الفنان كلمة تطلق علي كل من له ابداعات فنية خاصة به.. وتختلف الرؤية الفنية باختلاف المهنة لكل مبدع.. ولكن "الرسم" فن يتسم صاحبه بإحساس عال وذوق رفيع.. ولكن انتشر هذا النوع من الفن الذي يقدم علي أرصفة الشوارع السكندرية وذلك لأنها مهنة يعتمد صاحبها علي موهبته التي تدر عليه الدخل الذي يتقوت منه. يقول علي سليم "59 سنة": أعمل رساما علي أحد أرصفة شوارع منطقة "كليوباترا" منذ أكثر من 35 سنة حيث أقوم برسم صور "البورتريه" للشخصيات "الزبائن" مقابل 30 جنيها وهي تعتبر مصاريفي اليومية. مشيرا الي أنه لا يسعي الي الربح من وراء مهنته يريد أن يحصل علي قوت يومه بالاضافة الي حالة الاستمتاع التي يعيشها أثناء عمله. مؤكدا أنه فخور بمهنته ولا يعنيه بأنه لم يستكمل دراسته مستغلا موهبته لكي تعوضه عن الدراسة الأكاديمية بكلية الفنون الجميلة. ويضيف سليم أن شهرته بمنطقته هي التي تجلب له الزبائن التي تهوي رسم البورتريه. ..أما مازن محمد فهو طالب ويقول: أهوي هذا الفن منذ صغري حيث شاركت في العديد من مسابقات الرسم بالمدرسة والتي كانت حافزا لاستثمر هذه الموهبة لكي تكون مصدر دخل اضافي لي لتساعدني علي مصاريف دراستي من خلال امتهاني لرسم البورتريهات علي أحد أرصفة منطقة ميامي بفصل الصيف. أوضح انه يحتاج لأدوات كثيرة لمزاولة المهنة كورق الكانسون والفحم والرصاص والباستيل "الألوان الشمعية". مؤكدا أن أغلب زبائنه من الشباب ويتمني مازن بأن يلتحق بكلية الفنون الجميلة لصقل موهبته بالدراسة الأكاديمية حتي يستطيع أن يشارك في المعارض والمسابقات الرسمية التي تشترط الدراسة. ويقول محمد أحمد مصطفي أحد الهواة: أحب الذهاب الي هؤلاء الرسامين خاصة الذين يهون رسم البورتريه لكي أرسم نفسي حيث ان هذه الصور تكون لها مذاق خاص تختلف عن الصور الفوتوغرافية بكونها تهتم باظهار تعبيرات الوجه وابراز التفاصيل الدقيقة علي أيدي فنان وليس آلة التصوير. أضاف ان للبورتريه نوعين الأول هو الذي يرسم بالفحم ولايتجاوز سعر اللوحة ال 35 جنيها أما النوع الثاني فهو ما يرسم بالباستيل "الألوان الشمعية" ويختلف سعره من فنان لآخر ولا يتجاوز ال 80 جنيها. يضيف أحمد سعدي أحمد "23 سنة" رسام أن مهنته علي أحد أرصفة شوارع منطقة سيدي بشر تعتبر مهنة موسمية وشاقة حيث انها تتطلب الجلوس بالمنطقة التي يعمل بها علي كرسي خشبي يوميا منتظرا زبونا من زبائنه ولكنها تكون مهنة شاقة خاصة في فصل الشتاء. وفي النوات الممطرة لأختبيء تحت فروع الأشجار وأحيانا ألجأ الي الجلوس بأحد المقاهي.. مشيرا الي أن البورتريه الواحد يستغرق رسمه من يوم الي يومين وأحيانا أكثر وهذا يرجع الي تفاصيل الوجه الذي نرسمه.