الأئمة والدعاة أصابهم ما أصاب المجتمع كله من تجريف وتراجع وتدني في المستوي. إذ اختزل النظام السابق وظيفتهم في خطب الجمعة التي أملاها عليهم. وجعلها مكررة تضفي الملل علي سامعيها فكانت النتيجة ما نراه في المجتمع من تيارات متشددة ولدت في تلك المساحة المتروكة من عمل الدعاة والأئمة. "المساء" حاورت د. إبراهيم السيد وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية للتعرف علي آرائه في مشاكل الدعاة. والعلاقة بين تيارات الإسلام السياسي والدعاة والأئمة المنتمين للأوقاف والأزهر. وحالة المساجد وخطب الجمعة. وتدني مستوي خطب الجمعة وعلاقة المسلمين بالمسيحيين وغيرها من القضايا .. وإلي نص الحوار: ماذا عن تعيينات الأئمة والدعاة؟ سيتم خلال الأيام المقبلة تعيين ثلاثة آلاف إمام وداعية بالمحافظات فور الانتهاء من إجراء الاختبارات. فيم يتم الاختبار؟ يجري اختبار المتقدمين لوظيفة إمام وداعية في حفظ القرآن الكريم وتجويده وحسن تلاوته. وتفسير القرآن والأحاديث والفقه واللغة العربية. والمعارف العامة للوقوف علي مدي استيعاب وفهم الداعية لما يجري حوله من أحداث ومتغيرات وكيف يتعامل معها. أيهما أفضل التعيين بالمسابقة أم بالاختبار؟ نظام المسابقة أفضل لأنه يجري علي أساس الرغبة. وحفظ القرآن الكريم جيداً والإلمام بالتفسير واللغة العربية. ونظام التنافس يفرز أفضل العناصر .. وقد بدأ العمل بنظام المسابقة في عام 98 علي عهد د. حمدي زقزوق. ماذا عن مستوي الأئمة والدعاة..؟! للأسف .. لست راضيا عن مستواهم. وهم فئة ظلمت كثيراً وهضمت حقوقها .. فكيف نطالبهم بتحسين أدائهم؟! هل هناك خطط للنهوض بالأئمة وحل مشكلاتهم؟ نتابع أداء الأئمة من خلال فكر الدعوة بما يتوافق ويصب في صالح البلد وتلك مهمته الدرجة الأولي.. ومشكلة الأئمة مادية بالأساس.. فهل يعقل أن يتقاضي الداعية المبتدئ راتباً يتراوح بين 800 و1000 جنيه . بعد إضافة الحوافز ومقابل الدروس ثم يحصل علي بدل زي 50 جنيهاً. أما الإمام الذي قضي 37 سنة في عمله فهو يتقاضي 2000 جنيه. وهو ما يعني أن الدولة تنظر للإمام نظرة لا تليق. وهو ما يدفع بعضهم إلي اللجوء لممارسة أعمال أخري. فالمقارنة بينهم وبين الفئات الأخري ليس في صالحهم. فمرتب بعض الحاصلين علي الدبلوم يصل لنحو 3 آلاف جنيه.. فكيف يعقل ذلك؟ ما أسباب تدني مستوي الأئمة والدعاة؟ أراد النظام السابق أن يحصر الدعاة في نطاق معين. لأن صوتهم مسموع وقوي. ولهذا أراد أن يشغلهم في أمور أخري حتي لا ينتقدوه.. هل سيكون للدعاة وضع أفضل في عهد الرئيس مرسي؟! بالتأكيد. لأن الرئيس محمد مرسي متدين بفطرته وينتمي لجماعة دعوية فهتم منذ نشأتها بأمور الدعوة. ما مشاكل الدعوة في مصر؟ المشاكل المادية أهم المعوقات وقد عوق النظام السابق عمل الدعاة وقطع أرجلهم. فهبط مستوي الدعاة. وصار هناك أنصاف دعاة. لايدركون أولويات العمل الدعوي في الحوار مع الجماعات الإسلامية والتيارات الأخري التي تريد أن تقيم حاجزاً بين الدعاة والأزهر. ما رؤيتك للنهوض بالدعوة؟ لابد من احداث تقارب بين الدعاة من جميع التيارات سواء من الأوقاف أو الأزهر أو السلفيين أو الاخوان. فالهدف واحد. كيف تري قيام بعض المنتمين للتيار الإسلامي بتنحية إمام قسراً عن المسجد بحجة عدم إلمامه بأصول الدعوة؟ تلك مصيبة.. فالمفروض أن الإمام في مسجده كالرجل في بيته تماماً.. وللأسف صار كثير من تلك الجماعات يفعلون ذلك في ظل الانفلات الأمني. وعدم احترام هيبة الداعية. هناك تعارض بين الاخوان والسلفيين .. فلماذا؟ المشكلة تكمن في أن السلفيين يرون أن الطريق الذي يسيرون فيه علي طريقتهم هو الإسلام الصحيح. وكذلك يفعل الاخوان وإذا استمر هذا الفهم ستكون النتيجة كارثية!! وماذا عن دعوة السلفيين لهدم الأضرحة؟ هدم الأضرحة ليس لهم فيه مستند إلا ما يفعله بعض المنتسبين للطرق الصوفية. لكن أن يقيموا دعوة مطلقة لهدم الأضرخة بدعوي أنها شرك فذلك ليس من الإسلام علي الإطلاق. ومن يدعون لذلك لا يفهمون الإسلام ولديهم "خبل عقلي". هل سيطرة تيار إسلامي علي مقاليد الحكم تصب في صالح البلاد أم يكون كالحزب الوطني؟ بالطبع .. سيطرة فيصل واحد علي الحكم كارثة وأتمني ألا يحدث ذلك وإلا سنجد أنفسنا أمام حزب وطني جديد. وهم الآن علي المحك. لماذا تسرق صناديق النذور؟ سرقة صناديق النذور بالمساجد ترجع لضعف الأمن وجرأة العاملين بالمساجد. وقد اتخذنا عدة إجراءات بمساجد الإسكندرية للحيلولة دون ذلك كإغلاق أبواب الأضرحة بالأقفال فور أداء صلاة العشاء. لماذا ساءت حالة خدم المساجد؟ من قال ذلك . إنهم أفضل منا مادياً. لكنهم للأسف يظهرون أمام المواطنين وكأنهم "غلابة" ولكننا نحن الغلابة في الواقع. فخادم المسجد لا يهمه الخصم من راتبه إذا قصر في عمله لأنه يعلم أنه سيعوض ذلك ولذلك فإن تطبيق مبدأ الثواب والعقاب عليهم لايجدي. لماذا صارت خطب الجمعة تأدية واجب؟ الإمام الذي تزيد خطبته علي ثلث ساعة لا يصلح أن يكون إماماً. وهناك تعليمات للأئمة بذلك ومن يخالف ذلك نتخذ ضده إجراءات صارمة بشرط أن يتقدم المصلون بشكوي تثبت ذلك. كيف تري علاقة المسلمين والمسيحيين؟ النظام السابق تسبب في تدهور تلك العلاقة وإحداث الفتنة بين الطرفين لأغراض في نفسه ولكن يسود الود بين الطرفين فلابد للمسلم أن يطبق شريعتن وكذلك المسيحي دون مساس بالآخر وأن يسود التسامح في تلك المرحلة الجديدة. بعض المسيحيين يقولون إن حقوقهم مهضومة؟ من يقل ذلك فعليه أن يحصي أعداد المسيحيين وكنائسهم والمسلمين ومساجدهم ثم يحكم بنفسه هل هناك نسبة وتناسب.. فتلك دعوة باطلة لأن الإسلام يكفل لكل ذي حق حقه. من ابناء الديانات الأخري. ماذا عن المادة الثانية من الدستور؟ المفروض ألا يكون هناك خلاف مع ذلك أصلاً. لأن الشريعة الإسلامية مصدر رئيس للتشريع والمسيحيون أنفسهم يؤكدون علي ذلك. هل تري أن المرأة هي الأخري حقها مهضوم؟ هذا الكلام غير صحيح. فالإسلام أنصف المرأة ولنشاهد المراكز القيادية التي نبوأتها المرأة في المجتمع. هل هناك خلافات بين الأزهر والأوقاف؟ لا يوجد خلافات علي الإطلاق هل تعدد التيارات الإسلامية في صالح الإسلام؟! يفترض أن يصب التعدد في صالح الإسلام لكن ما يحدث في الواقع عكس ذلك ولذلك فإنني أدعو الإخوان المسلمين لأن يظهروا الإسلام في صورته الصحيحة.