عندما تقارن بين الشارع المصري قديماً والآن نشعر بألم يعتصر صدورنا جميعاً أو علي الأقل الفئة المحترمة من هذا الشعب. نعم الشارع المصري قديماً كان هناك نظام واحترام كأي دولة راقية عسكري المرور له هيبته ويعامل باحترام. لأنه يؤدي عمله والكل يقدر دوره وهناك احترام في التعامل في المحلات والمطاعم والشارع كنا نحترم العجوز والعاجز وعندما يسأل أحد عن شارع تنتظر السيارة خلفه لحين الاستدلال. لا مخالفات أو عكوسات أو تحرش طبعاً إلا في حدود عادية الكل له "ينيفورم" وتجد الصغير يحترم الكبير والفتاة تسير علي استحياء. لقد لفت نظري فيلم "العتبة الخضراء" منذ أيام وشاهده الناس في الشارع كلها ببدلة نعم فعلاً الكل ببدلة حتي لو بدلة شعبية رخيصة لكن احترام. مدرجات كرة القدم الرجال ببدل والسيدات بملابس خروج لائقة.. الكل يحترمها في الشارع ولا يتجرأ أحد علي النظر إليها. لكن اليوم ضاعت القيم والمبادئ. صوت عال. تعد علي الحرمات والطريق. مخالفات بالجملة المعاكسات عيني عينك والأغرب أنك تسمع ما لذ وطاب من الشتائم. إذا حاولت التصدي لمثل هؤلاء ناهيك عن العنف والبلطجة في الطريق وكل شيء بالذراع والشتائم والغلط أصبح صح والصح أصبح غلط واختلط الحابل بالنابل عند المستهترين. لا أمن ولا مرور ولا أي شيء طبعاً لأن المرور والطريق ليس من أولويات الحكومة وسط هذا الصخب الهائل من المشاكل رغم أن أدب الشارع أوصت به الأديان والرسل جميعاً وكأحد أركان الإسلام الذي أصبح مظلة الدولة الآن. تسود شريعة الغاب في الشارع مأجورون وبلطجية يحتكرون مصالح المواطنين ويحتلون أرصفة الشوارع ويحاصرون منشآت ذات قدسية.. فلم يعد هناك احترام لمؤسسات أو كيانات أو أفراد الكل مهان في الشارع المصري ولا نملك إلا ضرب الكف بالكف ومصمصة الشفاة والتوجه إلي الله لإزالة الغمة غمة الغابة التي نعيش فيها بكل ما فيها من سلاح أبيض وأسود في أيدي الصيبة.. وأصبح من الفخر انني أملك سلاحاً أهدد به كل من يعترضني حتي لو دافع عن نفسه أما الشرفاء فهم ممنوعون من الحصول علي ترخيص سلاح لحماية أنفسهم رغم أن كل الشروط تنطبق عليهم غياب كامل للأمن والأمان حتي رجل الأمن أصبح لا يأمن علي نفسه في هذه الأيام رغم أنه يمتلك مقومات الدفاع عن النفس. في الحقيقة إن قوة الأمن تحتاج إلي الضوء الأخضر من الدولة للتعامل مع البلطجة بكل حزم واستخدام للقوة حتي نعيد للشارع هيبته من جديد. فهل نجد استجابة سريعة من الدولة لأن الفوضي بلا حدود؟! استشاري الكبد والجهاز الهضمي