[email protected] لم تكن مفاجأة بالنسبة لي أن يصدر قرار بإغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر، فعندما كنت أشاهد هذه القناة، كنت أتساءل بيني وبين نفسي، ما معني أن تبث قناة تليفزيونية غير مصرية من القاهرة، وكل موضوعاتها تتناول الشأن المصري دون غيره، صحيح أن هناك قنوات تبث برامجها من عواصم عربية مختلفة، لكنها قنوات شاملة تتحدث في شتي الموضوعات والقضايا، ولا تختص ببلد بعينه، المفاجأة كانت تصريحات وزير الإعلام التي قال فيها إن مكتب الجزيرة مباشر مصر لم يحصل علي تراخيص بث مباشر ولا تصريح للعاملين ولا ترخيص للمكتب، هل من المعقول أن تعمل قناة تليفزيونية علنية وليست سرية، ويشاهدها الناس من خلال بث مباشر لعدة شهور بدون تصاريح، ألا يعد هذا اختراقا للأمن القومي المصري، ومن المسئول عن هذا الاختراق، والغريب أن وزير الإعلام في تصريحاته يتحدث عن أن الانفلات الإعلامي أخطر من الانفلات الأمني، وأن هناك فوضي إعلامية، وأن الحرية يجب أن تكون مسئولة، وأن هذه القناة كانت تعمل بمنطق مخالفة السيادة المصرية، والأغرب أن القائمين علي القناة يدعون أن الحكومة تتربص بالقناة وتتعسف ضدها وتسعي لتضييق الخناق عليها، أسئلة كثيرة تدور في رأسي، هل هذه حرية الإعلام، أم أن ما حدث ترجمة حقيقية لحالة الفوضي التي أصبحت سمة واضحة في الإعلام المصري، فوضي قد تؤدي إلي اتخاذ الثورة منحي آخر، فوضي يقوم فيها البعض بأعمال تليفزيونية بحتة، فقط لاقتناص بطولات وهمية، ولمجرد الظهور في الفضائيات، غير مبالين بنتائج أعمالهم الصبيانية، وأتساءل: لماذا لا تبث قناة الجزيرة برامجها مباشر من قطر أو أي دولة من دول الخليج، أم أن هذه الدول خلت من المشاكل التي يمكن أن يلقي عليها الضوء، أم أن مصر أصبحت سداحا مداحا ومفتوحة عالبحري، من حق أي إنسان أن يفعل فيها ما يشاء، لا ألوم القائمين علي هذه القناة أن يقولوا أو يفعلوا ما يشاءون، ولكن اللوم كل اللوم علي الذين سمحوا لهم ولغيرهم أن يعملوا علي أرض الكنانة، بمنطق مخالفة السيادة المصرية، أناشد القائمين علي هذه البلاد أن تكون لهم وقفة صارمة مع من سمح بهذه المهزلة، لمنع مثل هذه التجاوزات غير المسئولة من أن تحدث مرة أخري.