هل يمكن ان يتحقق الحلم.. وتجد مصر بدائل نظيفة ومتجددة للطاقة.. هل يمكن للطاقة الشمسية ان تنير شوارعها وبيوتها وتقضي علي الأزمات المتكررة لانقطاع الكهرباء؟! هناك تجربة ناجحة وفريدة تنفذ لأول مرة بمصر. لاستخدام الطاقة الشمسية في إنارة الشوارع ليلاً بديلاً للطاقة الكهربائية المعتمدة علي الغاز الطبيعي والمازوت اللذين يكلفان مصر الكثير والكثير. التجربة الوليدة تبنتها هيئة لوكاس الفرنسية لتنمية وتطوير المجتمعات العشوائية بالتعاون مع جمعية رجال جامعي القمامة. حيث تم تركيب فوانيس ونجف تضاء ليلاً بالطاقة الشمسية بشارع ميدان الفرن بحي الزرائب بمنشأة ناصر. وقد تم وضع ألواح خلايا ضوئية تمتص أشعة الشمس ثم تحولها لطاقة ضوئية باستخدام 12 بطارية بغرفة تحكم آلي فوق أعلي عقار بالمنطقة وتضاء المصابيح من الساعة السادسة مساء وحتي السادسة صباحاً. الهيئة الفرنسية "لوكاس" تحملت التكلفة وقام الأهالي بمعاونة مهندسين استشاريين متطوعين بتصنيع الفوانيس من الصاج اللامع الذي جري تجميعه من القمامة.. لتكون نموذجاً لتوفير بدائل جديدة للطاقة في مصر. وقد وعد محافظ القاهرة اسامة كمال بتعميم التجربة علي جميع شوارع منشأة ناصر العشوائية. "المساء" رصدت التجربة علي أرض الواقع في التحقيق التالي: يقول مهندس عماد فريد ميخائيل مسئول تطوير المناطق العشوائية بأحد المكاتب الاستشارية الهندسية والمسئول عن تركيب الخلايا الضوئية: تطوعنا لتركيب المصابيح التي تعمل بالطاقة الشمسية في حي منشأة ناصر بالتعاون مع هيئة لوكاس الفرنسية التي تشارك مع منظمات دولية لتطوير العشوائيات بالدول النامية وهناك اتفاقيات بين الهيئة ومنظمة اليونسكو والشارع الذي تم اختياره يصعب تركيب أعمدة إنارة به لذلك تم تركيب فوانيس إنارة تعمل بالطاقة الشمسية تكسوها معادن وقطع صفيح مصنوعة من مخلفات القمامة التي يقوم سكان منشأة ناصر بتدويرها حيث وفر الأهالي قطع الصفيح التي تعكس الإضاءة ليلاً من الفوانيس للشارع. وتطوعت جمعية رجال جامعي القمامة بصناعة الفوانيس بمواد ومعادن تنتجها مصانع تدوير القمامة. وتبدأ الاضاءة بالطاقة الشمسية من الساعة السادسة مساء وحتي السادسة صباحاً والشركة المنفذة للمشروع تعقد دورات تدريبية للأهالي لتعليمهم كيفية تشغيل الخلايا الضوئية وصناعة الفوانيس التي تعمل بالطاقة الشمسية تمهيداً لتعميم التجربة بكل شوارع منشأة ناصر وتم انشاء غرفة للتحكم في أعلي عقار بالمنطقة لتعريض الخلايا لأكبر كمية من أشعة الشمس طوال النهار لشحن البطاريات. واضاءة الفوانيس ليلاً. وتم توقيع عقد تأجير غرفة التحكم من أحد سكان المنطقة وتتحمل الهيئة قيمة الايجار الشهري. يؤكد شحاتة المقدسي "مؤسس نقابة جامعي القمامة" ان تجربة اضاءة الشوارع بالطاقة الشمسية ناجحة. وتمت بدعم من هيئة لوكاس الفرنسية لتوفير الطاقة الكهربية بتركيب نجف كبير بين العقارات بالشوارع يتم تغذيتها بخلايا ضوئية توضع فوق سطح أحد العقارات المرتفعة. ويتم تركيبها بمشدات لامتصاص أشعة الشمس الساطعة طوال النهار عن طريق بطاريات موصلة بهذه الخلايا. أضاف: وعد السفير الفرنسي أهالي منشأة ناصر بتعميم التجربة علي الحي كله اعتماداً علي الطاقة المتجددة توفيراً للطاقة الكهربائية. وان الهيئات الفرنسية تعمل علي خدمة المجتمع المصري منذ 30 عاماً. حيث قامت جمعية اخوان سيرمامو أيل التي تحمل اسم الراهبة الفرنسية المشهورة بتقديم مساعدات عديدة لأهالي حي منشأة ناصر حيث تم بناء مدرسة جبل المقطم الخاصة ومستشفي المحبة بمنحة فرنسية وحالياً تقوم الجمعية نفسها ببناء دار للمسنين من أهالي المقطم وحي منشأة ناصر لتطوير الأحياء العشوائية بالقاهرة. أبدي وائل وحيد "تاجر" أحد