ہ حالة من الخوف والذعر تسيطر علي الإعلاميين من المجهول القادم فالكل يتشكك في نوايا المجلس الوطني للإعلام الذي لم يشكل بعد ويخشون أن يأتي علي هوي التيار الحاكم الذي لم يخف ترصده ورغبته في احكام قبضته بشكل أو بآخر. ہ القنوات الفضائية الخاصة التي انطلقت قبل الثورة وبعدها وغيرت موازين القوي ولعبت دوراً مؤثراً في الحياة السياسية والاجتماعية باتت تشعر بالقلق وتنتظر الوقت الذي تدفع فيه ثمن مواقفها التي كانت فيها ضد الإخوان وتدرك أن هناك نية مبيتة للاطاحة بها والتضييق عليها. ہ من المفروض ونحن ننتقل إلي وضع جديد أن ننتهي تماماً من حالة الفوضي الإعلامية والتراشق المستمر بين فريقين يأتي غالباً ضد الوطن والشعب.. يجب أن يجلس خبراء الإعلام والقانونيون وغيرهم من المفكرين في الشأن العام لوضع خارطة طريق للإعلام توضح بلا مواربة دوره الوطني وتعطيه كامل الحرية وترفع عنه أي احتمالات لتقييده أو تهديده وفي نفس الوقت تضع قواعد مهنية وأخلاقية يلتزم بها الجميع في ميثاق شرف أو قوانين مهنية. ہ التجارب في هذا المجال موجودة في أكثر من دولة ديمقراطية استقرت فيها هذه الأمور ولا أعتقد أن مايحدث الآن علي الساحة الإعلامية له علاقة بأي تجارب مستقرة في أي بلد لأن ما يحدث في الإعلام المصري الآن نموذج سيئ للعشوائية ولم يتكرر بهذا الوصف في أي مكان. ہ ادعو الإخوان المسلمين ومن يمثلهم أن يرفعوا ايديهم عن أي مشروع إعلامي جديد وأن يضعوا أمانة تشكيل مجلس وطني للإعلام بين يدي شيوخ الإعلام الوطنيين وخبراء الإعلام والقانون ليقدموا نموذجاً مفصلاً يليق بمصر ويليق بقوتها الناعمة ونموذجاً يليق بثورتها ومستقبل شبابها وريادتها السابقة واللاحقة.. يليق بحرية مسئولة تبني وطناً وتؤسس لحرية وعدالة ديمقراطية كان ثمنها غالياً. ہ أي محاولة من أي طرف تريد أن تضرب الإعلام في مقتل أو تلتف علي حرية التعبير فيه لن تفلح وستقابل برد فعل أشد وأقوي وإذا فكر البعض في وضع فخاخ وشراك بقصد اغلاق قنوات تليفزيونية أو تقييدها ونجح في ذلك فإنه لن يستطيع النجاح في تحويل دفة هذه القنوات عبر الشبكة العنكبوتية التي لا تخضع لسلطان وأصبحت وحشاً إعلامياً قوياً بألف ذراع منها ذراع واحدة هي قنوات التليفزيون والراديو.