لم يكن وزير المالية الأسبق الدكتور يوسف بطرس غالي وزيرا جيدا كما قال المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة الاسبق والموجود حاليا في دولة الإمارات العربية الشقيقة.. بل كان وزيراً سيئا إن لم يكن أسوأ الوزراء. لقد كانت سياساته كلها تصب في مصلحة الأغنياء ومجحفة للفقراء.. وكان قدوة سيئة لمن جاء بعده من الوزراء الذين ساروا علي نهجه فيما عدا الدكتور سمير رضوان. يكفي يوسف بطرس غالي أن آخر قراراته كانت فرض ضريبة علي العقارات المبنية ولم يستثن منها حتي المنزل الذي يسكنه صاحبه. وجاء خليفته السيد ممتاز السعيد الذي سبق وأن عمل معه لينفذ قرار الضريبة العقارية. وصف رشيد في حوار له مع الإعلامي عمرو أديب يوسف بطرس غالي بأنه كان وزيرا جيدا للمالية واتخذ عددا من الاجراءات المناسبة لكن وزير المالية دائما مايكون مكروها. ونرد عليه بأن يوسف بطرس غالي كان مكروها لشخصه ولسياساته فقد كان فيه "عنجهية" كاذبة يتعالي بها علي الناس. وكأنه الوزير الذي عقمت النساء أن يلدن مثله. كان لاسامحه الله يحمل كراهية خاصة لأصحاب المعاشات. ويعتبرهم عبئا علي الدولة.. وكان ينقصه ان يقترح وضعهم في ميدان عام ويرميهم بالرصاص ليرتاح منهم.. كان كثير التندر عليهم والاستهزاء بهم. وقال قولته الشهيرة: إنهم يجلسون واضعين رجلا علي رجل ويريدون زيادة معاشاتهم.. وكأنه كان يدفع لهم من خزانة والده!! لم يأخذ يوسف بطرس غالي في اعتباره أن اصحاب المعاشات والمستحقين عنهم يمثلون 9 ملايين مواطن من سكان مصر البالغ عددهم 85 مليونا.. وتناسي أن هؤلاء مواطنون لهم حق الرعاية الكاملة نظير ماقدموه من خدمات لبلدهم كل في موقعه. هذه الأموال التي كان يضن بها الوزير الأسبق علي أصحاب المعاشات هي من كدهم وتعبهم وجهدهم.. ولأن الفشل كان يلاحقه.. علي عكس ما قال رشيد محمد رشيد.. فقد نهب أموال المعاشات التي تقدر بمئات المليارات من الجنيهات. وسدد بها عجز موازنة الدولة التي لم يستطع موازنتها. أخذ أموالا ليست من حقه وبالمخالفة للقانون وضمها الي ميزانية الدولة ليغطي عجزه. فأعطي هيئة التأمينات الاجتماعية.. كما قال السيد البدري فرغلي.. عدة صكوك أو أوراق لاقيمة لها.. ومع ذلك كان يتندر علي أصحاب هذه الأموال ويستهزيء بهم ويحط من قدرهم.. واصبح هؤلاء المواطنون في ذيل القائمة بالنسبة لباقي ابناء مصر.. معاشاتهم لاتكفي متطلبات الحياة في هذه السن التي يستحقون فيها الرعاية والتكريم. وها هي سياسته التي أقرها مازال يعمل بها وزير المالية الحالي السيد ممتاز السعيد الذي يرفض انصاف اصحاب المعاشات. ويسير علي منوال سلفه حتي ضاقوا بمعيشتهم وركبهم الهم والغم. ممتاز السعيد يقول ان أموال اصحاب المعاشات في الحفظ والصون وهي موجوده.. فأين هي هذه الأموال ياسيادة الوزير؟.