سكان منطقة الزرائب بمنشأة ناصر سعادته بتطبيق التجربة في شوارع الحي وطالب بزيادة فوانيس الاضاءة بين العقارات بالشارع وأمام المحلات التجارية ووضع لمبات بحجم أكبر لتكون الاضاءة قوية ليلاً وتعميم التجربة وتدخل الدولة للانفاق عليها بدلاً من الاعتماد علي السفارة الفرنسية والمنح المقدمة من الجهات الدولية وتعتبر التجربة أحد الحلول البديلة لتوفير الطاقة الكهربائية والاعتماد علي الطاقة المتجددة والاستفادة من أشعة الشمس. يقول فهيم نصار "عامل": قامت هيئة لوكاس بتأجير حجرة فوق سطح العقار الذي امتلكه وذلك لوضع ألواح الخلايا الضوئية وانشاء غرفة تحكم بها بطاريات لشحن تلك الخلايا بالطاقة الشمسية وتضم الحجرة 5 ألواح خلايا ضوئية و12 بطارية كبيرة وتم تركيب 8 مصابيح اضاءة كبيرة مغطاة بقطع من الصاج عاكس للضوء بدلاً من تركيب أعمدة انارة خاصة ان شارع ميدان الفرن بمنشأة ناصر ضيق ولا يسمح بوضع أعمدة اناره كما ان الأرض ليس بها كابلات كهرباء لتشغيل أعمدة الانارة ويتمني جميع سكان منطقة الزرائب بمنشأة ناصر تعميم التجربة لانارة الشوارع مع دراسة إنارة المنازل بالطاقة الشمسية لتوفير الكهرباء وتخفيض قيمة فواتيرها في البيوت والمحلات التجارية. يقول وحيد باسيليوس وكيل المدرسة الثانوية بالجيزة وأحد سكان منطقة جامعي القمامة: تركيب نجف يعمل بالطاقة الشمسية في شوارع منشأة ناصر تجربة رائدة وقد حضر الدكتور أسامة كمال محافظ القاهرة واللواء عماد امام رئيس حي منشأة ناصر الي الشارع لتقييم التجربة ليلاً وهناك وعود من رئيس الحي للأهالي بتعميم التجربة مع زيادة لمبات الاضاءة بالشوارع لتوفير اضاءة قوية خاصة ان الشوارع لا تخضع لأي تخطيط وليس بها أعمدة انارة وتعتمد المحلات والشوارع علي اضاءة الأهالي ويمكن وضع لمبات الاضاءة أمام المباني الحكومية وليس المنازل فقط وتعمل الاضاءة بالطاقة الشمسية لمدة 12 ساعة من السادسة مساء حتي السادسة صباحاً. ويقول المهندس عصام السماحي أحد سكان شارع ميدان الفرن بمنشأة ناصر: الطاقة الكهربائية عليها ضغط ولا يمكن الاعتماد عليها لمدة 24 ساعة لذلك لابد من استخدام بدائل فعالة للطاقة مثل الاعتماد علي الطاقة الشمسية باعتبارها طاقة متجددة وصديقة للبيئة ومتوفرة طوال العام في مصر والعالم كله يعاني من أزمة الطاقة.. فلماذا لا تقوم الدولة باستثمار الطاقة الشمسية بدلاً من القطع المتكرر للكهرباء في الصيف بشكل شبه يومي لعدة ساعات بحجة تخفيف الأحمال علي شبكات الكهرباء. أضاف هناك سعادة بالغة من الأهالي لأن المشروع كله تم بجهود تطوعية سواء من الجانب المصري حيث تطوع المهندسون والاستشاريون أو الجانب الفرنسي حيث الدعم المادي. فإلي جانب الدعم الذي قدمته هيئة لوكاس الفرنسية قامت جمعية رجال جامعي القمامة بتوفير صفائح ومعادن من مخلفات القمامة لصنع النجف. أكد اللواء عماد إمام رئيس حي منشأة ناصر ان تجربة خلايا الطاقة الشمسية عملية موفرة للطاقة الكهربائية خاصة اذا تم تنفيذ خطة لاضاءة جميع شوارع منشأة ناصر بها ويمكن تقوية الاضاءة بزيادة عدد الخلايا الضوئية هناك اتجاه لتعميم التجربة بمحافظة القاهرة خاصة ان الدكتور اسامة كمال محافظ القاهرة أشاد بالتجربة باعتبارها تطبيقاً عملياً لاستخدام الطاقة البديلة والاستفادة من الطاقة المتجددة بتمويل من الحكومة المصرية. أضاف: اختارت هيئة لوكاس الفرنسية حي منشأة ناصر لتنفيذ التجربة وانفاق المعونة علي أحد الشوارع بالحي لأنه حي شعبي وعشوائي ويحتاج لكثير من الخطط لتطويره حضارياً مع تغيير نمط السلوكيات للمواطنين للحفاظ علي تطوير الحي الذي يضم أكبر مصانع تدوير القمامة وفرزها بالقاهرة. تحقيق: شريف شوقي تصوير: عبد الرحمن أبو العطا