يعاني البمبوطية بميناء بورسعيد حالة كساد مميتة.. ضربت مهنة رجل القارب في مقتل وأصابت حياته بالبوار.. فقد كانت علاقته اليومية بركاب السفن السياحية العابرة لقناة السويس من جميع جنسيات العالم.. قد أكسبته خبرة التحدث بلهجات عديدة بفضل رسو السفن بالازق علي رصيف الميناء.. كل ذلك وأكثر.. كان زمان.. أيام الحركة والانتعاش.. الآن ينظرون بحسرة والسفن تمر من أمام أعيونهم وهم مكتوفي الأيدي.. يتحسرون علي ما فاتهم. "المساء" قابلت بعضهم علي فروشهم التي يبيعون بها البضائع الشرقية برصيف الميناء بالقرب من ديلسبس.. فماذا قالوا؟. يتذكر محمد سمير عبدالعزيز الفيومي "بمبوطي بميناء بورسعيد": ياااااه. رجعنا لأيام زمان.. أيام ما كنا نصعد لسفن السياح نبيع ونشتري ونقدم لهم الخدمات.. كنا مثل الملوك نعيش في نعيم بسبب دخول السفن لأرصفة الميناء بمجري قناة السويس والتي كانت تمكث في "2 كومباين" بعني فترتين بدلا من ترك السفن في الغاطس.. وعندما تدخل لتقف برصيف الميناء تسارع الشركات السياحية بأخذ السائحين في رحلات لزيارة المزارات بالقاهرة ولا تأتي إلا في موعد مغادرة السفينة للميناء ونقف نحن نتفرج عليهم في حسرة لا نبيع ولا نشتري.. لذا وقفنا محتجين أمام أبواب المحافظة ليسمع صراخنا المحافظ عساه يشعر بأصوات قلوبنا التي تئن.. وتقول بكل لغات العالم "نحن نموت جوعا".!! ضيف محمود عبدالعليم الحبال "بمبوطي" أيام الثورة في 25 يناير وقف بمبوطية بورسعيد كالأسود.. يحمون القنال من البلطجية فهو رزقنا ورزق عيالنا ولكن للأسف المسئولين في بورسعيد أغلقوا في وجوهنا هذا الرزق بعد أن جعلوا السفن تنتظر في الغاطس ولا تدخل في توقيتات معينة. يؤكد علي محمود خلف "بمبوطي" لابد من إبقاء السائح ساعتين في بورسعيد حتي نمارس مهنتنا في البيع والشراء.. للأسف شركات السياحة بتاخد السياح إلي القاهرة ليحصلوا علي عمولات علي كل سائح من البازارات التي يزورها السائح بالقاهرة ولاحساب لديهم للبمبوطي الذي يحرمه من عمله.. ولا يعود لأسرته بعشرين جنيها.. ليعيشوا...أضاف: لقد حل بنا الخراب منذ خصخصة التوكيلات الملاحية في عهد حكومة عاطف عبيد كان فيه توكيلات "دمنهور وأسوان وأسيوط والمنيا" وهي توكيلات حكومية الآن التوكيلات الخاصة هي التي تتحكم في دخول المراكب وتموينها وإمدادها بكافة الخدمات "واحنا قاعدين بنتفرج" لقد حرقوا مبني التوكيلات منذ أوائل عام 2000 ليدفنوا أسرار كثيرة حول رسوم عبور السفن.. يشير سعد عزام "بمبوطي" لقد أقسم اللواء أحمد عبدالله محافظ بورسعيد بأن البمبوطية سيحصلون علي كافة حقوقهم وفي أعقاب الثورة صرف شهرين فقط كل شهر 300 جنيه وتوقف عن الصرف ووعدنا بصرف مبلغ 700 جنيه كإعانة بطالة للبمبوطية ولاحس ولا خبر.. احنا بنموت.. ماذا نفعل؟ كل ما نطلبه يمنحنا رسوم عبور سفينة واحدة من قناة السويس لتغطي حوالي 350 بمبوطا معه رخصة.. يضيف محمد إبراهيم الشامي: نحن سفراء لمصر علي هذه السفن وللأسف منذ حادثة السيد أبو العربي الذين أدعوا عليه زورًا وبهتانًا أنه كان ينتوي اغتيال الرئيس المخلوع منذ عام 95 ونحن نموت جوعًا.. منعوا تراكي السفن والسائحين بأرصفة الميناء ونزول السائحين للتجول في المدينة وقد نجحوا في مخططهم ولم يعد لنا قيمة فاصبحنا مثل خيال المأتة نحرس البضائع فقط. وحسبنا الله ونعم الوكيل. يفجر حسن أحمد السري "بمبوطي" مفاجأة قائلا: كان الفريق فاضل في العهد البائد كاتم أسرار المخلوع وأولاده وهناك أسطول من مراكب الكارجو الألماني خاصة بمبارك وأولاده وتعبر هذه السفن قناة السويس بدون أية رسوم للعبور ولم لا فهي ملك الفرعون الذي يأمر فيطاع وفتح لمراكبة القناة علي مصراعيها وتضيع علي الدولة الملايين من الدولارات وهناك مصورون في بورسعيد كانوا يختصون بتصوير هذه السفن.