الأسواق الشعبية هي رحم الشعوب الذي يحمل للناس تراث الماضي وأريج المستقبل.. ومحافظة المنوفية تتميز بالعديد من هذه الأسواق التي تقام اسبوعيا بالمدن والقري وتلبي احتياجات المواطنين من البضائع والمشتريات وهي بمثابة كرنفالات اسبوعية تعكس نمط الحياة السائدة فيها. يقول ابراهيم عبدالسلام حمزة موجه بالتعليم: تعد الأسواق فرصة لقضاء الحاجات واشباع الرغبات علي تعدد أنواعها واختلاف أماكنها وقد تعودنا ان نجد في كل بلد مناطق تجارية تعقد فيها اسواق يومية واسبوعية وهي تشمل بضائع متنوعة وبأسعار أقل كما ان لكل مدينة يوما بعينه بل وامتد الأمر لبعض القري الكبيرة وعلي سبيل المثال يعقد سوق مدينة أشمون الاسبوعي يوم الاربعاء وفي منوف يعقد السبت وفي شبين الكوم الخميس وفي تلا السبت وبركة السبع الجمعة وهكذا. أوضح اننا نجد في هذه الاسواق بضائع شتي وأنواعها متعددة ولكل بضاعة سوقها المعين ومكانها المحدد الذي يتجمع فيه التجار من بلاد متعددة كل حسب حاجته ورغبته وهي مقسمة إلي اقسام منها قسم للخضراوات وبجانبه قسم للفاكهة وهناك قسم للطيور وقسم للأسماك وقسم للأقمشة والملابس والأحذية وآخر للماشية ثم قسم للمخلفات والخردة ويأتي لكل قسم قاصدوه وتزدحم الاسواق بالمارة وغيرهم ومنهم الرجال والنساء وهن أكثر اقبالا لأنهن أعلم من الرجل بمطالب بيوتهن واكثر اتساعا واربحية في مسائل البيع والشراء وكذلك اكثر صبرا ومساومة وفصالا. اضاف ان هذه الاسواق تكون أسعار السلع بها اقل سعرا من مثيلاتها في الأيام الأخري وكذلك من مثيلاتها في المحلات والاسواق الكبري نظرا لأن ايجار المحلات كبير واجور العمالة متزايدة ونفقات الكهرباء والخدمات الأخري بها مرتفعة كما ان تلك الاسواق تأتي إليها الأشياء طازجة واكثر جمالا ولاسيما في الساعات المبكرة في اليوم وكما قيل "ومن يفتدي للنصر ينتزع النصر" مشيرا إلي أن السوق عادة ما يبدأ عقب صلاة الفجر وقد اعد الباعة الأمر من ليلهم ويستمر إلي بعد الظهر وربما إلي قبيل العصر. كل قد أخذ حاجته وكفايته لاسبوع أو عدة ايام حسب قدرته وتجد الجميع في حالة من النشاط والفرحة. هذا لأنه باعو هذا لأنه اابتاع وكل قد ظفر بمراده. وقال اسلام فؤاد - محاسب: الأجمل في السوق انه ملتقي التجار حيث يتعارفون ويتبادلون المنافع ويتناصحون كما يلتقي الكثير من الأسر رجالا ونساء فيها وربما اشتري بعضهم للبعض وهكذا نجد هذا التعامل وما أجمله إذ بني علي الحب والتسامح والتعاون وكما قال النبي صلي الله عليه وسلم "رحم الله رجلا سمحا إذا باع وأذا اشتري وإذا اقتضي". وأوضح المحاسب السيد علي حسن رئيس الوحدة المحلية لقرية جنزور ان اسواق بركة السبع تتميز بطابع شعبي فلكوري وهي عبارة عن التقاء اسبوعي يتم فيه البيع والشراء بعيدا عن الضوابط الادارية الصارمة إذ تتيح عفوية العرض في هذه السوق وسهولة عمليات البيع والشراء للمواطنين والمقيمين ببركة السبع وخارجها الحصول علي احتياجاتهم من السلع والمنتجات المستعملة والتي تعرض بأسعار بسيطة مشيرا إلي أن سوق مدينة بركة السبع يفتح أبوابه في السادسة صباح الجمعة من كل اسبوع وحتي الثالثة عصرا حيث تزدحم الطرقات والشوارع بالباعة تحت المظلات الخشبية المغطاة بالقماش وتفترش البضائع علي الأرض ويملأ المتسوقون الشوارع والحواري بين السلع والمعروضات وتختلط وسط الزحام اصوات المجادلة بين البائعين والمشتري. اضاف ان الاسواق غالبا ما تتحول إلي ما يشبه "المول التجاري" وفيها تختلط البضائع رفيعة المستوي ومنها المستوردة بأخري زهيدة ومنها المقلدة وهي توفر للزبون ما يريد وما يشتهي وهو دائما يبحث عن الارخص والاغرب والاجود أحيانا. أوضح ان سوق القرية بجنزور يقام يوم الثلاثاء اسبوعيا ويرد إليه الباعة من كافة انحاء القري والعزب المجاورة وطالب بنقل هذا السوق علي اطراف القرية علي الطريق الترابي المطل علي ترعة القاصد منعا من الزحام الشديد وعرقلة الحركة المرورية في الشارع الرئيسي مع ضرورة توفير خدمة أمنية به لمنع المشاجرات. وقالت آمال حجاج ان الاسواق الشعبية مازالت تحتفظ بجاذبية كبيرة لكثير من الناس الذين يجدون في ارجائها نكهة القديم والبساطة والعفوية في البيع والشراء رغم انتشار المجمعات والمراكز التجارية الكبيرة.. مشيرة إلي أن الاسواق تعد ساحة كبيرة للمعروضات وفيها ترسب التقاليد الاجتماعية الموروثة وهي ملتقي اجتماعي واقتصادي وتعتبر محل التقاء وتشاور بين الوافدين إليها فضلا عن انها ملاذ آمن لشرائح واسعة من المجتمع المحلي من الفقراء وذوي الدخل المتدني والمحدود. اضافت ان الاسواق الشعبية خلال الفترة الاخيرة اجتذبت كثيرا من زبائن المولات الكبيرة بعد سيطرة ظاهرة الغلاء الفاحش في كثير من السلع التي تعرضها هذه المولات وذلك للحصول علي نفس السلعة بأسعار أقل بكثير وان كانت الجودة مختلفة وتتميز الاسواق الشعبية بالحصول علي مكسب اقل وبيع اكثر ويلجأ إليها الكثيرون لتجنب حرب الغلاء الذي اصابت موجته كل السلع. وقال سامي شرف الدين تاجر خضراوات ان اقبال الزبائن يكون كبيرا أول كل شهر ولا يمكننا ملاحقة عملية البيع لكن مع مرور الايام حتي نهاية الشهر يكون عدد الزبائن محدودا جدا.