أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق - إلهي لا ترجع أيامه - وشلة فساده من الوزراء والمحافظين والإدارة المحلية وقياداتها الشعبية والتنفيذية. كانوا آخر ما كنت أعرف من مسئولين. ومن بعدهم لم تعد ذاكرتي تستوعب أحدا. لا يقولن أحدكم إني قديم وقد توقف الزمان بي عند هذا العهد المظلم أو إني مصاب بالزهايمر مثل معظم المصريين. الذين كلما ضحكت عليهم الحكومة بأن خطتها القادمة تستهدف تحسين مستوي معيشة المواطنين نسوا قراراتها الصادمة بليل برفع الأسعار. لكن قولوا إني معذور لكثرة من ركبوا علي الكراسي منذ الثورة حتي الآن. فأنت قد تنام ليلاً وهناك مسئول في مكانه وتصحو لتجده قد تبخر علي طريقة "تبات نار تصبح رماد". لقد أمطرتنا الثورة بأسماء لا حصر لها من المسئولين حتي استقر الأمر علي مجموعة من المشتتين بين انتماءاتهم الحزبية وما تمليه عليهم مهام وظائفهم ومناصبهم وكراسيهم تجاه الشعب. فيصبح أداؤهم صفراً وهم في الوقت نفسه يتعذبون من شبح الاستبعاد. لنجد أنفسنا وكأننا أمام مجموعة من الذين رقصوا علي السلم لا اللي فوق شافوهم ولا اللي تحت شافوهم. لكن الحمد لله أن هذا الحال من دولة الهواة وقليلي الخبرة ومعدوميها لم يطل وانتبه الإخوان إلي أن عليهم أن يحكموا قبضتهم. بحجة أن عليهم أن يتحملوا مسئولية البلد كاملة لكي يضعوا أصبعهم في عين التخين. ممن يتربص بهم وقاعد لهم في الرايحة والجاية يسألهم عما حققوه من إنجاز. أنا شخصياً لم أندهش من تصريحات د. محمد البلتاجي منذ أيام حين أكد أن الحكومة القادمة ستكون من الأغلبية الإخوانية في البرلمان الجديد. لكن معدتي لا تستسيغ مثل هذه التصريحات ممن ليسوا ذوي صفة رسمية في مؤسسة الرئاسة. كما أن قناعاتي لا تزال تري أن علي حزب الحرية والعدالة وقياداته الأجلاء ألا يظهروا في وسائل الإعلام علي أنهم هم الذين يديرون مصر ويحكمونها. ليس لدي مانع أن يصبح الإخوان هم المسيطرون علي مقاليد الحكم من ساسه لرأسه. وليس لدي مانع أن يستبعدوا كل المتصارعين علي كراسي السلطة ممن يرفعون شعار "إنقاذ الوطن". وليس لدي مانع أن يتعاملوا مع المصريين بحيث يبدو حزبهم دائماً معارضاً لقرارات الرئيس وحكومته. وليس لدي مانع أن أرتدي جلبابا ولحية لكن بشرط أن ينتشلوا مصر من الغرق وينقذونا من براثن المجاعة القادمة.