عاد الهدوء إلي مدينة بورفؤاد بمحافظة بورسعيد منتصف الليلة الماضية بعدما تمكن رجال الامن من تهريب الطلبة الموجودين بمدينة العبد الجامعية من الابواب الخلفية خشية وقوع مجزرة بعد الاشتباكات الساخنة بين التراس المصري والمناصرين لهم من جهة وبين طلبة المدينة الجامعية من جهة أخري والذين يشجعون النادي الاهلي. وصل عدد المصابين في الاحداث إلي 64 شخصا. دخل منهم وخرج اثنان. كان التراس جرين ايجيلز المصري قد شن هجوما علي عدد من الطلبة المغتربين في مدينة العبد الجامعية ببورفؤاد بسبب استفزاز الطلبة لهم بكتابة عبارة "بلد البالة ماجابتش رجالة" في شوارع بورفؤاد ونشرها علي "الفيس بوك" بتمزيق لافتات الالتراس بشوارع بورسعيد التي تطالب بنقل المحاكمات بورسعيد ورسموا بالجرافيتي علي الحوائط رسومات مؤيدة للأهلي ومنددة بألتراس "جرين إيجلز" مما اثار حفيظة جماهير ألتراس مصراوي والذين أرادوا الانتقام لطلاب بورسعيد بعد الهجوم الذي وقع عليهم من التراس النادي الاهلي في مدينة رأس البر بدمياط علي يد طلابهم في معهد الهندسة للتنديد باحداث بورسعيد واتهامهم بأنهم السبب في قتل شهداء الاهلي وهاجم التراس جرين ايجيلز مدينة العبد للطلبة بالمدينة الجامعية ببورفؤاد ردا علي ما قاموا به. وسبق الاحداث توجه عدد من الالتراس المدينة الجامعية لمعاتبتهم علي ما فعلوه في حق بورسعيد وتطور النقاش بينهما وحدثت اشتباكات بين الطرفين وقذف بالحجارة وإلقاء الشماريخ. وحاول بعض العقلاء من لاعبي النادي المصري التدخل لحل الازمة المشتعلة بين الطرفين وسارعوا إلي مسرح الاحداث وحاولوا الاتصال برئيس جامعة بورسعيد ولكنهم فشلوا في ذلك.. التقت "المساء" ببعض الطلبة والشهود العيان قال أحمد السيد أحمد 18 سنة طالب بالمعهد الفني الصناعي من محافظة مجاورة محتجز بالمستشفي كنت في طريقي لمدينة الطلبة المجاورة لمدينة العبد التي حدثت بها الاشتباكات وفوجئت بمجموعة من الشباب هجموا علي وأوسعوني ضربا ظنا منهم أنني أحد الذين ألقوا عليهم الحجارة وصرخت أنا مش من هنا قام أحدهم بطعني بسلاح أبيض في فخذي الايمن أمام ضباط الامن المركزي الذين وقفوا يتفرجون عليهم وهم يضربونني. أضاف حاولت الاستنجاد بإحدي سيارات الاسعاف ولكن السائق عندما شاهدني هرب بسيارته وتركني حتي أنقذني رجل شهم وخلصني من ايدهم بالعافية حتي ان سيارته تعرضت للتحطيم وذهب بي إلي مستشفي بورفؤاد وهناك أدخلوني غرفة العمليات لاني كنت انزف بشدة بسبب الطعنات الاربع والحمد لله لقد رأيت الموت بعيني وقام د. حلمي العفني بالاستجابة لطلبي بالحصول علي خطاب من المستشفي يفيد أنني محجوز لديهم ليقدمه زملائي إلي إدارة المعهد لان عندي امتحان انجليزي اليوم. قال الطالب محمد انور مصطفي من "دمياط": كنت اسير مع صديقي عبدالرحمن من بورفؤاد وفوجئت بإلقاء الطلبة من مدينة العبد بالحجارة والرخام علينا فأصبت في رأسي بجرح كانت معركة كبري. قال أحد شهود العيان ويدعي مجدي أبوزيد طالب بالمدرسة العسكرية ويقطن ببيوت الاهالي المجاورة لمدينة الطلبة استيقظت علي اصوات ضرب من الساعة العاشرة صباح امس حيث ألقي طلبة الطوب والحجارة والرخام وحتي مواسير الصرف خلعوها قذفوها علي المتجمعين من الالتراس وشتائم فظيعة. وطبعاً كل ذلك حدث بسبب لافتات علقوها كتبوا عليها "بلد البالة ماجبتش رجالة" وهذا ما أثار المتجمعين أمام البوابة وكانوا بالمئات ولقد ساعد علي تجمعهم ما نشر علي الفيس بوك من تطاول بعض الطلبة المغتربين بالمدينة الجامعية مشيراً إلي أن ثلاث سيارات أمن مركزي وصلت ولكنها لم تتدخل إلا بعد العصر تقريباً حيث أطلقوا قنابل مسيلة للدموع علي المتواجدين حتي أن رئيس مباحث بورفؤاد أصيب في قدمه. في سياق متصل ألغي د. عماد عبدالجليل رئيس جامعة بورسعيد الامتحانات إلي أجل غير مسمي ولكنه لم يتحرك من مكتبه لحل الازمة ورفض التدخل حتي ذهب إليه بعض الشباب بكلية الهندسة وقصوا عليه ما حدث فألغي الامتحانات. ولم يستطع أحد من الجامعة احتواء الازمة أو التدخل لتهدئة الطلبة ومنعهم من إلقاء الحجارة.