لا يتوقع أحد أن توافق السعودية أو قطر أو البحرين أو أي دولة عربية أخري علي اقتراح بأن يخصص التليفزيون المصري قناة فضائية موجهة إلي أي بلد وتبث بشكل مباشر من علي أرضها وتدخل بشكل مباشر في كل ما يدور علي أرضها ومن المؤكد أن هذه الدول ستؤكد أن هذا يمثل اعتداء علي سيادتها وتدخل في شئونها. إلا مصر فهي الوحيدة التي سمحت بوجود قناة بل قنوات علي أرضها مثل الجزيرة مباشر مصر وإم بي سي مصر وروتانا مصر كلها قنوات تجعل مصر مسرحا لبثها والجمهور المصري متلقيا لإرسالها من الآخر هي قنوات موجهة. من يقترب منها تقوم عليه الدنيا ولا تقعد باسم حرية الإعلام وغيرها من التهم التي يمكن كيلها للدولة أو الوزارة أو الإدارة التي تحاول مس هذه القنوات مع أن التليفزيون المصري أو أي قناة خاصة مصرية لو جربت وأرادت أن توجه قناة إلي أي دولة عربية فلن يسمح لها مهما كانت الظروف. لقناة الجزيرة الحق في توليد قنوات جديدة كما تشاء ولها الحق في عمل إمبراطورية فضائية كما تشاء وأن توجه إرسالها دون تحديد إلي كل دول المنطقة ولكن من قواعدها هي ومن مقرها.. مفهوم أن يكون للجزيرة أو غيرها في مصر مكتب واستديوهات ولكن غير المفهوم أن يكون لها قناة تفتح كاميراتها للبث المباشر من الشارع المصري والشأن المصري وتوجه هذا خصيصا للشعب المصري. لا نفترض سوء النية في الجزيرة مباشر وغيرها ولكن نعتقد أنها مسألة مبدأ واختراق سيادة بل مستقل كبير.. لها أن ترخص مثل كل القنوات للبث المباشر من مصر في حدود القانون ولكن لا تجعل من مصر منصة لها ومن شعبها جمهور لها لتستطيع من خلال هذه النافنذة أن توجه الرأي العام حسبما تريد وأن تؤثر عليه بما يتفق مع سياستها وأهدافها.. ودعك من مسألة الحيادية والمصداقية فلا أحد ينطلي عليه ذلك. ونعتقد أن أي متابع للجزيرة مباشر مصر منذ بدئها أيام الثورة وحتي الآن يدرك مدي هذه الحيادية ومدي انحيازها لفريق علي حساب فريق من عدمه. وإذا كان هناك كلام علي بعض القنوات الخاصة ومصادر تمويلها وأموالها والنوافذ التي تفتحها هنا وهناك فلنا أن نتساءل عن المردود والفائدة التي تعود علي الجزيرة من إطلاق قناة مثل الجزيرة مباشر مصر ولماذا يتم ضخ كل هذه الأموال فيها ما بين أجور ومعدات وبث مباشر عالي التكلفة وغيره.. هل هناك إعلانات تغطيها وتضخم أرباحها.. أم أنها قناة موجهة ولا تنتظر مكسبا ماديا؟.. إذا كانت كذلك فمن يوجهها.. ولماذا ومن يسمح له بذلك؟.. أسئلة بريئة قد تكون إجابتها تنويراً لحكمة وجودها علي أرض مصر.