندما أطلق أحد الأشخاص النيران علي بعض الركاب فأصاب منهم من أصاب وقتل رب اسرة مسن.. وغير ذلك من الحوادث. ولكن ما أود الإشارة اليه هو هذه الفوضي التي تغمر مسرح أي حادث يحدث سواء من ناس لهم علاقة بالحادث أو لا علاقة لهم.. الكل يندفع ويتحمس عن قصد أو بغير قصد ليثير مشاعر الآخرين.. فعندما حدثت جريمة سمالوط اندفع الناس الي المستشفي ليشتبكوا مع رجال الأمن.. وفي القاهرة خرج بعض سكان منطقة منشية ناصر في مظاهرة صاخبة غاضبة ليسدوا الطريق ويعطلوا المرور ويقذفون المارة بالحجارة ويحطمون السيارات لمصلحة من تتم هذه الأفعال. في أمريكا مثلا عندما قام أحد الأفراد في احدي الولاياتالأمريكية باطلاق النيران علي عضوة في البرلمان وبعض الشخصيات الأخري هل قام شعب الولاية بقطع الطريق والاعتداء علي المارة.. طبعا هذا لم يحدث ولا يحدث في بلد متمدين لأن الناس هناك تعرف ان القانون سيأخذ مجراه. وبصراحة شديدة أقول هل من المعقول انه كلما وقعت حادثة أن يخرج الناس في مظاهرات احتجاجية غاضبة أي ليست سلمية لتقطع الطرق وتعتدي علي المارة وتصيب الأبرياء.. ما الذي يريده هؤلاء المتظاهرون هل نصبوا أنفسهم منفذين للقانون وأي قانون هذا الذي يسمح لهم بهذه الفوضي.. الردع في مثل هذه الأحوال مطلوب مهما كان الأمر!