في مشهد جنائزي حزين ضم حشوداً غفيرة من أهالي دمنهور بمختلف أطيافهم السياسية تم تشييع جثمان إسلام فتحي مسعود ابن الخمس عشرة ربيعا الذي توفي الليلة قبل الماضية متأثراً بجراحه في أحداث المتظاهرين بميدان الساعة من المؤيدين والرافضين للإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس د. مرسي. خرج الجثمان من مستشفي دمنهور التعليمي ملفوفا بعلم مصر حتي مسجد الهداية واقيمت صلاة الجنازة عليه عقب صلاة العصر وحمل أصدقاء المتوفي الجثمان في جنازة شعبية مهيبة تقدمها د. عصام العريان مستشار رئيس الجمهورية ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة وأعضاء جماعة الإخوان وقياداتها بالمحافظة وما ان فرغ الجميع من مواراة جسد "إسلام" الذي تعالت الهتافات "لا إله إلا الله إسلام حبيب الله- ياشهيد نام وارتاح واحنا نكمل الكفاح". أقام الإخوام لتقبل العزاء في المتوفي سرادقاً كبيراً بقلب ميدان الساعة المكان الذي توفي فيه. والدة "إسلام" قالت والدموع تنهمر من عينها حق ابني في رقبة الرئيس الذي قال سوف أحضر حقوق جميع الشهداء وابني واحد من هؤلاء الشهداء وروت ما حدث فقالت: أنني مريضة منذ أربعة أيام وهو الذي كان يقوم بإعداد الطعام لي وبعد الانتهاء من الطعام قال لي سوف أذهب إلي مقر الإخوان للاطمئنان علي زملائي وسأعود وبعد عدة ساعات تلقيت مكالمة تليفونية بانه مصاب بالمستشفي وعندما وصلت قالوا لي البقاء لله فيه. وعن الأمانة التي حملها لأصدقائه قبل ان يلفظ أنفاسه الأخيرة قال لهم "قولوا لأمي ان تسامحني" وانني بوفاته سافتقد من يرعاني في مرضي فانه كان يقدم لي الدواء والأكل. قالت: قبل وفاته بأيام طلب مني الدعاء له يأن ينال الشهادة أكثر من مرة وقد حققها له الله. أما أحمد شقيق المتوفي الأكبر فطالب الجميع بالموضوعية وعدم إثارة الفتن في هذا الوقت قائلا انا أحد الأعضاء المؤسسين لحزب الدستور وشقيقي "إسلام" رحمه الله من الإخوان ونحن نعيش في غرفة واحدة وكل منا له لونه السياسي وكثيراً ما تحاورنا بحرارة وبعد الحوار كأن شيئاً لم يكن مشيراً إلي ان ما تشهده الساحة الآن سيؤدي إلي كوارث ولا يعقل ان بعد كل حوار تقع مشادة وتلاسن وتراشق وأحيانا تنتهي بمشاجرة. قال د. عصام العريان: في كلمته علي المقابر التي تم دفن جثمان الشهيد فيها فقيد اليوم هو فقيد مصر وأكد علي ضرورة القصاص العادل من المحرضين والبلطجية الذين قتلوا "إسلام". وقد أجري الدكتور إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم اتصالا هاتفيا بأسرة الشهيد وقدم لهم واجب العزاء وأعطي تكليفاته للشئون المالية وصندوق التأمين علي الطلبة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لصرف التعويض المالي المستحق لأسرة الشهيد "إسلام" الذي كام طالباً بالصف الثاني الثانوي.