توافدت منذ صباح أمس أعداد كبيرة من الإخوة الأقباط إلي الكنائس في شتي ربوع الوطن احتفالا بأعياد الميلاد المجيد. وقد شاركهم اخوتهم المسلمون فرحتهم بعيدهم. وهنأوهم به تعبيراً عن مشاعر الود والتسامح التي يتبادلها المصريون مسلمين وأقباطا منذ نحو 1400 عام وحتي اليوم. وهذا أبلغ رد علي دعاوي الفتنة ومحاولات الدس والوقيعة وشق الصف الوطني التي يثيرها البعض من هنا وهناك بين الحين والآخر. قدمت الكنائس عروضا مسرحية للأطفال. وهدايا لإضفاء جو من البهجة في نفوسهم. وأطلق الشباب الأقباط الألعاب النارية ابتهاجاً بالعيد أمام الكنائس. عيد الميلاد جاء مختلفا هذا العام بشهادة الجميع وشهد كما كبيرا من التهاني والورود التي انهالت علي الكنائس والإخوة الأقباط مما خلق شعورا بالتآخي والمحبة سري في النفوس حتي امتد هذا الأثر لرجل الشارع العادي. "المساء" التقت بعض الإخوة الأقباط لتهنئتهم ورصد فرحتهم بالعيد. * يقول القس موسي زكريا "أسقف ماري مينا بشبرا": ميلاد المسيح كان علامة محبة وسلام للعالم كله. وأتمني أن يسود السلام والهدوء والطمأنينة ربوع مصر كلها والعالم أجمع. خصوصاً في الأماكن التي تشهد توترات. أضاف: لقد شاركنا إخواننا المسلمون فرحة العيد وهنأونا به وأرسلوا لنا بوكيهات ورد علي الكنائس حتي ان شبابًا من المسلمين يطوفون علي الكنائس لتهنئة اخوتهم الأقباط وأهدوا كل طفل وردة وهذا أسعدنا كثيرا وأسعد أطفالنا وشبابنا. فنحن شعب واحد ولن نسمع لدعوات قلة متعصبة لا تمثل الشعب المصري الذي نعرفه وتتعامل معه يوميا ونحيا حياة مشتركة منذ آلاف السنين. * تؤكد مدام أجولي ماهر انها جاءت للكنيسة للاحتفال بأعياد الميلاد ككل عام. وتمنت أن يعم الاستقرار مصر لتنهض من جديد. أضافت: اللافت للنظر هذا العيد وهو ما لاحظه إخواننا الأقباط ذلك الكم الكبير من التهاني الذي تلقيناه من إخواننا المسلمين والاهتمام الكبير بعيد الميلاد من جميع وسائل الإعلام حتي أن رجل الشارع العادي يهنئنا بالعيد رغم انه لا يعرفنا. العيد محبة أما مكرم لبيب "معاش" فيقول إن العيد محبة ونحن سعداء بعيد الميلاد وما زاد سعادتنا مشاركة إخواننا المسلمين في عيدنا بهذا الشكل غير المستغرب لما عرف عن الشعب المصري العظيم من أخلاق وحضارة. أوضح برهام سمير ومارك أسرف بالصف الثاني الثانوي انهما احتفلا بالعيد بالحضور للكنيسة منذ الصباح وحضور القداس وتبادل الهدايا التذكارية ثم العودة للاحتفال مع الأسرة. أضافا: لقد قام زملاؤنا المسلمون بالمدرسة بتهنئتنا بالعيد حتي ان التليفون لم يكف عن الرنين. يقول بيشوي رءوف "موظف": أشكر الله علي نعمة السلام في مصر فنحن أفضل حالا من دول قامت بثورات مثلنا لكن طباع الشعب المصري المحب هي أجمل ما في العيد هذا العام. وقد أثبت للعالم فعلا انه شعب واحد ومصيرنا مشترك. يوضح صابر ناجح "محاسب" ان عيد الميلاد جاء هذا العام مختلفا فرغم برودة الجو فإن دفء المشاعر غمر المصريين وأحاطهم بالمحبة واحتفل اليوم أنا وأسرتي بالعيد في طمأنينة وسلام. تضيف زوجته مريم "مهندسة" بأن الاحتفال بالعيد يشمل الخروج والفسحة مع الأطفال الذي يصرون رغم برودة الجو علي القيام بجولة علي الملاهي وانها قامت بإعداد كعك وبسكويت مثل اخوتها المسلمين. ملك السلام يقول القس مرقص ماهر "بكنيسة العذراء بجزيرة بدران": المسيح كان ملك السلام. والشعب المصري العظيم صاحب حضارة عريقة. وكما قال عنه السيد المسيح: "مبارك شعب مصر" ونحن إن شاء الله مباركون وسوف نتجاوز مشاكلنا بتوحدنا منذ 1400 عام. وتعايشنا الجميل. فمصر أمة واحدة حفظها الله من كل سوء. وهو وحده قادر علي العبور بها إلي بر الأمان. أكد القس مرقص ان أفضل ما يسعد الأقباط هذا العام في عيد الميلاد المجيد هو الكم الكبير من التهاني من جانب المسلمين الأصدقاء وزملاء العمل والجيران. ورجل الشارع البسيط الذي لا يعرفنا في كل مكان نذهب إليه. وهذا رد قاس يعطيه هذا الشعب لمروجي دعاوي الفرقة التي لن تجد اذانا صاغية. أضاف: ان المسلم الأصيل متسامح وهذا هو الوجه الحقيقي للإسلام وكلنا أولاد مصر مؤمنون بضرورة تكاتفنا كما تكاتف من قبل آباؤنا وأجدادنا. تبادل التهاني أما الحاجة ماجدة أحمد حسانين "ربة منزل" فتؤكد ان معظم جيرانها بحي شبرا من الأقباط وقد هنأت الجميع بعيد الميلاد حيث نشأت وعلمها والدها وأمها ان تتشارك مع الأقباط في جميع المناسبات. يقول الحاج أنور قاسم "صاحب محل": نحن وإخوننا المسيحيين نتبادل التهاني دائما بالأعياد. وقمت بتهنئتهم بالعيد منهم جيران وعشرة عمر يزيد علي 40 عاما. يوضح صفوت توفيق "معاش" انه ذهب للكنيسة لتهنئة أصدقائه الأقباط بعيدهم وقال: كل عام وجميع أقباط مصر بخير ويجمعنا السلام والمحبة.