معظم المنظمات والصناديق الدولية هي حقوقية أو مالية علي الورق فقط.. أما علي أرض الواقع فتتحكم فيها دول وأنظمة وبالتالي فإن كل قراراتها سياسية بحتة ومملاة عليها من "فوق".. من أمريكا خاصة أو من اسرائيل ولكن بغطاء أمريكي أيضا. من الأمثلة الصارخة لهذه المنظمات والصناديق.. منظمة العفو الدولية. وهيوفنا رايتس ووتش وصندوق النقد أو "النكد" الدولي. الوقائع كثيرة ويندي لها الجبين.. ولكن أبرزها واقعتان نعرفهما جيدا.. فكلنا عاش قضية التمويل الأجنبي في مصر وكيف ضغطت منظمة العفو الدولية بأوامر من أمريكا للإفراج عن المتهمين فيها وكلنا يعيش الآن لعبة القرض الذي تطلبه مصر من صندوق النقد الدولي والمماطلات والتسويفات والضغوط وعملية "هات وخد.. أو سيب وانا أسيب" التي يلعبها الصندوق معنا بأوامر أيضا من واشنطن. اليوم.. دخلت منظمة هيومن رايتس ووتش علي نفس "التراك" وبلا خجل أو حياء وبإشارة مفضوحة من أمريكا واسرائيل.. حيث انتهجت اسلوب التحريض الرخيص ضد قواتنا المسلحة بهدف دق اسفين حقير بين الرئاسة والجيش تبتغي به تصادم الطرفين والتحريض علي وقوع انقلاب يحرق الأخضر واليابس أو علي أقل تقدير إثارة الفوضي في البلد.. فتسقط الرئاسة ويسقط الجيش ومعه الشرطة ثم القضاء.. وهذا هو المراد!!.. كيف؟! منظمة هيومن ربنا يولع فيها اتهمت المجلس الأعلي للقوات المسلحة باحتجاز وتعذيب مئات المتظاهرين وإطلاق النار علي العشرات منهم خلال توليه مقاليد الحكم في المرحلة الانتقالية التي أعقبت ثورة يناير. عناوين براقة تشد بها ضعاف النفوس والجهلة والمغرضين وأصحاب المصالح.. وأيضا تضرب بها علي الوتر الحساس لدي أسر الشهداء الذين لم يحصلوا بعد علي حق أولادهم الشهداء بل ولم يعرفوا حتي هذه اللحظة من الذي قتلهم وبأي ذنب قتلوا!!.. ولأنهم مثل الغريق الذي يتلمس قشة وسط الأمواج.. سيصدقون بسهولة هذا الإفك والهراء! وبعد أن حددت المنظمة "المتهم" بهذا الشكل المغرض والحقير.. ذكرت حيثيات الاتهام ولخصتها في انه علي مدار 18 شهرا والجيش يفلت من العقاب علي جرائم القتل والتعذيب والاعتداءات الجنسية.. تصوروا الاعتداءات الجنسية؟!! كيف يا زبانية جهنم؟!.. تقول: لأنه حتي الآن تختص المحاكم العسكرية وحدها بنظر كل ما يرتكبه العسكريون وان القضاء العسكري اخفق علي طول الخط في التحقيق في انتهاكات الجيش بحق المتظاهرين لأن محققي الجيش لم يكونوا علي استعداد للتحقيق الجاد مع أبناء المؤسسة العسكرية؟! والحل إيه من وجهة نظر سيادتكم.. التي هي أصلا وجمة نظر السيدة المبجلة أمريكا هانم وابنتها المدللة اسرائيل؟! تقول المنظمة انه إذا دعمت القيادة السياسية التحقيق المدني بالكامل مع القوات المسلحة فربما يصبح ذلك خطوة أولي جادة نحو وقف الإفلات من العقاب الذي يتمتع به الجيش حتي الآن!! وإذا كانت احتمالات التحقيق الجاد في بلاغات انتهاكات الجيش قليلة أثناء تولي المجلس الأعلي للسلطة فإن هناك الآن فرصة سانحة لأن يضغط الرئيس محمد مرسي من أجل المحاسبة علي انتهاكات المؤسسة العسكرية أمام المحاكم المدنية!! هيومن تحرض الرئيس مرسي علي إحالة العسكريين إلي محاكم مدنية بالمخالفة للقانون.. وبالطبع فإن العسكريين سيرفضون.. وتقوم القيامة.. وهذا ما يريدونه. وقاحة وجليطة ودس الأنف فيما لا يعنيهم.. وهو ما يدفعني إلي السؤال الذي سيتجاهلونه: وهل المحاكم المدنية في أمريكا يمثل أمامها العسكريون؟! وكيف حاكمت واشنطن قادتها وجنودها الذين انتهكوا آدمية الانسان العراقي في سجن أبوغريب وكافة المناطق العراقية وفي أفغانستان رغم ان الجيش المصري لم يرتكب "ذرة" من هذه المخازي التي شهدها العالم كله؟!.. وأين كنت أيتها المنظمة المناضلة والمدافعة عن حقوق الانسان وجنود أمريكا وبريطانيا يفعلون ما فعلوا في العراق وأفغانستان؟! هل كنت نائمة في العسل؟! هل كنت مغيبة؟! هل كنت في سن الطفولة ولم تدركي ما يحدث والآن بلغت سن الرشد!! اختشوا علي دمكم.. رائحتكم تزكم الأنوف.. ألا تخجلون؟! عار عليكم ما تقولون.. انكم مجرد "إمعات" ترددون الكلام كالببغاوات بلا تفكير أو حياء.. ويبدو ان وباء "السمع والطاعة" انتم مبتكروه وأصبح عدوي. الطف.. يا لطيف.