عفواً.. عزيزي القارئ لهذا العنوان الصادم ولكنه الحق المر.. الطريق إلي مدينة العذاب "6 أكتوبر" سابقاً يبدأ عبر "محور" الموت والدائري "المشئوم" إنها رحلة المعاناة اليومية.. مشهد طوابير الموظفين وعمال المصانع يدمي القلوب في انتظار وسيلة مواصلات آدمية وخير شاهد علي الفشل الحكومي الذريع في حل التكدس المروري أو ايجاد مخرج للحد من الحوادث التي تحصد أرواح الأبرياء كل يوم. الذهاب لجحيم العاصمة أو الخروج منها رحلة عذاب يومية ومأساة يعيشها الناس بعد ان شربوا المقلب وخدعوا وحلموا بجنة أكتوبر وهوائها العليل.. آلاف الشكاوي والبرقيات والاستغاثات تلقاها الوزير والمحافظ. وكالعادة لا يحركون ساكناً. ولا حياة لمن تنادي. وكالعادة وراء كل كارثة فتش عن الماضي.. فمنذ انشاء مدينة "6 أكتوبر" واعتمادها علي خريطة التنمية رفض المسئولون استجابة لتعليمات "المخلوع" ان يمتد إليها خط المترو بحجة أنهم سيذهبون إليها صباحاً ويعودن للعاصمة ولن يضطروا للإقامة ووفقاً لتلك الرؤية العبقرية تجاهل أو تناسي المسئولون تخصيص شبكة مواصلات حضارية. والآن أهالي أكتوبر يتحسرون علي حكومات ما بعد عصر الثورة فالحال لم يتغير والمواطنون أصبحوا لقمة سائغة لمافيا الميكروباص "عفاريت الأسفلت". الذين قاموا بتقسيم المسافة من رمسيس إلي أكتوبر إلي 3 محطات تصل تكلفتها إلي 6 جنيهات ولا أحد يراقب ولا أحد يحاسب.. أما أتوبيسات النقل العام "571 إلي رمسيس. 345 إلي الجيزة" فلا يراهم الناس إلا نادراً. تلك سطور من عدة رسائل وصلتني علي الاميل ترصد مأساة قاطني "مدينة الصفوة" وهم في انتظار الفرج ويتطلعون ان ينالهم نصيب من خطة حكومة "قنديل" في خطوط المترو السطحي أو الغائر أو الطائر في جو السماء. وفي تقديري ان أهالي مدينة أكتوبر وقعوا أيضاً فريسة وضحية للقرارات المتضاربة والعشوائية حيث صدر قرار رئاسي بإنشائها في 18 ابريل 2008 كمحافظة مستقلة ثم عادت في مارس 2011 لمحافظة الجيزة والان في انتظار ان يصدر قرار بعودتها محافظة مستقلة.. وهكذا.. إلي ان يرث الله الأرض ومن عليها أو تفيق الحكومة من هذا السبات العميق.