حظه عاثر لا شك كل من يقبل منصب وزير النقل في مصر والمرفق علي هذه الحال من التدهور والإهمال الذي ران عليه عقوداً طويلة.. لقد أصبحت وزارة النقل عامة وهيئة السكة الحديد علي وجه الخصوص مقبرة للوزراء كلما قبل وزير جديد المنصب حدثت كارثة أو كوارث يروح ضحيتها العشرات إن لم يكن الآلاف. والغريب ان مصر في كل مرة تهتز من هول الحادث الذي يقع. ويتحدث الإعلام والصحافة ويقلبون الدنيا رأساً علي عقب.. لكن سرعان ما ننسي. ونتجاهل حتي يقع حادث جديد فنعيد كرة الصراخ والعويل مرة أخري دون أن يتغير شيء في حياتنا. وكأننا أدمنا هذه الكوارث!! لم تفكر أية حكومة في عمل شيء إيجابي يقلل من هذه الكوارث.. قد تكون الإمكانات المادية لا تسمح. لأن ميزانية النقل في الموازنة العامة للدولة محدودة. وتغطي الأجور والمرتبات فقط دون وجود خطة للإحلال والتجديد في المرفق علي وجه عام وفي السكة الحديد علي وجه الخصوص.. مع أن هذا المرفق هو أحد المرافق التي تحقق دخلاً للدولة. لست أدري عدد المزلقانات الخاصة بالسكة الحديد في مصر والتي هي أحد الأسباب الرئيسية للحوادث الكارثية التي تقع بين يوم وآخر.. وهنا نتساءل: لماذا لا يتم تأمين هذه المزلقانات اليكترونياً لتفادي الأخطاء البشرية. منذ سنوات عديدة ربما تتعدي العشرين أو الثلاثين أو حتي الأربعين كنا نسمع صوت الجرس الذي يضيء بقرب مرور القطار من أحد المزلقانات ومصحوباً بضوء أحمر من جهاز موجود عند المزلقان.. ومصحوباً أيضاً بنزول ساتر حديدي من جانبي المزلقان لمنع مرور الركاب والسيارات.. بالإضافة إلي وجود جندي مرور يراقب التزام الجميع بالتوقف حتي مرور القطار بسلام. لماذا اختفت هذه الظاهرة من حياتنا؟! لماذا انهار هذا المرفق. وأصبحت محطات السكة الحديد التي كانت منارة حضارية تبدو وكأنها الهلاك عفا عليها الزمن؟ لقد تحولت معظم هذه المحطات إلي خرابات.. لامقاعد.. ولا سواتر تقي الركاب المنتظرين حرارة الصيف أو برد وأمطار الشتاء!! المستوي الفني للعاملين في السكة الحديد تراجع بصورة كبيرة.. ولم يعد هناك عاملون علي مستوي عال من الحرفية نتيجة لإهمال التدريب المستمر لهم والذي يجدد معلوماتهم عن كيفية عمل التحويلات للقطارات واستخدام السيمافورات. ووسائل الاتصال المختلفة. وللحقيقة وإحقاقاً للحق لا يصح ان تحمل حكومة الدكتور هشام قنديل مسئولية هذا الإهمال الجسيم الذي استمر سنوات عديدة.. لكن علي هذه الحكومة أن تتحرك بسرعة لإنقاذ هذا المرفق من هذه الهاوية التي تردي فيها. وإلا ستظل وزارة النقل مقبرة للوزراء.. وربما يأتي اليوم الذي تصبح فيه مقبرة للحكومة نفسها أو للنظام الحاكم.