الشرقية تتشح بالسواد بتشييع سبعة من أبنائها.. وشهيد المنوفية تنبأ باستشهاده فى آخر اتصال بوالدته للمرة الثانية خلال شهرين ودعت محافظة الشرقية سبعة من أبنائها الأبطال من ضحايا انقلاب سيارة الأمن المركزى بسيناء وسط أجواء مليئة بالأسى والحزن الذى اعتصر أهالى الضحايا. وكانت الشرقية قد ودعت خمسة فى الحادث الأليم الذى تعرض له الجنود البواسل من أبناء القوات المسلحة برفح فى شهر رمضان الماضى لتوديع الشهداء، ففى قرية السلامون بمركز ههيا, التى عاش بها الشهيد إسماعيل السيد عبد الرحمن 20عامًا حيث يقول والده بعد مواراة نجله فى التراب وسط بكاء وأنين من أخوته ووالدته وأصدقائه الذين عاشوا معه أن ابنه الشهيد حدثه تليفونيًا يوم الخميس الماضى وطلب منه عدم حصاد الأرز حتى يقوم بحصاده معه عند نزوله إجازته, مشيرًا إلى أنه أخبره بأنه قادم يوم الاثنين وهو اليوم الذى استشهد فيه. وأضاف أنه كان ينتظر وصوله هو ووالدته بتلهف شديد نظرًا لأنه الابن الأخير بعد 6 أبناء، مضيفا أن الشهيد كان يساعدهم فى زراعة الأرض خصوصًا بعد أن تزوج أخوته ولكن ابنه عاد جثة هامدة ثم توقف قليلاً، وقال أنا فخور به لأنه شهيد، مضيفا أنه – والكلام للأب– حضر حرب أكتوبر وواجه الموت وتمنى الشهادة ولكن حقق الله أمنيته باستشهاد نجله. وأضاف أحمد شقيقه الأكبر كنت أعتبر إسماعيل ابنى وليس أخى, وتساقطت الدموع من عينيه وقال أخى فداءً لمصر, ونحن أخوته مستعدون للشهادة من أجل مصر. أما والدته فلم تتحدث سوى بكلمات أنها تحتسبه عند الله شهيدًا. وفى قرية"2بحر البقر" مركز الحسنية خيم على القرية الحزن وذلك لتوديع فقيدهم عبد الرحمن أبو العزايم 22سنة. وقال والده إن الشهيد متزوج ولديه طفلة وزوجته حامل، مشيرا إلى أنه حدثهم تليفونيًا وأخبرهم أن إجازته الأسبوع القادم أن الله قدر خلاف ذلك. وطالب والده رئيس الجمهورية بالحفاظ على أبناء مصر، مطالبا بتوفير فرصة عمل لأبنائه وتوفير معاش لزوجة الشهيد وابنتها لكى يغنيهما عن السؤال. بينما قالت زوجته"نجلاء رضا 18" إن الشهيد كان يتصف بأخلاق حميدة وكان طموحا يحب الخير للجميع. وفى مركز الزقازيق قام الآلاف من الأهالى بأداء صلاتى الفجر والجنازة على الشهيد "أحمد عبد الله السيد عطا " 20 عامًا بقرية كفر النمر فى موكب جنائزى مهيب بعد أن شهد له الجميع بأنه كان حسن الخلق, ويسعى فى قضاء حوائج الناس, واحتسبوه عند الله شهيدًا. وأشار عبد الله السيد والد الشهيد معاش بالقوات المسلحة إلى أن ما تعرض له نجلى والشهداء من زملائه جريمة نطالب فيها الرئيس ووزير الدفاع بضرورة الكشف عن ملابساتها الحقيقية ومعاقبة المقصرين والقصاص لأبنائنا. وقالت أم الشهيد وهى فى حالة انهيار تام أن موكب التشييع لم يكن جنازة فنجلى عريس جنازته كانت كموكب زفاف مؤكدة أن ولدها اليوم فى الجنة. وأضافت أنه تم تجنيد ولدها منذ ثلاثة شهور مشيرة إلى أنه لم يحضر منذ إجازة ثانى أيام عيد الفطر وكان آخر اتصال له منذ أسبوع, حيث أكد لنا أنه سيحصل على إجازة فى الثامن من الشهر الجارى. كما استقبل مركز بلبيس شهيدين الأول رضا إبراهيم إبراهيم أحمد من قرية أنشاص الرمل والثانى محمد فرحان سالم. وشيعت قرية المنير مركز مشتول السوق شهيدها محمد أحمد يوسف فيما شيعت قرية قرموط سهيرة مركز ديرب نجم الشهيد إسلام غازي. من جانبه، قرر المستشار"ماهر بيبرس" محافظ بنى سويف صرف مبلغ 5 آلاف جنيه تكريماً لأسرة شهيد الشرطة المجند" مصطفى عزمى عبد العظيم" 21 "سنة الذى توفى فى حادث انقلاب سيارة الشرطة التى كانت تقل جنودًا للأمن المركزى التابع لقطاع شمال سيناء بالقرب من العلامة "51" بالمنطقة" ج " على الحدود الشرقية بوسط سيناء. وقدم المحافظ واجب العزاء والمواساة لأسرة الشهيد بالسرادق الذى أقيم بقرية بياض العرب شرق النيل مركز بنى سويف قام