مرة أخري يعود الأهلي ليخطف أبصار المصريين من عشاق كرة القدم ويشد انتباه جماهير الفانلة الحمراء وهو يلعب مباراته الثالثة في بطولة العالم للأندية التاسعة في اليابان أملا في الخروج بحصيلة طيبة وبأحد مراكز القمة في المونديال الميدالية البرونزية بعد أن ضاعت فرصة إحدي الميداليتين الذهبية والفضية بسبب خوف المدرب حسام البدري. وإذا كان الأهلي قد واجه بطل اليابان الدولة المضيفة وبطل البرازيل واحد من أقوي فرق المونديال علي مر تاريخ المسابقة فإنه يواجه غدا فريقا آخر من أبطال أمريكا الشمالية وأحد أقطابها هو فريق مونتيري المكسيكي ولعله من محاسن الصدف أن يكون لقاء الغد هو الثالث بين الأهلي وفرق المكسيك التي سبق اللعب معها مرتين في ذات البطولة كانت المرة الأولي يوم 17 ديسمبر أي بعد لقاء الغد بيوم واحد من عام 2006 وكان اللقاء أمام كلوب أمريكا المكسيكي وعلي نفس المركز الثالث وانتهت المباراة بفوز المارد المصري 2/1 وحصوله علي الميدالية البرونزية في يوم تاريخي لن ينساه الأفارقة والعرب والمصريون.. ثم كان اللقاء الثاني أمام باتشوكا المكسيكي في الدور الثاني عام 2008 وفاز الأمريكي هذه المرة 4/2 ليلعب الأهلي أمام أولايد يونايتد وتكون الهزيمة الثانية صفر/1 والمركز الخامس. وفي هذا العام يكرر التاريخ نفسه ويلتقي الأهلي للمرة الثالثة مع فريق مكسيكي ثالث هو مونتيري وتكون المنافسة علي نفس المركز الثالث والميدالية البرونزية بعد أن نال هزيمة قاسية أول أمس من تشيلسي الانجليزي 1/3 الذي صعد إلي نهائي البطولة. وكما تعودنا في "المساء" أن نقدم بعض المعلومات عن منافس بطلنا الأهلي فإننا نعرف اليوم الفريق المكسيكي الذي أنشئ في 28 يونيو عام 1945 وهو أقدم أندية شمال المكسيك.. ويتمتع هذا الفريق بنجاح كبير في السنوات الأخيرة بعد فوزه بألقاب الدوري أعوام 86. 2003. 2009. 2010 ثم فوزه بدوري أبطال أمريكا الشمالية مما أهله إلي بطولة كأس العالم للأندية في 2011 الذي وصل فيها للمركز الخامس بعد هزيمته من كاشيو زيول الياباني 3/4 بضربات الترجيح بعد التعادل 1/1 ثم فوزه علي الترجي التونسي 3/.2 كما صعد الفريق هذا العام للمشاركة في نفس البطولة وفاز علي أولسان هوندا بطل كوريا وممثل قارة آسيا الرسمي 3/1 إلي أن جاءت هزيمته أمام تشيلسي الانجليزي المرشح للقب 1/2 لمواجهة الأهلي علي ثالث ألقاب القمة في المونديال وهو نفس الهدف الذي يصبو اليه بطلنا الأهلي. ومباراة المركزين الثالث والرابع والتي يعقبها مباراة ختام البطولة التاسعة التي استضافتها اليابان للمرة الخامسة في 2005. 2006. 2007. 2008. 2011. .2012 أما المرات الثلاث الأخري فكانت من نصيب البرازيل عام 2000 والإمارات 2009. 2010 وفاز بهذه البطولة 7 أندية هي برشلونة مرتين وكل من كورنثيانز وساوبالو وانترناشيونال وميلان ومانشستريونايتد وانترميلان مرة واحدة والواضح انها لم تخرج عن قارتي أوروبا وأمريكا. شارك في البطولة علي مدي تاريخها وخلال الثماني مرات السابقة 29 ناديا يمثلون قارات الكرة الأرضية وسوف تخرج البطولة لأول مرة إلي قارة أفريقيا حيث تقام بطولة العام القادم في مملكة المغرب الشقيق.. ويحاول الاتحاد المصري أن ينظمها في عام 2016 بعد أن فتح الاتحاد الدولي الباب أمام كل دول العالم للمشاركة في تنظيم الحدث ورشح المهندس مصطفي فهمي رئيس لجنة المسابقات بالفيفا الأهلي لتنظيم البطولة في مصر بعد مشاركاته الأربعة حتي الآن في هذا المونديال. تلك هي الصورة العامة عن البطولة أما عن الأهلي فإن هناك بعض الأحزان تراود الفريق رغم الانجازات الطيبة التي حققها في هذا الحدث العالمي والذي سبقه انجاز أكبر هو ما أوصله للمشاركة في هذه البطولة العالمية بعد اجتيازه بطولة افريقيا ووضع بصمة للتاريخ في ختام البطولة بالأداء الرائع والفوز المستحق علي الترجي التونسي ثم مواصلة عرضه ونتائجه بفوزه علي هيروشيما الياباني وضياع فرصة صعوده للدور النهائي نتيجة هزيمته من كورنثيانز البرازيلي. أما عن الأحزان التي يحاول الأهلي حاليا التغلب عليها فإنها تتمثل في الاصابات التي تلاحق الفريق فبعد اصابة كابتن ونجم الفريق حسام غالي وابتعاده عن الملاعب ستة شهور جاءت اصابة شريف اكرامي حارس المرمي وحسام عاشور نجم خط الوسط والجندي المجهول في الفريق وباتت مشاركتهما في لقاء الغد غير متوقعة رغم ما يبذله الجهاز الطبي من جهود مضنية لعودتهما. ومع ذلك فسوف يبقي ما حققه الأهلي من انجازات رغم كل الظروف التي تحيط باللعبة الشعبية في مصر مما خطف معه الأضواء وبات حديث العالم تعبيرا عن قدرة الإنسان المصري وشجاعته ومثابرته وتخطيه المصاعب. ولعل ما حققه الأهلي يعطي المثل والقدوة لباقي أفراد شعبنا أن يتوحد ويعود إلي بلدنا العزيز.. العظيم.. العريق استقراره يومها سوف تعود الأبواب لتتفتح أمام مصر ويعود الرخاء والإخاء بين أفراد وشعب أم الدنيا.