مع بداية كل مجلس إدارة اتحاد الكرة بعد انتخابه أو تعيينه يبدأ في إعادة ترتيب البيت من الداخل وتكون أولي مهامه هي تشكيل لجانه المختلفة: المسابقات وشئون اللاعبين والحكام وربما تكون هي أهم اللجان والركائز الأساسية لعمل أي مجلس ويأتي بعدها مجموعة أخري من اللجان تقل أهمية عن تلك اللجان الثلاث. غير أن هناك معضلة كبري تواجه كل مجلس جديد يتولي مقاليد أكبر اتحاد رياضي وهي تشكيل المناطق التي تتحكم في جميع الأندية حيث تكون الخط الأول لأي مشاكل تظهر في كل ناد. ورغم ان الأمر في تشكيل المناطق غاية في البساطة لو ان مجلس الإدارة اتبع الاخلاص والشفافية ونحي الجانب الأسوأ وهو المجاملات. ويسأل سائل: لماذا المجاملات التي تولد الصراع المستمر بين أعضاء المجلس وتشكل الصراع الذي يستمر مع المجلس الجديد المنتخب طوال دورته الانتخابية؟! وبالقطع فإن كل عضو في مجلس الإدارة يعرف سبب هذا الصراع وهذا الصراع ألا وهو أصوات الأندية التي تشكل المنطقة والتي يخرج منها أصوات الناخبين واختيار أعضاء المجلس الرئيسي. لذا يظهر هذا الصراع بين أعضاء المجلس ومع بداية أول جلسة حيث هناك أتباع لكل عضو يحاول الدفع بهم واظهارهم في الصورة للمحافظة علي مكانته في عضوية مجلس إدارة الاتحاد وينتج عن ذلك ان يكون هناك ضحايا من رؤساء المناطق أصحاب الخبرة والانجازات التي تحققت والشعبية التي اكتسبها كل رئيس منطقة.. كل ذلك يضيع ويختفي مقابل المصالح الشخصية لكل عضو في مجلس الإدارة والذي يضحي بكل شيء أمام وضع مسمار جحا في كل منطقة من أتباعه وفي مقدمتهم رئيس المنطقة يعمل لصالحه ويدافع عنه ويجمع له أصوات الأندية. وعلي مدي سنوات كثيرة ودورات أكثر كانت مشكلة تشكيل مناطق اتحاد الكرة هي أبرز المشاكل التي تفوق مشاكل الفرق والمنتخبات التي من المفروض ان تكون علي رأس اهتمامات المجلس الرئيسي. وظن البعض ان هذه المشكلة سوف تختفي مع المجلس الحالي الجديد برئاسة الرجل الطيب جمال علام الذي أعلن قبل آخر احتماع لمجلس الإدارة أنه ضد تعيين المناطق وأنه يفضل ان يكون وجود هذه المناطق بالانتخاب الحر من أندية كل منطقة. ثم تراجع وطلب من أندية كل منطقة ترشيح رؤساء المناطق من بين المتقدمين وسيتم اختيار صاحب أعلي الأصوات وهذا أيضاً اقتراح لا يقل عن الانتخاب الحر أو أنه صورة مصغرة. واستجابت الأندية وأرسلت ترشيحاتها واختيارات أصحاب أعلي الأصوات في الترشيحات. ثم كانت الفاجعة والكارثة عندما ظهرت التعيينات بعيدة تماماً عن تصريحات الرجل الطيب وبعيدة عن ترشيحات الأندية بل جاء عكسها تماماً وتم اختيار وتعيين أصحاب أقل الترشيحات وأقل الأصوات ونحي أصحاب الخبرة والكفاءة والشفافية والنجاح ليتولي أصحاب الثقة والصداقات مقاليد الأمور ضرباً لكل أعراف وأصول ولينفجر الموقف في الأندية الذين يشكلون الجمعية العمومية التي انتخبت هذا المجلس غاضبة ومتوعدة ومهددة بسحب الثقة من مجلس إدارة لا يحترم الأندية ومن رئيس لا يحترم تصريحاته ووجهات نظره بسبب عضو يحاول السيطرة بطريقة فرد العضلات ولتذهب الأصول إلي الجحيم.