المحافظ بتسليم شيك بمبلغ" 5000" جنيه لأم الشهيد السيدة" نادية متولى محجوب" إعانة مالية عاجلة مراعاة لظروف الحادث الأليم الذى أدمى قلوب المصريين جميعاً، وقامت مديرية الشئون الاجتماعية بمنح إعانة عاجلة لأسرة الشهيد قدرها "3000 "جنيه ( 3 آلاف جنيه) لمساعدة الأسرة فى هذه الظروف العصيبة. وأشار بيبرس إلى الدلالة التى يسوقها تزامن الحادث والمكان مع احتفالات أكتوبر بتحرير سيناء، وهو ما يدل على أن مصر دائمًا ما تجود بأغلى ما لديها من أبنائها وجنودها دفاعًا عن كل ذرة تراب من أرض وطننا الغالي. وأعرب عن خالص تعازيه ومواساته لأسرة الشهيد وتقدير لتضحيات جهاز الشرطة الذى يؤكد يوما بعد يوم على عودة أفراده لتأدية واجبهم بكل إخلاص ومهما كانت التضحيات فى سبيل عودة الأمن والأمان للمواطن، ومؤكدا أن بابه مفتوح فى أى وقت للجميع. فى الوقت نفسه، شيعت قيادات من الأمن المركزى والآلاف من أبناء قرية ساقية أبو شعرة بمركز أشمون جثمان شهيد الأمن المركزى جمال صبحى نصر البالغ من العمر 22 عامًا والحاصل على الإعدادية الأزهرية بمدافن الأسرة بالمنوفية. وكانت أسرة الشهيد المكونة من 8 أفراد قد صدمت فور سماع خبر وفاته وأصيبت بصدمة كبيرة، حيث إنه كان متواجدًا بالقرية وسافر يوم الأحد الماضى بعد انتهاء إجازته. تقول شقيقته هناء إنه كان يتمنى زواجها حتى يستعد لخطوبته وأنه كان يؤكد لهم أنه يريد الاستمرار بالجيش وتجديد مدته. وأشار والده "صبحى نصر 55" سنة فلاح إلى أنه تلقى من نجله آخر اتصالاً يوم الاثنين الماضى الساعة الواحدة صباحا للاطمئنان على وصوله إلى خدمته بسيناء، وأكد أن ابنه كان يريد الاستمرار فى خدمته نظرا لعدم وجود عمل فى المحافظة بالإضافة إلى أن يحصل على مبلغ مالى يساعده على تكوين نفسه بدلا من الجلوس بجانب والده، وخاصة أنهم عائلة بسيطة وتحتاج إلى المال. كما أشار الوالد إلى أنه تلقى نبأ وفاته من أحد أصدقائه وجاءت إشارة من مركز أشمون الساعة الثامنة مساء الثلاثاء ومعه أصدقاؤه ومقدم من الشرطة من القاهرة. كما تؤكد شقيقته رباب أن شقيقها كان فى إجازة بالقرية منذ يومين لحضور فرح شقيقته هناء الخميس الماضى وأنه هو الأخ الأوسط بين أشقائه مسعد ويسرى ومحمد وله 3 شقيقات " هناء وميمة ورباب" التحق بالجيش منذ سنتين و3 شهور وكان من المنتظر إنهاء خدمته بعد 8 أشهر. وأضافت أنه كان ينزل إجازة كل شهر 15 يومًا وكان يشعر أن الموت فى انتظاره حيث أوصى والدته فى آخر إجازة أن تقوم بدفنه إلى جوار جده فى حالة وفاته. وأصيبت والدته فاطمة محمود 54 سنة بصدمة عصيبة فور سماعها نبأ الوفاة بعدما قام أحد زملائه بالاتصال بهم لإخبارهم عصر الثلاثاء وقام والده صبحى نصر 55 سنة فلاح بالذهاب إلى مركز شرطة أشمون لاستقبال الجثمان بعد وصوله. وأشار أحمدى أحمد وكريم صبحى أصدقاؤه من القاهرة والذين أنهوا خدمتهم معه فى 1 سبتمبر الماضى حيث كانوا فى نفس نقطة الخدمة " النقطة 67 كونتلة" أن أحد أصدقائهم الذى ما زال بالخدمة أخبرهم بنبأ الوفاة وأنهم قاموا بالاتصال بأهله لإخبارهم بوفاته. وأضافوا أنهم ذهبوا إلى مستشفى الشرطة لاستلام الجثمان وبعد ذلك إلى مشرحة زينهم إلى أن وجدوا الجثمان فى مستشفى السلام وقاموا بمعرفتها وتجهيزها للدفن وانتقلوا إلى القرية بسيارة تابعة للمستشفى يرافقهم مقدم شرطة من القاهرة يدعى ياسر بدر. وأكد أصدقاء الشهيد أن الخدمة فى سيناء محاطة بالمخاطر وينتظرون موتهم فى كل لحظة سواء بتهديدات من إسرائيل أو من عرب سيناء الذين يقوموا بإطلاق النيران عليهم لمنعهم من التسلل أو تهريب المخدرات إلى جانب سوء الخدمة فى سيناء حيث إن مياه الشرب غير صالحة ويقومون بشراء مياه معدنية للشرب. وأشاروا إلى أنه وقع نفس الحادث فى شهر نوفمبر الماضى فى نفس النقطة حيث انقلبت سيارة تابعة للجيش ولقى أمين شرطة مصرعه.