قال فاروق الشرع نائب الرئيس السوري إنه لا يمكن سواء لقوات الرئيس بشار الأسد أو مقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة به الفوز في الحرب التي تدور حاليا علي مشارف العاصمة دمشق قاعدة سلطة الرئيس. نادرا ما كان الشرع -وهو من السنة في هيكل السلطة الذي تهيمن عليه الاقلية العلوية للرئيس- يظهر منذ اندلاع الانتفاضة السورية في مارس عام 2011 وهو ليس ضمن الدائرة المصغرة المحيطة بالرئيس السوري التي توجه المعركة مع مقاتلي المعارضة. لكنه أبرز شخصية تعلن صراحة أن الأسد لن يفوز في الحرب. وكان يتحدث إلي صحيفة الأخبار الموالية للأسد في مقابلة أجريت بدمشق. قال الشرع إن الوضع في سوريا يتدهور وإن إنهاء الصراع يتطلب تسوية تاريخية بمشاركة قوي إقليمية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وتشكيل حكومة وحدة وطنية ذات صلاحيات واسعة. نقل عن الشرع قوله: كل يوم يمر يبتعد الحل عسكريا وسياسيا نحن يجب أن نكون في موقع الدفاع عن وجود سوريا.. ولسنا في معركة وجود فرد أو نظام. ومضي يقول للصحيفة "ليس صحيحا علي الإطلاق أن بإمكان كل هذه المعارضات أن تحسم المعركة علي أساس إسقاط النظام إلا إذا كان هدفها إدخال البلاد في فوضي ودوامة عنف لا نهاية لها". تقول مصادر مقربة من الحكومة السورية إن الشرع دعا إلي حوار مع المعارضة واحتج علي الرد العسكري علي الانتفاضة التي كانت بدايتها سلمية. وفي دمشق قال سكان إن الجيش طلب من الناس إخلاء مخيم اليرموك الفلسطيني مما يعني أن هناك هجوما شاملا وشيكا علي المخيم الواقع في جنوب العاصمة. أصبح وسط المدينة الذي كان في منأي عن العنف الدائر منذ 21 شهرا مليئا بنقاط تفتيش تابعة للجيش والشبيحة وهي ميليشيات تابعة للحكومة ويقول سكان إن وسط دمشق أصبح يهتز من حين لآخر بسبب القصف. وفي انتقاد مستتر للعمليات العسكرية قال الشرع إن هناك فارقا بين واجب الدولة في توفير الأمن لمواطنيها وبين انتهاج الحل الأمني للأزمة. وقال إن الأسد نفسه ليس بوسعه أن يكون متأكدا مما ستؤول إليه الأحداث في سوريا لكن أي أحد يقابله يسمع منه أن هذا صراع طويل.. والمؤامرة كبيرة وأطرافها عديدون إرهابيون.. رعاع.. مهربون. وهو لا يخفي رغبته بحسم الأمور عسكريا حتي تحقيق النصر النهائي.. وعندها يصبح الحوار السياسي ممكنا علي أرض الواقع. وأردف الشرع قوله ¢ندرك اليوم أن التغيير أمر مفروغ منه. إذا لم تأخذ السلطة زمام المبادرة لتحقيقه مع الآخرين فإن التغيير سيحصل بإملاءات أحادية منهم. أضاف: لا الائتلاف الوطني ولا مجلس اسطنبول ولا هيئة التنسيق كمعارضة داخلية متعددة الأقطاب ولا أي مجموعات معارضة سلمية أو مسلحة بارتباطاتها الخارجية المعروفة تستطيع أن تدعي أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري. ومضي يقول: كذلك فإن الحكم القائم بجيشه العقائدي وأحزابه الجبهوية وفي مقدمتها حزب البعث العربي الاشتراكي بخبرته الطويلة وبيروقراطيته المتجذرة لا يستطيع لوحده بعد سنتين من عمر الأزمة إحداث التغيير والتطور من دون شركاء جدد يساهمون في الحفاظ علي نسيج الوطن ووحدة أراضيه وسيادته الإقليمية. واقترب القتال من العاصمة دون توجيه ضربة قاضية للحكومة. كما أن الأسد لم يتمكن بعد من إخراج مقاتلي المعارضة من المدينة. وفي باريس قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انه يعتقد أن سقوط الأسد بات قريبا وانه ينبغي دعم ائتلاف المعارضة الجديد لمنع سيطرة المتطرفين علي الوضع. قال فابيوس لراديو فرنسا الدولي "اعتقد ان النهاية تقترب بالنسبة لبشار الأسد". وفي سوريا قال قائد كبير للمعارضة السورية ان مقاتلي المعارضة بدأوا عملية عسكرية للسيطرة علي محافظة حماة في وسط البلاد سعيا لربط الجزء الشمالي من البلاد الذي يسيطرون عليه بالمنطقة الوسطي. قال قاسم سعد الدين وهو عضو في القيادة العسكرية الجديدة ان الاوامر صدرت للمقاتلين بتطويق عدة نقاط في انحاء المحافظة ومهاجمتها. واضاف ان الجنود الموالين للاسد في هذه النقاط أمهلوا 48 ساعة للاستسلام والا تعرضوا للقتل. أضاف في تصريح لرويترز انه عندما "يحرر" مقاتلو المعارضة ريف حماة ستصبح المنطقة بين حلب وحماة محررة ومفتوحة لهم. ولمدينة حماة الواقعة في المحافظة التي تحمل نفس الاسم صدي خاص بالنسبة للناشطين المعارضين للاسد. ففي عام 1982 سحق حافظ الاسد والد بشار انتفاضة مسلحة في المدينة وقتل ما يصل إلي 30 الف مدني.